السعودية وعُمان.. "مجلس تنسيق" يعزز التعاون ويحقق التكامل
في خطوة تعزز العلاقات الأخوية المتنامية بين البلدين، وقعت السعودية وعمان على مذكرة تفاهم بشأن إنشاء مجلس تنسيق مشترك.
جاء التوقيع عقب جلسة مباحثات بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وسلطان عمان هيثم بن طارق في قصر نيوم شمال غرب السعودية، وبحضور الزعيمين وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وقّع مذكرة التفاهم عن الجانب السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، وعن الجانب العُماني بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي وزير الخارجية.
ويتوقع أن يسهم المجلس الجديد في نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين عبر مأسسة التعاون بينهما، وتوفير مظلة تؤطر المرحلة المقبلة من التعاون، في ضوء رغبة البلدين الارتقاء بتلك العلاقات إلى آفاق أرحب، ورفعها إلى مستوى التكامل في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والتنموية والبشرية.
أهداف عديدة
جاء التوقيع على مذكرة التفاهم لإنشاء مجلس التنسيق المشترك استنادًا إلى توجيهات عاهلي البلدين بهدف التشاور والتنسيق المستمر في الأمور والموضوعات ذات الاهتمام المشترك في جميع المجالات.
كما يأتي بهدف تعزيز واستدامة وتوسيع آفاق التعاون بين البلدين والتوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بما يحقق المصالح المشتركة.
ويتطلّع الجانبان لأنْ يُسهم المجلس في متابعة أوجه التعاون القائمة وسير العمل في المشاريع المشتركة وصولاً إلى التكامل في مختلف المجالات.
وكشف وزير الخارجية العُماني بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي في تصريحات سابقة لـجريدة "الشرق الأوسط" أن مجلس التنسيق السعودي-العُماني "سيوفر المظلة والمرجعية التي تؤطر المرحلة المقبلة من التعاون بين البلدين، والتي من المتوقع أن تشمل أيضاً التوقيع على كثير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في كل المجالات الداعمة للمصالح والمنافع المشتركة".
بدورها قالت وكالة الأنباء السعودية إن الجانببن يتطلعان إلى أن يسهم "تأسيس مجلس التنسيق السعودي العُماني" في وضع رؤية مشتركة لتعميق واستدامة العلاقات، ورفعها إلى مستوى التكامل في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والتنموية والبشرية.
آفاق واعدة
التكامل في مختلف المجالات وتعزيز التعاون على مختلف الأصعدة الذي يستهدف تحقيقه المجلس الجديد، يتوقع أن يلقي بأثره على العديد من المشروعات الواعدة بين البلدين، إضافة إلى التنسيق المشترك على الصعيد السياسي لمواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة وتعزيز التضامن الخليجي.
وتتوافق الدبلوماسية السعودية العمانية في كثير من الرؤى، خاصة ما يتعلّق منها بمكافحة الإرهاب والمحافظة على السلم والأمن الدوليين.
كما ينسق البلدان بشكل مكثف في كثير من القضايا الإقليمية؛ وفي مقدمتها القضية اليمنية.
على صعيد العلاقات المتنامية بين البلدين، يتوقع أن يدفع هذا المجلس في تسريع استكمال مشروع المنفذ البري الرابط بين المملكة وعُمان بمسافة تتجاوز 680 كيلومتراً، والمقرر تدشينه قبل نهاية العام الجاري.
ويسهم المنفذ الجديد في اختصار نحو 800 كيلومتر من زمن الرحلة بين البلدين، كما سيفتح المجال أمام حركة البضائع من المملكة مرورًا بالطرق البريّة في السلطنة وصولاً إلى موانئها، ومنها تصدّر لمختلف دول العالم، ليسهم بعد افتتاحه في تسريع وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين.
وبلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين المملكة وعُمان العام المنصرم 2020، 3.36 مليارات دولار، شملت منتجات الحديد والصلب ومنتجات كيميائية عضوية، فيما بلغت قيمة الصادرات السعودية غير النفطية إلى سلطنة عُمان 1.16 مليار دولار، شملت منتجات معدنية ومصنوعات من الحديد أو الصلب والأغذية.
وفي إطار العمل المشترك بين البلدين لتعزيز العلاقات الاقتصادية بينهما تشكّل رؤيتا المملكة 2030 وعُمان 2040 قاسماً مشتركاً في مجال التجارة والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة، بما يحقق لكلا البلدين تنوعًا في اقتصادهما ومصادر دخلهما.
وبدأ سلطان عُمان اليوم الأحد، زيارة للمملكة العربية السعودية تستغرق يومين.
وعقب وصوله، عقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والسلطان هيثم بن طارق، بحضور الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي، جلسة مباحثات رسمية جرى خلالها استعراض العلاقات الأخوية التاريخية والراسخة بين قيادتي البلدين، وبحث آفاق التعاون المشترك، وسبل تعزيزه وتطويره في شتى المجالات.
aXA6IDMuMTQ1LjM0LjUxIA== جزيرة ام اند امز