تحظى الدبلوماسية السعودية والإماراتية باحترام ملحوظ في جميع دول العالم.
وفي أوروبا تحديداً يشار بالبنان لسفراء هاتين الدولتين العربيتين المهمتين جداً، ليس في منطقة الخليج العربي فحسب، بل في المشهد الدولي بشكل عام.
وبين عواصم الدول الإسكندنافية "السويد والنرويج والدنمارك وفنلندا وأيسلندا"، والرياض وأبوظبي، علاقات سياسية واقتصادية مميزة، فضلاً عن البعد الاجتماعي والتعليمي والثقافي، إذ حرص السعوديون والإماراتيون - منذ زمن - على دخول جامعات شمال القارة الأوروبية.
وحقق الطلبة والأكاديميون المختصون من السعودية والإمارات، مراتب عليا في الدراسات والاختصاصات العلمية والطبية وغيرهما داخل تلك الصروح المعرفية الشهيرة، بدعم من حكومتي البلدين وتشجيع مباشر من قبل الأجهزة التعليمية المشرفة على برامج الابتعاث.
لكن قصة العمل الدبلوماسي السعودي والإماراتي في مملكتي النرويج والدنمارك، تُكتب هذه الأيام بطريقة مختلفة، لا سيما أن خادم الحرمين الشريفين أرسل إلى أوسلو نهاية العام الماضي سفيرة جديدة، هي آمال المعلمي، كثاني مواطنة سعودية بعد الأميرة ريما البندر تصل إلى هذا المنصب المرموق.
وللإمارات في كوبنهاجن سفيرة مجتهدة للغاية، هي فاطمة المزروعي، التي حققت وتحقق إنجازات دبلوماسية مهمة، جعلت منها حديث الصحافة ووسائل الإعلام، كونها تمثل بلدها المتطور خير تمثيل، في مختلف المحافل والمناسبات.
وما دمنا نعيش هذه الأيام، في رحاب يوم المرأة العالمي، وهو اليوم الذي يُحتفل به سنوياً في الثامن من مارس، ومنذ أكثر من قرن، في رمزية واضحة للكفاح النسوي والمطالبات من أجل تعزيز حقوق النساء بمواجهة التمييز وانعدام المساواة، فإن السعودية والإمارات حققتا نقلات نوعية في تمكين المرأة ومنحها الحقوق كافة، وإدخالها سوق العمل، فضلاً عن إصلاح المنظومة التشريعية والقضائية التي تكفل ذلك، وهذا ما أشار إليه الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي قبل مدة قصيرة.
وخصوصية المرأة في المجتمع الإسكندنافي نابعةٌ من مشاركتها الفعالة في بناء هذه البلدان التي كانت تعيش عزلةً في مرحلة ما من مراحل العصر الحديث، ففي النرويج على سبيل هناك رئيسة الوزراء هي إرنا سولبرغ، زعيمة الحزب المحافظ والسياسية المعروفة والناشطة منذ عام 2013.
وفي مملكة الدنمارك، وفي أعقاب الانتخابات البرلمانية عام 2019، والتي فازت بها الكتلة الحمراء المعارضة من أحزاب اليسار واليسار الوسط وبأغلبية مطلقة، تم تكليف السيدة ميت فريدريكسن من قبل الملكة مارغريت الثانية لتشكيل الحكومة، لتبرز هنا الرسالة الدبلوماسية السعودية والإماراتية القوية، من خلال اعتماد سفيرتين لقيادة دفة العمل الدبلوماسي في هاتين الدولتين.
وتنحو الرياض وأبوظبي منحى تعيين الشخصية المناسبة في المكان المناسب، عبر قنوات التواصل بين دول متقدمة صناعياً وعلمياً مثل الدنمارك والنرويج، لتسجل في صفحات جهود وزارتي الخارجية السعودية والإماراتية، كلمات السياسة العامة الرصينة والمتينة، والقادرة على جسر الهوة بين الشرق والغرب بغية تحقيق المصالح المشتركة وتبادل الخبرات وتعزيز أطر التعاون.
ولأن كلاً من المعلمي والمزروعي شرعتا في وضع بصمات المرأة العربية الخليجية في تحركات وأنشطة سفارتي البلدين، ضمن عملهما الدؤوب والمشهود له، فلا بد لكاتب عربي مثلي يقيم في إسكندنافيا أن يقول: إن القادم أفضل والحضور السعودي الإماراتي يزداد كل يوم تألقاً وعطاءً، يعكس حرص القيادتين السعودية والإماراتية على منح النساء دورهن الطبيعي إلى جانب الرجال في جميع مؤسسات الدولة داخلياً وخارجياً.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة