فلاتر مياه من أعشاب البحر .. عالم عربي يكشف لـ«العين الإخبارية» أسرار ابتكاره

في ظل التحديات البيئية والاقتصادية المتزايدة، نجح عالم عربي، في تطوير فلتر مياه مبتكر يعتمد بالكامل على نفايات عشب البحر.
هذا الابتكار الذي توصل له الدكتور المصري خالد صلاح ، الأستاذ بقسم الكيمياء غير العضوية بمعهد بحوث تكنولوجيا المواد المتقدمة بالمركز القومي للبحوث، يمثل خطوة واعدة نحو تقليل الاعتماد على الفلاتر المكلفة، ويقدم حلا فعالا لتنقية المياه من المعادن الثقيلة والصبغات السامة باستعلال مادة خام متراكمة على طول سواحل مصر.
وفي الحوار التالي، يوضح الدكتور صلاح، تفاصيل هذا المشروع العلمي والبيئي الهام، من الفكرة إلى التطبيقات المأمولة.
حدثنا بداية عن هذا المنتج المبتكر، وكيف جاءتكم فكرة استخدام عشب البحر كمادة خام لانتاجه؟
الفكرة جاءت من التحدي البيئي الكبير الذي نواجهه على طول سواحلنا، خاصة في الإسكندرية، حيث يتراكم سنويا حوالي 35 ألف طن من أعشاب البحر الجافة. هذه الكمية الكبيرة من النفايات تسبب مشاكل بيئية وصحية. فكرنا كيف يمكننا تحويل هذا التحدي إلى فرصة، فطورنا فلترا لتنقية المياه يعتمد على تحويل هذه الأعشاب إلى مادة فعالة تستطيع إزالة المعادن الثقيلة والملوثات من المياه.
ما المميزات التي يتمتع بها هذا الفلتر مقارنة بالفلاتر العادية؟
أولاً، هو اقتصادي تمامًا لأنه يعتمد على خامات محلية متوفرة بكثرة، مما يقلل تكلفة الإنتاج بشكل كبير. ثانيًا، فعال في إزالة الصبغات السامة والمعادن الثقيلة مثل الرصاص والكادميوم والزئبق، وهي مشاكل تواجه محطات معالجة المياه والصناعات التي تنتج مياه صرف ملوثة. إضافة لذلك، الفلتر صديق للبيئة ويساعد في تقليل النفايات البحرية، مما يعزز الاستدامة.
هل يمكن أن توضح لنا كيف يتم تحويل عشب البحر "بوسيدونيا أوشيانيكا" إلى وحدة تنقية مياه؟
العملية تعتمد على معالجة الأعشاب البحرية لتحويلها إلى مادة خام صلبة ثم تصنيعها إلى وحدات فلترة، ونستخدم تقنيات كيميائية وفيزيائية لفصل المواد الفعالة التي تمتص المعادن الثقيلة والملوثات من المياه. الفلتر يمكن أن ينتج بطاقة تصل إلى 1300 طن سنويا، كما يتم إنتاج منتجات جانبية مثل الكربون المنشط ومذيب للجليد صديق للبيئة.
ما هي التطبيقات الصناعية التي يستهدفها هذا المشروع؟
المشروع موجه لمحطات معالجة المياه الجوفية والصرف الصناعي، شركات النظافة في المدن الساحلية، مصانع الأدوية والزجاج والصباغة، وكذلك مشروعات البناء في المناطق الصحراوية التي تحتاج إلى مياه نقية. كل هذه القطاعات تعاني من مشكلات تلوث المياه، وفلترنا يوفر حلاً محليًا وفعالا.
كيف ينظر المشروع إلى التحديات التي تواجهه، مثل التمويل والتسويق؟
بالطبع هناك تحديات، خاصة التمويل والترويج للمنتج في الأسواق المحلية والدولية، لكن وجود خامات متوفرة بكثرة والحاجة المتزايدة لتنقية المياه يعطينا فرصًا كبيرة للنجاح. أيضًا، لدينا براءة اختراع مسجلة وأخرى قيد التسجيل، بالإضافة إلى خمس دراسات علمية دولية تؤكد جودة وأهمية الابتكار.
هل يمكن أن يساهم هذا المشروع في دعم الاقتصاد المحلي وحماية البيئة في نفس الوقت؟
بالتأكيد، المشروع يقدم نموذجا عمليا لتحويل نفايات بيئية إلى موارد ذات قيمة اقتصادية وبيئية. فهو يخفف من التلوث البحري، ويقلل الاعتماد على الاستيراد، ويزود الصناعات بمواد أولية رخيصة وصديقة للبيئة، بالإضافة إلى دعم تصنيع الطاقة الخضراء.
أخيرا، ما رؤيتكم المستقبلية لهذا الابتكار؟
نأمل أن ينتشر هذا الحل على طول سواحل مصر والدول المطلة على البحر المتوسط، وأن يساهم في تحسين جودة المياه وحماية البيئة، وأن يصبح مثالا يحتذى به في تحويل النفايات إلى ثروات، مع الاستفادة الاقتصادية والبيئية المستدامة.