سيناريوهات "التسليم والحرب".. ماذا بعد تشكيل حكومة ليبيا؟
يتخوف الليبيون من سيناريوهات ما بعد منح الثقة لحكومة فتحي باشاغا، خاصة مع رفض عبدالحميد الدبيبة، المنتهية ولايته، تسليم السلطة.
- باشاغا يترأس الحكومة.. دعم عسكري من غرب ووسط ليبيا
- بالأسماء.. "العين الإخبارية" تنشر تشكيلة حكومة ليبيا
تفاهمات ضرورية
ويقول أنور ياسين، الخبير السياسي والاقتصادي الليبي، إن "الحكومة الليبية الجديدة ستجد في البداية تجاذبات حول شرعيتها لاسيما من ناحية ما يعرف بمجلس الدولة الذي يسعى للمشاركة في العملية السياسية، إلى جانب بعض التشكيلات المسلحة المحسوبة على تيارات مستفيدة من بقاء حكومة الدبيبة والتي قد تسعى إلى التصعيد".
وأضاف في حديث لـ"العين الإخبارية" أن "جميع هذه الخطوات المبدئية لا تتعدى كونها مناورات تنتهي بالمساومة والضغط للحصول على منافع بديلة أو أدوار جديدة".
وتابع أن "رئيس الحكومة الجديد فتحي باشاغا يعمل وفق خطة حققت نجاحات حتى هذه اللحظة في التوافق بين الأطراف المختلفة، ولا يمكن أن تخلو هذه الخطة من بنود تستوعب تداعيات التغيير ونحن نعلم أن البدائل السلمية كثيرة".
ونوه إلى أن "النية في دخول حرب معدومة لدى جميع الأطراف، هذا إذا افترضنا أن المسألة بين الليبيين دون تدخل أطراف خارجية ، لكن لو " وضعنا في الاعتبار وجود تدخلات خارجية فمن المتوقع أنها لن تخرج عن إطار التهدئة والتسويات".
وشدد على أن "أمر تسليم الحكومة الجديدة سيتم ولكن قد يأخذ بعض الوقت لإيجاد تسوية ترضي الجميع، وفي النهاية سيكون للمجلس الرئاسي ورئيسه دور رئيسي في تسوية الوضع باعتباره الراعي لعملية الاستقرار".
وأشار إلى أن "المجلس الرئاسي يقف على مسافة متساوية من الجميع وهو يقود وفق استراتيجية حكيمة لصالح دعم جهود المصالحة، والدفع إلى الاستقرار الذي يؤدي إلى تحقيق أهداف انتخابات رئاسية وتشريعية حسب الاتفاق السياسي".
تسليم اضطراري
ويقول الخبير السياسي والحقوقي الليبي محمد صالح اللافي، إن "عبدالحميد الدبيبة لن يقبل تسليم السلطة لحكومة فتحي باشاغا الجديدة، وسيرفض الامتثال لمجلس النواب، وسيستمر في ممارسة مهامه إلى حين إجباره على غير ذلك".
وأضاف اللافي، في حديث لـ"العين الإخبارية" أن "باشاغا سيتعامل مع كل الأطراف المؤيدة له والتي سبق وأعلنت أنها تدعم قيام حكومة جديدة بما فيها القيادة العامة للجيش الليبي، ما سيضع الدبيبة أمام خيارين، إما أن يسلم السلطة سلميا دون الدخول في صدامات، أو الدخول في صدام قد يقود البلاد للغرق في صراع مسلح".
وأردف أنه "لم يعد لدى رئيس الحكومة المنتهية ولايتها أي شرعية الآن، وأنه بعد أداء التشكيلة الحكومية القسم الدستوري أمام مجلس النواب، ستصبح هي الحكومة الشرعية، وعلى الدبيبة تسليم السلطة طوعا أو كرها"، مرجحا أن تتدخل القيادات الاجتماعية في مدينة مصراتة لوقف الأعمال العدائية وإجبار الدبيبة على تسليم السلطة.
التوافق
واعتبر المحلل السياسي الليبي، نوح الحبوني، أن حكومة رئيس الوزراء المكلف فتحي باشاغا سيتسلم المقرات من نظيرتها بشكل سلمي.
وأضاف الحبوني في حديث لــ"العين الإخبارية"، أن "رئيس الوزراء فتحي باشاغا قبل تشكيل الحكومة عمل على إدخال جميع المناطق بشكل محاصصة لضمان ولاء الجميع للبلاد".
وأوضح أنه "نسق مع القوى في الغرب الليبي سواء القبائل أو المدن حيث جعل من نصيب الزاوية وزارة الداخلية، والزنتان الصحة، ومنطقة تاجوراء وسوق الجمعة حصلت على وزارة الخارجية السيادية".
ولفت إلى أن "ذكاء باشاغا أنه استطاع جمع كل القوى العسكرية في الغرب الليبي تحت رايته"، لافتا إلى أن "التسليم والتسلم سيتم بشكل سلمي خاصة أن حكومة الدبيبة تعد منتهية منذ سبتمبر/أيلول الماضي وتقوم بتصريف الأعمال فقط.
وبيّن أن باشاغا سيعمل فور توليه على عودة الأمن إلى طرابلس والغرب الليبي ودمج الجماعات المسلحة.
وأكد أن نجاح حكومة باشاغا نظرا لما له من خلفية أمنية قوية سواء طيار حربي سابقا أو وزير داخلية في حكومة الوفاق السابقة، لافتا إلى أن "لدية خطة جيدة للتعامل مع المليشيات والجماعات المسلحة".
حكومة جديدة
وكان فتحي باشاغا، أكد أن حكومته ستمارس مهامها وتتسلم السلطة في العاصمة طرابلس، بشكل سلمي، وأنه باشر في إجراء التدابير القانونية والإدارية وتواصل مع الجهات الأمنية والإدارية والقانونية وستكون عملية التسليم بشكل سلس.
ومنح 92 نائباً الثقة للحكومة من إجمالي 101 نائب بالجلسة، بالإضافة إلى 13 صوتاً جاءت إلكترونياً
ولا تزال حكومة عبدالحميد الدبيبة المنتهية ولايتها تؤكد رفضها للحكومة الشرعية الجديدة، وأنها لن تقوم بتسليم السلطة لها.