ماكرون وحركته ينقلان المعارضة من البرلمان إلى الشارع
بدأ الفرنسيون الادلاء بأصواتهم في الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية التي يتوقع أن يفوز فيها ماكرون وحركته الوليدة بأغلبية ساحقة
بدأ الفرنسيون اليوم الأحد، الادلاء بأصواتهم في الدورة الثانية والاخيرة من الانتخابات التشريعية التي يتوقع أن يفوز فيها الرئيس ايمانويل ماكرون وحركته الوليدة " الجمهورية إلى الامام" بأغلبية ساحقة، تسمح له بإطلاق اصلاحاته في مواجهة معارضة ضعيفة داخل البرلمان.
- فرنسا.. حزب ماكرون سيفوز بأغلبية البرلمان
- الصحافة الفرنسية: ماكرون "حسم" الانتخابات التشريعية بدون تأييد
نسبة تصويت ضعيفة
الامتناع عن التصويت في الانتخابات التشريعية سجل نسبة قياسية في الدورة الأولى، فمنذ نحو ستين عاما، تجاوزت نسبة الامتناع عتبة الخمسين بالمئة. وتصدرت النتائج حركة "الجمهورية إلى الأمام"، التي فازت بـ 32.3 بالمئة من أصوات المقترعين وأزاحت أحزاب اليمين واليسار التقليدية التي تهيمن على الساحة السياسية منذ عقود.
ومع بدأ الجولة الثانية تشير استطلاعات الرأي إلى أنه سيحصل على ما بين 400 و470 مقعداً نيابياً من أصل 577 في الجمعية الوطنية، لتصبح واحدة من أكبر الأغلبيات التي سجلت خلال الجمهورية الخامسة التي بدأت في 1958.
الرئيس الشاب والشارع المنقسم
يبدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صاحب الـ39 عاماً الذي لم يكن معروفاً منذ ثلاث سنوات فقط، في الحصول على أغلبية واسعة في الجمعية الوطنية أحد مجلسي البرلمان، تسمح له بالسير قدماً في اصلاحاته الليبرالية الاجتماعية، ورغم ذلك اعترف في خطاب النصر بعد فوزه على مرشحة اليمين مارين لوبان، ان الشارع الفرنسي منقسم ويجب التكاتف من اجل مصلحة البلاد.
حيث يشدد الرئيس الشاب على ثلاث أولويات في مشروعه هي وضع معايير أخلاقية للحياة السياسية وإصلاح قانون العمل وتعزيز ترسانة مكافحة الإرهاب.
حصول حركة ماكرون على الأغلبية وسط نسبة تصويت ضعيفة، يعني أن المعارضة في البرلمان ستكون ضعيف، وبالتالي وبحسب خبراء ستنتقل المعارضة الفرنسية من البرلمان إلى الشارع.
«إذا لم تكن المعارضة موجودة في الجمعية الوطنية، فأين ستكون موجودة؟».. هكذا سلطت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية الضوء على وضع المعارضة الضعيفة في البرلمان، وأضافت «في بلد مثل فرنسا يجب أن نخاف من أن تكون المعارضة في الشارع«
مظاهرات
عقب إعلان فوز إيمانويل ماكرون بالانتخابات الرئاسية الفرنسية، اعتقلت قوات الأمن 141 شخصًا خلال مظاهرة «مناهضة للرأسمالية» بباريس، حيث استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين بعد تعرض سيارة للشرطة للرشق ولتلفيات وتدمير نوافذ إحدى المدارس خلال المظاهرة التي شارك فيها 300 شخص أغلبهم ملثمون ويرتدون ملابس سوداء في شمال شرق باريس.
كما جرت مظاهرات مماثلة في باريس يوم 23 أبريل الماضي عقب إعلان نتيجة الجولة الأولى ما أسفر عن إصابة ستة من عناصر الشرطة وثلاثة متظاهرين.
نتائج الانتخابات التشريعية الفرنسية تؤكد أن هناك تغير واضح بوجود عدد كبير من النواب الجدد على الساحة السياسية، بما أن نصف نواب «الجمهورية إلى الأمام» القادمين من المجتمع المدني، لم يسبق لهم أن شغلوا مناصب بالانتخاب من قبل، في أكبر عملية تجديد للطاقم السياسي الفرنسي منذ 1958