اليوم الوطني السعودي الـ94.. نهضة ثقافية وترفيهية واعدة
نهضة ثقافية وترفيهية ورياضية واعدة تشهدها المملكة العربية السعودية بالتزامن مع احتفالها باليوم الوطني الـ94.
احتفال يأتي في وقت تشهد فيه المملكة إطلاق مشروعات حضارية عملاقة ومبادرات ثقافية رائدة تستهدف النهوض بالقطاع ودعم المبدعين والمثقفين.
يأتي الاحتفال قبل 3 أيام من انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي يشهد هذا العام تطورات ملحوظة، وبعد أيام من إعلان صندوق الاستثمارات العامة تأسيس شركة "قصص QSAS"، التي ستعمل على تطوير تجارب تفاعلية، تعتمد تكنولوجيا متقدمة لسرد قصصٍ مستوحاة من ثقافة وتاريخ المملكة والتراث الإسلامي.
كما يأتي الاحتفال بعد أيام من إطلاق جائزة "القلم الذهبي" للأدب الأكثر تأثيراً، التي تعد أول جائزة تهدف إلى تحويل الأعمال الأدبية إلى أعمال سينمائية من إنتاج الهيئة العامة للترفيه.
أيضا يأتي الاحتفال في وقت تستعد فيه المملكة لتنظيم فعاليات ثقافية ورياضية دولية مهمة بعد فوزها بتنظيم إكسبو 2030، وكأس العالم 2034، وكأس آسيا 2027.
فعاليات ثقافية ورياضية وترفيهية، عززتها المملكة بإطلاق الحدث الأكبر في تاريخ قطاع الألعاب الإلكترونية بتنظيم فعاليات «كأس العالم للرياضات الإلكترونية» الذي استمر على مدار 8 أسابيع واختتمت فعالياته 25 أغسطس/ آب الماضي بحضور الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي، رئيس مجلس الوزراء، الذي تمكن- بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- من تحقيق إنجازات عديدة طورت مختلف أوجه الحياة في المملكة خلال سنوات معدودة، وحولتها إلى ما بات يُوصف بـ"سعودية جديدة"، بفضل إصلاحات تاريخية ورؤية تنموية طموحة رسمت ملامح مستقبل مشرق للمملكة، عبر خارطة طريق تقود لنهضة شاملة في مختلف المجالات تضمنتها "رؤية 2030".
وخلال سنوات قليلة أصبحت السعودية مركزاً عالمياً لأهم الأحداث الرياضية والثقافية والترفيهية، وقبلة لنجوم العالم في الرياضة، جنبا إلى جنب مع استضافتها قمماً سياسية إقليمية ودولية.
وتشهد المملكة هذا الأيام أجواء فرحة عارمة، احتفاء باليوم الوطني، الذي يقام هذا العام تحت شعار "نحلم ونحقق"، وهو نفس شعار العام الماضي.
واستلهم الشعار من نجاح القيادة السعودية في تحويل أحلام السعوديين بالتنمية والرخاء والازدهار إلى حقائق، تتجسد على أرض الواقع في مشاريع النهضة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والعلمية التي تشهدها بلادهم تحت مظلة "رؤية 2030".
معرض الكتاب 2024
على صعيد النهضة الثقافية، ينطلق معرض الرياض الدولي للكتاب 2024، خلال الفترة من 26 سبتمبر/ أيلول الجاري إلى 5 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، في حرم جامعة الملك سعود بالرياض، بمشاركة أكثر من 2000 دار نشر ووكالة محلية وعربية وعالمية، من أكثر من 30 دولة تتوزع على امتداد 800 جناح، بحضور نخبة من الأدباء والمفكرين والمثقفين من داخل المملكة وخارجها، مما يرسخ مكانته في كونه أحد أهم المنصات الثقافية الدولية في الوطن العربي.
ويُعد المعرض أحد أبرز وأكبر معارض الكتاب في الوطن العربي، ويحظى بتقدير واهتمام كبيرين من المجتمع الثقافي المحلي والعربي. ويقدم المعرض برنامجًا ثقافيًّا أكثر تنوعًا وتميزًا يعكس الإرث الثقافي الغني للمملكة ويتضمن أكثر من 200 فعالية تناسب جميع الفئات العمرية، والعديد من الأنشطة المعرفية والفكرية التي تعزز ثقافة القراءة وتشجع الإبداع الثقافي.
وتشهد نسخة هذا العام تطورات ملحوظة، من بينها إنشاء منطقة الأعمال بمشاركة الوكالات الأدبية التي تدير أعمال المؤلفين وعقودهم، والمطابع المحلية كأول مشاركة لها في المعارض لتقدم خدماتها للناشرين، بالإضافة الى أجنحة الجهات الحكومية والتمويلية ذات العلاقة بقطاع الأعمال في النشر. كما تنظم منطقة الأعمال برنامجاً خاصاً يشمل جلسات حوارية وورش عمل في نطاق الأعمال التجارية وريادة الأعمال والتراخيص وحقوق النشر وغيرها.
جائزة "القلم الذهبي"
أيضا بالتزامن مع الاحتفالات باليوم الوطني، يتسابق المبدعون الناطقون بالعربية من مختلف أنحاء العالم للفوز بجائزة القلم الذهبي.
وأعلن رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه المستشار تركي آل الشيخ منتصف الشهر الجاري، عن بدء تقديم الأعمال للفوز بجائزة "القلم الذهبي" للأدب الأكثر تأثيراً، التي تعد أول جائزة تهدف إلى تحويل الأعمال الأدبية إلى أعمال سينمائية من إنتاج الهيئة العامة للترفيه.
والجائزة التي يرعاها الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة، ستستمر في استقبال طلبات الأدباء والكتاب الناطقين باللغة العربية حتى تاريخ 30 من الشهر الجاري، ثم سيتم الإعلان عن القائمة الطويلة في الـ 30 من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، تليها القائمة القصيرة في الـ 30 ديسمبر 2024، ومن المقرر أن يتم الكشف عن الفائزين وتوزيع الجوائز في حفل كبير يُقام في فبراير/ شباط 2025، بحضور نخبة من الأدباء والمثقفين وصناع السينما ونجومها.
وتتكون مسارات الجائزة الستة من الرواية، السيناريو، أفضل عمل روائي مترجم، أفضل ناشر عربي، وجائزة الجمهور، وذلك بإجمالي قيمة جوائز 740 ألف دولار، وفي مسار الجوائز الكبرى والسيناريو ستكون الجوائز للمركز الأول 100 ألف دولار وإنتاج فيلم سينمائي، والمركز الثاني 50 ألف دولار وإنتاج فيلم سينمائي، والمركز الثالث 30 ألف دولار، أما جوائز مسارات الرواية فستكون 8 بقيمة 25 ألف دولار لكل جائزة، وتشمل أفضل رواية للتشويق والإثارة، وأفضل رواية للغموض والجريمة، وأفضل رواية رومانسية، وأفضل رواية فانتازيا، وأفضل رواية كوميدية، وأفضل رواية تاريخية، وأفضل رواية رعب وأفضل رواية واقعية.
أما أفضل عمل روائي مترجم فستكون جائزته 100 ألف دولار، فيما سيحصل أفضل ناشر عربي على 50 ألف دولار، بينما ستكون جائزة الجمهور 30 ألف دولار حيث سيفتح باب التصويت للجمهور على موقع الجائزة في وقت لاحق.
شركة قصص
على صعيد ذي صلة بالنهضة الثقافية التي تشهدها المملكة، أعلن صندوق الاستثمارات العامة 18 من الشهر الجاري تأسيس شركة "قصص QSAS"، التي ستعمل على تطوير تجارب تفاعلية، تعتمد تكنولوجيا متقدمة لسرد قصصٍ مستوحاة من ثقافة وتاريخ المملكة والتراث الإسلامي.
وستتخصص شركة "قصص" في تطوير وامتلاك وتشغيل معارض تفاعلية عالمية المستوى في مختلف أنحاء المملكة، بما سيسهم في إثراء الطلب المتزايد على التجارب الثقافية النوعية، والمقدمة للزوار من حجاج ومعتمرين وسيّاح.
وأوضح مدير قطاع الترفيه والسياحة والرياضة والتعليم في إدارة استثمارات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بصندوق الاستثمارات العامة مشاري الإبراهيم، أن شركة "قَصص" ستسهم في تعزيز مكانة المملكة كوجهة سياحية جاذبة أصيلة بما تقدمه من السرد القصصي المستلهم من التاريخ والثقافة والتراث، كما ستستثمر الشركة في الكفاءات المحلية لبناء نشاط اقتصادي جديد يركز على تقديم التجارب التفاعلية التي تشهد أنشطتها نمواً عالمياً كبيراً.
وستتكامل شركة "قَصص" مع استثمارات أخرى للصندوق في قطاع السياحة والترفيه بما في ذلك شركة "الدرعية"، أحد المشاريع الكبرى للصندوق، إلى جانب شركة "دان" المتخصصة في السياحة الريفية والبيئية، كما يتماشى إطلاق الشركة مع مستهدفات برنامج خدمة ضيوف الرحمن، أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، والذي يهدف لرفع الطاقة الاستيعابية إلى 30 مليون معتمر بحلول 2030، والإستراتيجية الوطنية للسياحة التي تسعى لجذب 150 مليون زائر سنوياً بحلول 2030 وإثراء تجاربهم الإثرائية.
موسم الرياض
يأتي هذا فيما تترقب المملكة انطلاق "موسم الرياض 2024" في 12 من شهر أكتوبر المقبل.
وأعلن المستشار تركي آل الشيخ عن 14 منطقة ترفيهية سيشهدها الموسم هذا العام، حيث سيقام الموسم على مساحة أكثر من 7.2 ملايين متر مربع، تم فيها إبرام 4200 عقد مع 2100 شركة، 95 في المئة منها محلية، إلى جانب إقامة 11 بطولة عالمية و10 معارض ومهرجانات متنوعة، وعروض مسرحية.
وجهة عالمية
يأتي هذا فيما يواصل برنامج جودة الحياة دوره في دعم تحول القطاع الثقافي، للارتقاء بالمملكة وجعلها وجهة عالمية للفنون والثقافة، مع المحافظة على تراثها الإسلامي والعربي والوطني والتعريف به، تحقيقًا لمستهدفات رؤية المملكة 2030.
ولأجل ذلك تتضافر جهود البرنامج مع وزارة الثقافة والهيئات التابعة لها، كجهات تنفيذية لمبادرات قطاع الثقافة والتراث، ما أثمر عن تحقيق العديد من الإنجازات خلال الفترة الماضية؛ كان من بينها إعادة افتتاح مركز الملك فهد الثقافي بعد اكتمال عمليات ترميمه وتطويره، وافتتاح مشروع قصر القشلة التاريخي في حائل بعد انتهاء أعمال الترميم التي قامت بها هيئة التراث بتمويل من البرنامج، وتدشين متحف تيم لاب جدة بلا حدود لزيادة المعروض الثقافي في المملكة.
وتحت مبادرة تعزيز وتطوير قطاع الأفلام المحلي، شهد مطلع عام 2024 إنتاج عدد من الأفلام والمسلسلات التي تروج للثقافة السعودية، وتبرز تطور المواهب الوطنية في صناعة الأفلام منها: خيوط المعازيب، ومسلسل الشرار، ومجمّع 75، كما حظي الجمهور بمشاهدة كلٍ من العرض العالمي والعربي لفيلم "قندهار" في دور السينما، والذي صُوّرت مشاهده في محافظة العُلا ومدينة جدة، والعرض العالمي الأول للفيلم "دنكي" في دور السينما، والذي صُوّرت مشاهده في مناطقَ مختلفة داخل المملكة.
وضمن مبادرة تطوير المكتبات العامة - إحدى مبادرات البرنامج -، افتتحت مكتبتان عامتان بعد تطويرهما وتأهيلهما، لتكونا بيتًا ثقافيًا في كل من مدينة الدمام في المنطقة الشرقية، ومحافظة أحد رفيدة في منطقة عسير، ومن المقرر تدشين 153 بيتاً ثقافياً في جميع مناطق المملكة بحلول عام 2030.
كما تم الإعلان عن تأسيس شركة حرف السعودية التي ستسهم في دعم قطاع الحرف اليدوية وتنميته، وإبراز التراث السعودي الأصيل محليًا وعالميًا.
وأحرزت مبادرات ومشاريع البرنامج المتعلقة بالقطاع الثقافي إنجازات مميزة خلال العام 2023؛ من بينها مبادرة النهوض بريادة الأعمال الثقافية، حيث نتج عنها تأسيس صندوق التنمية الثقافي، وتخصيص 180 مليون ريال سعودي لدعم أكثر من 45 مشروعاً بالقطاع، وإقامة 6 ورش عمل للهيئات الثقافية والحاضنات.
وجرى تسجيل محمية عروق بني معارض في قائمة التراث العالمي لليونسكو كأول موقع في المنطقة منذ 17 سنة، بالإضافة إلى ترميم قصر الملك عبد العزيز التاريخي والمحافظة على مواقعه الأثرية، كما انتهت عمليات تأهيل موقع جرش الأثري الواقع جنوب المملكة، وإلى جانب ذلك وضمن مبادرة خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، اكتمل العمل على عدة مشاريع من بينها؛ مشروع التوثيق المعماري، ومشروع التدعيم الإنشائي لعدد من المباني الآيلة للسقوط.
مشاريع حضارية
وبالتزامن مع احتفالات المملكة باليوم الوطني، تشهد المدينة المنورة تنفيذ العديد من المشروعات الرائدة في مختلف القطاعات التنموية، تجسّد حرص حكومة المملكة على إبراز المكانة التاريخية والممكّنات والمقومات الحضارية للمدينة المنورة.
وتتضمن المشروعات التنموية التي يجري تنفيذها في المدينة المنورة، مشروعات سياحية، وترفيهية، وحضرية، وثقافية، فضلاً عن مشروعات تطوير المواقع التاريخية وإعادة تأهيلها، لاستقبال الزائرين وإثراء تجربتهم الثقافية والمعرفية.
فعلى مقربة من المسجد النبوي تتواصل أعمال مشروعات "رؤى المدينة" لتطوير المنطقة الشرقية للمسجد النبوي على مساحة 1.5 مليون متر مربع، وتهيئة البنية التحتية لتشييد المشروعات الفندقية بعلامات تجارية شهيرة، تقدم خدمات الإيواء والضيافة على أرقى مستوى، تسهم في تعزيز الطاقة الاستيعابية وتعدّد فرص السكن للزائرين والمعتمرين أثناء وجودهم في المدينة المنورة، وربط المشروع الذي يجري حالياً تنفيذ مرحلته الأولى بمسارات نقل تتصل بمحطة قطار الحرمين السريع، ومشروع الحافلات السريعة، ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بما يسهّل على الزائرين من الحجاج والمعتمرين التنقل، وسرعة الوصول إلى المسجد النبوي.
كما تضم قائمة المشروعات مشروع "قرية الحضارة الإسلامية" الذي يعدّ أحد المشروعات الثقافية والتعليمية والسياحية المزمع تنفيذها بالقرب من المسجد النبوي على مساحة 257 ألف متر مربع، ويضم مساحات تأجيرية، وثقافية وترفيهية، ومحال تجارية، ومطاعم ومقاهي، ويتيح للزوار الاستمتاع بالكثير من العروض التاريخية والأنشطة المنوعة المعزّزة بالتقنيات الحديثة التي تستخدم في استحضار إبداعات التاريخ الإسلامي والإسهامات الفريدة للمسلمين على مرّ العصور من خلال مكوناته الثقافية والمحتوى التفاعلي، ليسهم في إثراء التجربة الثقافية والتعليمية لضيوف المدينة المنورة وسكانها.
ويعدّ متحف وبستان الصافيّة أحدث المشروعات الثقافية والسياحية في المدينة المنورة، حيث تم افتتاحه في شهر مارس/ آذار من هذا العام، بجوار المسجد النبوي، ويشكّل واحة ثقافية وسياحية تجمع المعرفة مع الترفيه.
وعلى بُعد 3 كلم شرق المسجد النبوي، تجري أعمال تنفيذ مشروع "بوابة المدينة" الذي يعد أحد المشروعات التطويرية الرائدة، ويرتبط بمحطة قطار الحرمين السريع، ويهدف إلى تحقيق مستهدفات برنامج جودة الحياة وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن لرؤية المملكة 2030، ويقع المشروع على مساحة إجمالية تبلغ نحو 60 ألف متر مربع، ويستهدف تطوير الأراضي الملاصقة لمحطة قطار الحرمين السريع بالمدينة المنورة بتطوير مشروعات منوعة تشمل قطاعات الضيافة، وبرجا فندقيا، وأسواقا، ووسائل نقل لخدمة الزائرين ومستخدمي المحطة، ويواكب زيادة أعداد الزائرين الذي تستقبلهم المدينة المنورة على مدار العام، إضافة إلى مشروع "ملتقى مدينة المعرفة" الذي يصنّف ضمن المشروعات التجارية والفندقية التي يستوحى تصميمها من الطابع العمراني للمدينة المنورة.
ويشكّل مشروع "جادة العالم الإسلامي" أحد مشروعات مدينة المعرفة الاقتصادية على - شرق المسجد النبوي – بالقرب من محطة قطار الحرمين السريع ويؤدي المشروع دوراً حيوياً في تحقيق أهداف برنامج رؤية المملكة 2030 مثل برنامج خدمة ضيوف الرحمن، وتنفّذ مرحلته الأولى على مساحة 151 ألف متر مربع، ويصنّف ضمن مشروعات مجال السياحة والفنادق، ويوفّر 20 ألف غرفة فندقية عن انتهاء المشروع.