علماء دين: الإمارات نموذج عالمي للتسامح والتعايش السلمي
علماء دين يناقشون خلال جلسة رمضانية نظمها نادي الشارقة للصحافة أهمية التسامح والتعايش الإنساني في ظل اختلاف الأديان والثقافات.
شاركت "العين الإخبارية" ضمن الجلسة الرمضانية التي نظّمها نادي الشارقة للصحافة بعنوان "اختلاف الأديان وتلاقي الإنسانية"، على مسرح المجاز.
وشهدت المناسبة استعراض تجربة الإمارات في ترسيخ قيم التعايش الإنساني السلمي واحترام الآخر، لتشكّل نموذجاً عالمياً في المحبة ومحطة لتلاقي الحضارات، إذ يعيش على أرضها أكثر من 200 جنسية بسلام وأمان.
كما سلّطت الضوء على ثقافة الاعتدال وحرية ممارسة المعتقدات الدينية واحترامها، في بيئة تعزّز من القيم النبيلة المُستمدّة من تعاليم الدين الإسلامي السمح، والأخلاق الإنسانية التي تحث الإنسان على الارتقاء بأفعاله.
وحضر الجلسة الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي،رئيس مجلس الشارقة للإعلام، والدكتور رشاد سالم مدير الجامعة القاسمية في الشارقة، وقداسة كاثوليكوس عموم الأرمن كاريكين الثاني، رئيس الكنائس الأرمينية بجمهورية أرمينيا، وأدارها الإعلامي إبراهيم المدفع.
"وضع القرآن الكريم منظومةً من القواعد الواضحة لحفظ المجتمعات البشرية، وإبعاد الفتن الطائفية عنها، كما أعلن الإسلام في مكنون آياته أن الناس جميعاً قد خُلقوا من نفسٍ واحدة، مما يعني أنهم مشتركون في وحدة الأصل الإنساني"، بهذه الكلمات بدأ الدكتور رشاد سالم، مدير الجامعة القاسمية في الشارقة، حديثه مستشهداً ومستنداً إلى قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا".
وأضاف: "جميع البشر يشتركون في الإنسانية، بالتالي كفَل لهم الإسلام الحق بالحياة والعيش بكرامةٍ، دون تمييز بينهم، من مبدأ أن الإنسان مُكرَّمٌ لذاته، دون الالتفات إلى ديانته أو عرقه أو لونه أو منشئه، فجميع أفراد المجتمع أسرة واحدة، ولهم حقوق معينة، وعليهم واجبات، أما الاختلاف الظاهر في أشكال الناس وألوانهم وأجناسهم ولغاتهم، فليس إلا دليلاً على عظمة الله الخالق وقدرته وإبداعه في خلقه".
عن النموذج الذي تُقدّمه الإمارات للعالم في قيمة التعايش مع الآخر، أفاد مدير الجامعة القاسمية: "تلك الأرض كانت سباقة في تَبنّي هذه القيم، من خلال توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، والإمارات مليئة بأمثلة تدل على سماحة الدين الإسلامي، إذ يعيش المواطنون والمقيمون باختلاف أديانهم ومعتقداتهم في أخوة وسلام، وتحتضن أرضها كثيراً من الجنسيات في سلام ووئام، بل باتت ملاذاً آمناً لكل الجنسيات التي تقيم بها".
وقال قداسة كاثوليكوس عموم الأرمن كاريكين الثاني، رئيس الكنائس الأرمينية بجمهورية أرمينيا: "إن مسار التعايش ليس سهلاً، لكن إن كانت لدينا الرغبة في تقبُّل الآخر سنعيش بسلام ووئام وأخوة، رغم اختلاف انتماءاتنا"، مضيفاً أن هذه الرغبة تعدّ مفتاح محاربة التطرف والتعصّب والتشدّد".
وأكد أنه: "رغم اختلاف أدياننا ومعتقداتنا وشعائرنا، فإن هذا الاختلاف لا يجب أن يكون دافعاً لنشر معاني الكره والتعصّب، بل يجب علينا أن نتقبل الآخر ونحترمه لنعيش في بيئة مليئة بالسلام، فنحن جميعنا إخوة، والتعايش والإخاء يُجسِّدان القيم والتعاليم الدينية على اختلافها".
وتابع: "الإمارات نجحت في تجسيد نهج الدين الإسلامي بإرساء قيم التعايش والتآخي على مستوى العالم، وأصبحت نموذجاً في التعايش الحضاري، بفضل قيادتها، أساس تقدّم ورخاء الوطن، التي أرسى دعائمها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه".
وتطرّق كاريكين الثاني إلى مبادرة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بترميم كنيسة أرمنية يتجاوز عمرها 1000 عام، في لفتة وصفها بـ"أسمى معاني التسامح والتعايش والإنسانية والمحبة".