يشترك كل من إثيوبيا والسودان في تسميات مدنهما، وقد تكون لتلك الأسماء حلقات وصل بين تاريخ وحضارات الشعبين منذ زمن بعيد.
ومن هذه الأسماء المشتركة بين الدولتين التي أسماء لمناطق ومدن مثل مروي والحمرة وسودري ودنقلا والمتمة، صاحبة الاسم والحدث التاريخي.
وتقع أغلب هذه المناطق في شمال ووسط إثيوبيا، والتي تعتبر أقرب للتواصل مع الأراضي والحضارة والثقافة السودانية في ظل التحركات التجارية والثقافية والاجتماعية بالمنطقة الحدودية بين الدولتين، لكن يظل غياب العملية البحثية والدراسات لمعرفة أسرار التشابه بين تسميات مدن ومناطق البلدين، إثيوبيا والسودان، عاملا مؤثرا، فيما تبقى فقط معلومات تم استنتاجها من بعض ذكريات وتدوين الرحّالة، خاصة السودانيين، الذين سجلوا روايتهم في بعض الصحف اليومية السودانية.
اسم المَتَمة منسوب لمدينة في شمال السودان، وهي معقل الجعليين، وهي قبيلة سودانية شهيرة في الشمال السوداني، فيما توجد مدينة أخرى بمدخل الحدود الإثيوبية شمالا مع الحدود الشرقية السودانية يطلق عليها اسم المتمة الإثيوبية، والتي شهدت العديد من الأحداث والتغيرات والتحولات.
وبحسب مصادر تاريخية فإن المدينة أطلق عليها اسم "المتمة" بعد حملة محمد علي باشا على السودان، وبعد مقتل الملك "نمر"، إسماعيل باشا، على يد ملك الجعليين، أرسلت الحملات التركية بقيادت الدفتردار، الذي قام بعمليات انتقامية نزح على أثرها ملك الجعليين وأتباعه إلى الحدود الإثيوبية، والتي كانت ملجأ في هذه الفترة لكل من يعارض الحكومات والأنظمة في السودان، فكانت المدينة -المتمة- التي أطلق عليها اسم المدينة السودانية تيمنا بموطنهم في الشمال السوداني، واندمج الجعليون وملكهم في المَتَمة الإثيوبية، وأطلق عليها دائما اسم "المتمة الثانية".
المتمة الإثيوبية، والتي شهدت نهضة كبيرة قبيل سنوات، هي المدخل لكل قادم من السودان عبر الطريق البري "الخرطوم القضارق-قوندر بحردار" دخولا إلى إثيوبيا، كما أنها المدينة، التي ظلت محطة تلاقٍ اجتماعي وتجاري بين الشعبين السوداني والإثيوبي، ومنها يعبر الإثيوبيون إلى "القلابات" السودانية، والتي يفصلها جسر صغير عن المتمة الإثيوبية، ويعيش حول المدينة العديد من القوميات الإثيوبية المختلفة، منها "القمانت والأمهرا" وغيرهما، وتتواصل هذه القوميات مع قبائل سودانية تنتشر في الاتجاه الآخر، عابرة للحدود الجغرافية الرسمية بما تملكه من تشابه ثقافي واجتماعي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة