وآكار خلوصي هو أيضاً بمثابة سليماني أردوغان كونه مهندس الفتنة والقتل وسفك الدماء وتنفيذ توجهات أردوغان
لم يكن مستغرباً زيارة خلوصي وزير مليشيات أردوغان الإخواني إلى ليبيا بعد 24 ساعة من زيارة أردوغان إلى قطر، فهو -لا ريب- ذراع الإرهاب الإخوانية لأردوغان في المنطقة العربية والإسلامية.
وآكار خلوصي هو أيضاً بمثابة سليماني أردوغان كونه مهندس الفتنة والقتل وسفك الدماء وتنفيذ توجهات أردوغان الإخوانية الاٍرهابية الباطشة في ليبيا وتونس والعراق وسورية.
ومنذ انقلاب 1960، نصبت المؤسسة العسكرية نفسها وصية على كيان الدولة ومؤسساتها السياسية، وكانت رئاسة الأركان مسؤولة أمام رئاسة الوزراء، لكنها لم تكن «تتبع لها»؛ لكي تبقي نفسها شبه مستقلة، لحماية العلمانية، وهي الذريعة التي أدت لتبرير كل تدخلاتها في الحياة السياسية، التي كان مجلس الأمن القومي أداتها الرئيسة فيها.
عندما سيطر حزب العدالة والتنمية الإخواني على مقاليد السلطة تم تدشين تفكيك الوصاية العسكرية على الحياة السياسية.
خلوصي والمعروف بـ«سيري باشا» في تركيا هو الابن البار للجيش الذي كان يوماً علمانياً وتلون اليوم وأضحى إخوانياً.
خلوصي هو ظِل أردوغان الذي لا يفارقه في الداخل التركي، وهو أول من يلتقيه في النهار وآخر من يودعه في الليل وفي جولاته الخارجية يتصدر..
الجنرال خلوصى ووزير مليشيات "العصمانلي" الذي يعمل بهدوء لأسلمة الجيش التركي، وتراقبه سراً قيادات حزب التنمية والعدالة، إذ تتسع حلقات التكهنات حوله سيصبح إما وريث أردوغان المقبل أو الرجل الذي يستطيع هندسة انقلاب متكامل الأركان ضده مرة أخرى، عقب محاولة الانقلاب على أردوغان فى عام 2016 الذي لا تزال الشكوك تحوم حوله رغم مرور سنوات على العملية.
وعندما سيطر حزب العدالة والتنمية الإخواني على مقاليد السلطة تم تدشين تفكيك الوصاية العسكرية على الحياة السياسية، تحرك على محاور عدة من أبرزها تعديل بنية مجلس الأمن القومي وصلاحياته عام 2013،
إذ أصبح ذا أغلبية مدنية وقراراته استشارية، ليست ملزمة للقيادة السياسية، ذلك الإجراء لم يكن سهلاً، ومع مرور السنوات تطلب الأمر تخفيف حساسية المؤسسة العسكرية، وبعد اعتماد النظام الرئاسي ضمن أردوغان السيطرة الكاملة على مفاصل الجيش، إذ عين خلوصي وزيراً للدفاع في أول حكومة في ظل النظام الرئاسي، التي شُكلت في التاسع من يوليو 2018.
وكان أردوغان قد عينه قبل ذلك أيضاً بعد الانقلاب الفاشل وزيراً للدفاع، وبدأ "سليماني أردوغان" في إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية وتطهيرها من أتباع كولن وأسلمة الجيش بالفكر الإخواني وصناعة المليشيات والمرتزقة وتدريبهم على غرار الحشد وعصائب أهل الحق في العراق، وتكوين جيش من مرتزقة الإخوان على وزن فيلق القدس والحرس الثوري الإيراني.
مسارات آكار الذاتية تكشف كذلك عن اهتمامه المبكر بالعمل السياسي، ففي أعقاب تخرجه من الأكاديمية العسكرية، التحق بجامعة "كوينز" في بلفاست في إيرلندا الشمالية، للحصول على شهادة دراسات عليا في الدبلوماسية الدولية.
وحصل آكار، في ما بعد، على الدكتوراه في التاريخ التركي.
مستقبل آكار السياسي لا يزال غامضاً، فربما يكون حضوره بداية لانخراط الجنرالات في العمل السياسي بعيداً عن الانقلابات العسكرية، وقد يمثل واجهة لانقلاب أتاتوركي جديد.
ويريد أردوغان أن يحول فكر الجيش التركي العلماني إلى الفكر الإخواني تدريجياً بمعنى أسلمة الجيش ويستخدم أردوغان خلوصي كرأس حربة في هذه المرحلة؛ ليكوّن جيشاً في السنوات القادمة قائماً على العقيدة الإخوانية، على غرار الحرس الثوري الذي يؤمن بولاية الفقية، كون خلاصي يعتبر الشخص الوحيد الذي يستطيع خطوة خطوة تحقيق ذلك.
إذ سمح للطلاب المتدينين الموالين لحزب العدالة والتنمية بالالتحاق تدريجياً بالمؤسسة العسكرية؛ لضمان ولاء الجيش للحزب الحاكم في المستقبل، وهو ما سيغيّر في نهاية المطاف علمانية الجيش، وحتماً هذا المشروع لن يستغرق طويلاً، فمؤشراته انطلقت.
ووفقاً للتعديلات الدستورية الجديدة، أصبح آكار أول وزير دفاع يكون المسؤول الرئيسي عن صناعة القرار الأمني، وعن الشؤون السياسية والقانونية والاجتماعية للجيش والخدمات التعليمية والمالية والميزانية والتجنيد، وشراء الأسلحة.
في زمن تركيا الإخوان.. فتّش عن "سيري باشا".."سليماني أردوغان"!
نقلا عن عكاظ
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة