"لا نامت أعين الأعداء".. يورانيوم السعودية يشعل "تويتر"
أصداء واسعة بموقع "تويتر" لتصريحات وزير الطاقة السعودي بشأن سعي بلاده لاستخدام مواردها الهائلة من اليورانيوم لتطوير برنامج نووي.
وتناول المغردون من بينهم كتاب وإعلاميون ومتخصصون في شئون الطاقة تصريحات وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، معتبرين أن التصريحات لديها أبعاد سياسية واقتصادية.
واعتبروا أن مثل تلك التصريحات تؤرق من "أعداء المملكة"، وربطوا بين توقيت الإدلاء بها وبين المفاوضات الجارية في فيينا للتوصل لاتفاق نووي جديد مع إيران.
واحتفى فريق آخر بإعلان وزير الطاقة السعودي وجود كميات كبيرة من اليورانيوم داخل المملكة ستستغلها تجاريا، موضحين أن تلك التصريحات تعكس تحرك السعودية الحثيث لاستغلال مواردها الاستغلال الأمثل وتطوير برنامج نووي للأغراض السلمية، يسهم في تطويرها وازدهارها.
كميات كبيرة
وكان الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، وزير الطاقة السعودي، كشف أن بلاده تخطط لاستخدام مواردها من اليورانيوم لتطوير برنامج للطاقة النووية.
وقال خلال مشاركته في مؤتمر التعدين العالمي في الرياض، الأربعاء، إن السعودية لديها كميات كبيرة من اليورانيوم.
وتابع "نحن نتطلع لتطوير برنامجنا النووي، وسأكون صريحاً جداً بشأنه.. لدينا كميات كبيرة من اليورانيوم وسنقوم باستغلالها تجارياً بالشكل الأمثل".
وأردف: "سنستعين بشركاء لاستغلال هذا المورد ونقوم بتطويره بأعلى معايير الشفافية، وسنقوم بتصنيعه وسنطور حتى الكعكة الصفراء".
والكعكة الصفراء هي "اليورانيوم المركز"، ويطلق عليها هذا الاسم للونها، وهو يستخدم لإعداد وقود للمفاعلات النووية للأغراض السلمية غير إنه يمكن أيضا تخصيبه بهدف تصنيع سلاح نووي.
رسالة لإيران
ربط مغردون تصريحات الوزير السعودي بمسار مباحثات الاتفاق النووي الإيراني في فيينا.
وفي هذا الصدد غرد الإعلامي السعودي عبدالرحمن الشاطري، قائلا :"مع اقتراب القوى الكبرى (4+1) في فيينا من الوصول إلى الاتفاق النووي مع إيران؛ وزير الطاقة يكشف خلال مؤتمر التعدين في الرياض، عن تطلّع السعودية لتطوير برنامج نووي (سلمي)"، مؤكدًا أن المملكة لديها كميات كبيرة من اليورانيوم التي سوف تستغلها تجاريًا".
ومتفقا مع البعد السياسي لتلك التصريحات التي تقض مضاجع من وصفهم بالأعداء، قال الإعلامي والمحلل السياسي البحريني سعيد الحمد :"الأمير عبدالعزيز بن سلمان (لدينا كميات كبيرة من اليورانيوم وسنستغلها تجاريا). ولا نامت أعين الأعداء."
احتفاء كبير
تصريحات وزير الطاقة السعودي شهدت احتفاء كبيرا أيضا بين المغردين على موقع "تويتر"، واصفين تصريحاته بأنها "أخبار مفرحة" تعكس خيرات قادمة للمملكة، كما أبرزوا تصريحاته بأن "المملكة ستكون هي القائدة في قطاع الطاقة".
وفي هذا الصدد علق الأمير عبدالرحمن بن مساعد على ذلك بتغريدة، قائلا: "وزير يليق بعظمة بلاده".
بدوره أعاد محمد القباني الكاتب والباحث في شؤون الطاقة تصريحات وزير الطاقة السعودي، وغرد قائلا: "وزير الطاقة: لدينا مخزون كبير من اليورانيوم وسوف نقوم بتطويره والاستفادة منه تجارياً.. الشباب السعودي هم مستقبل المملكة.. لدينا فرصة كبيرة للتوطين في التعدين".
وأردف في تغريدة أخرى:"المملكة تثبت للجميع أنها ماضية في خططها نحو تنويع اقتصادها والاستفادة من كل ثرواتها."
بدوره اعتبر مغرد يدعى د.ناصر العمري تصريحات وزير الطاقة السعودي: "خطوة هامة نحو التعدين الأخضر".
ومحتفيا بالتصريحات ذاتها، أعاد محمد نافع رامز كاتب ومحلل اقتصادي وسياسي نشرها وعلق واصفا إياها بأنها خبر "مفرح".
وأوضح أن وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان أكد أن المملكة العربية السعودية تمتلك كميات كبيرة من اليورانيوم، وسوف يتم الاستفادة منه تجاريًا، مشيرا إلى أن المملكة ليس فقط تملك أكبر احتياطي نفط وكذلك غاز، بل تملك ثروات معدنية تقدر بتريليونات الدولارات، وهناك خطط مدروسة للاستفادة من هذه الثروة، ولديها كميات كبيرة من اليورانيوم ستقوم باستغلالها تجاريًا بالشكل الأمثل.
في السياق نفسه قال المغرد صالح جريبيع الزهراني: "خيرات تلو خيرات.. أنعم الله بها على أرضنا الطاهرة.. وزير الطاقة .. نملك كميات كبيرة من اليورانيوم .. وسنستغلها تجارياً"، متابعا "السعودية عظيمة قياده وشعبا".
وأعاد الكثير من الكتاب نشر تصريحات الأمير عبدالعزيز بن سلمان احتفاء بها من بينهم الكاتب والمحلل السياسي فيصل إبراهيم الشمري، والإعلامي السعودي خلف الدوسري، الذي نشر التصريحات وذيلها بوسم "السعودية العظمى".
أغراض سلمية
وتسعى السعودية للاستفادة من الطاقة الذرية في الأغراض السلمية؛ من أجل تنويع إمداداتها من الطاقة.
وقبل أسبوع، أجرى الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة السعودي، في الرياض مباحثات مع وزير التجارة والصناعة والطاقة في جمهورية كوريا مون سونغ ووك لتعزيز التعاون بين الجانبين.
وشملت نقاشات الجانبين آفاق التعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وتبادل الخبرات في مجال التطبيقات النووية، والرقابة النووية، وتطوير الكفاءات البشرية.
وكان الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي، قد وضع في نوفمبر 2018 حجر أساس سبعة مشروعات استراتيجية في مجالات الطاقة المتجددة والذرية وتحلية المياه والطب الجيني وصناعة الطائرات، وذلك خلال زيارته لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.
واشتملت المشروعات على وضع حجر أساس مفاعل منخفض الطاقة للبحوث النووية، والذي يعد أول مفاعل بحوث نووية في السعودية.
وتعتبر رؤية السعودية 2030، الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، كاستخدامها في توليد الكهرباء، وبعض الاستخدامات الطبية التشخيصية والعلاجية، جانباً مهماً في تحقيق مستهدفات الرؤية التي تتمثل في استدامة النمو في جميع المجالات والمناطق في السعودية.