مدفع "سيباستبول".. شاهد تاريخي على أكبر معارك إثيوبيا
يعتبر "سيباستبول" مدفع "هاون" يبلغ وزنه 7 أطنان، وأطلق عليه هذا الاسم الإمبراطور الإثيوبي تيدروس الثاني.
تعدّ معركة "مجدلا" بين قوات الإمبراطور الإثيوبي تيدروس الثاني والجيش الإنجليزي في جبال "مجدلا" بإقليم الأمهرا، من أعظم المعارك التي شهدتها إثيوبيا تاريخياً.
وفضَّل الإمبراطور تيدروس الثاني، حينها، الانتحار على أن يُؤخَذ أسيراً لدى القوات البريطانية، كما لجأ إلى المبشرين الأوروبيين الذين أتوا إلى إثيوبيا، حتى يستفيد من خبراتهم ومعرفتهم العلمية ويأخذ بأسباب القوة.
وقام تيدروس بحجز عدد من المبشرين، طالباً منهم صناعة أسلحة مختلفة، شبيهة بالتي يمتلكها الجيش الإنجليزي، خصوصاً مدافع "الهاون".
وتمكّن المُبشِّرون من بناء مسبك في "غفات" ثم صناعة مدافع "الهاون"، يبلغ وزن أحدها 7 أطنان، وأطلق عليه الإمبرطور تيدروس اسم "سيباستبول"، وهو اسم معركة دارت إبان حرب شبه جزيرة القرم.
وكان "سيباستبول" قادراً على إطلاق قذائف يصل وزنها إلى نصف طن، فتم تصنيع 15 مدفعاً من النوع المذكور.
وما يزال المدفع موجوداً في أعلى قمة جبل "مجدلا"، قُرب القلعة القديمة، يحميه سياج خشبي فقط، وهناك نسخة طبق الأصل منه موجودة وسط دوار "تيدروس" في أديس أبابا.
وكان تيدروس الثاني إمبراطور الحبشة منذ عام 1855 حتى وفاته منتحراً سنة 1868، ويعدّ المؤرخون عصره بداية إثيوبيا الحديثة ونهاية ما سُمي بـ"عصر الأمراء".