العام الثاني لحرب أوكرانيا.. وعود السلاح وأمل السلام
مع دخول الحرب الأوكرانية الروسية عامها الثاني، لا يلوح في الأفق حتى الآن نهاية قريبة للعملية، وسط تزايد الوعود الغربية بدعم كييف.
الوعود الغربية بدعم كييف في العملية التي انطلقت في 24 فبراير/ شباط 2022، وتدخل عامها الثاني السبت المقبل، تنذر باستمرار الحرب وتصاعد ألسنة اللهب في مختلف أنحاء العالم.
تدفق الأسلحة الغربية على أوكرانيا تجاوز الخطوط الحمراء التي وضعت في بداية العملية، ووصلت حتى الآن إلى الوعود بإرسال دبابات، وبحث إرسال مقاتلات حربية.
كما أن تصريحات المسؤولين الغربيين والرئيس الروسي تشير إلى أنه لا تبدو في الأفق نهاية قريبة لأكبر حرب برية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
الأربعاء، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطاب مقتضب ألقاه خلال مهرجان وطني كبير في ملعب لوجنيكي بموسكو أن بلاده تحارب حاليا في أوكرانيا من أجل "أراضيها التاريخية".
وأثناء ظهوره، الذي دام بضع دقائق فقط، أشاد بوتين بقواته التي تقاتل في أوكرانيا "ببطولة وشجاعة وبسالة: نحن فخورون بهم."
وقبل هذه التصريحات بساعات، وفي خطاب للأمة استمر نحو ساعتين، تعهد بوتين أيضا بمواصلة هجومه العسكري بطريقة "منهجية" في أوكرانيا.
وعلى الجهة المقابلة، حذر المستشار الألماني أولاف شولتس من إطالة أمد الحرب في أوكرانيا، حيث قال خلال تصريحات صحفية الخميس: "ما يقلقني هو أن الحرب الأوكرانية يمكن أن تكون طويلة جدًا".
كما اتهم رئيس وزراء هنغاريا، فيكتور أوربان، الاتحاد الأوروبي بالمسؤولية جزئيا عن إطالة أمد الحرب، مشددا على أن دعم كييف استراتيجية خاطئة بالنسبة لأوروبا.
دعم غربي
واليوم الخميس، طالب رئيسا وزراء بولندا والدنمارك، عقب اجتماعهما في كوبنهاجن دول غرب أوروبا بأن تكون أسرع وأكثر سخاء في إمداد أوكرانيا بالأسلحة.
وقال رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي للصحفيين "أود أن تكون هذه الدول مثل الدنمارك وبولندا بالضبط. نسخة أطول تكون أكثر سخاء من حيث تسليم الأسلحة وأكثر سرعة".
ولعبت بولندا، وهي حليف رئيسي لأوكرانيا، دورا أساسيا في إقناع الحلفاء الأوروبيين بالتبرع بآليات ثقيلة لأوكرانيا، بينها دبابات، وهي خطوة عارضتها عدة دول حتى وقت قريب.
وقال مورافيتسكي "لنكن صرحاء. لولا الولايات المتحدة وبولندا والمملكة المتحدة، ربما لم تكن أوكرانيا لتنجو في الأسبوعين الأولين أو الشهرين الأولين".
وأضاف "إنه مجرد تعزيز لحلف شمال الأطلسي، بعض الدول المرتابة يجب ألا تكون متشككة".
وفي حديثه عشية الذكرى السنوية لبدء الحرب، أكد مورافيتسكي ونظيره الدنمركي، مته فريدريكسن، على الحاجة الملحة لتقديم الدعم لكييف لأن أوروبا لا يمكن أن تسمح بهزيمة أوكرانيا.
وقال "نحتاج إلى أن ندرك أنه ليس لدينا كثير من الوقت. بالتالي نحتاج لتسريع دعمنا المالي ومساعدتنا العسكرية، ونحتاج إلى مزيد من التبرعات وإلى العمل معا بشكل وثيق للغاية للتأكد من أن لديهم القدرات التي يحتاجونها".
دبابات ليوبارد2
ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، حرص خلال زيارته لكييف على أن بلاده سترسل لأوكرانيا ستّ دبابات ليوبارد، قائلا إنه يأمل إرسال أربع دبابات أخرى في الأشهر المقبلة.
وقال سانشيز خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، "سنرسل ستّ دبابات "ليوبارد 2إيه4"، ونعتزم بحث إمكان زيادة العدد إلى ما مجموعه عشر دبابات في الأسابيع والأشهر المقبلة".
وتأتي الزيارة غير المعلنة لسانشيز إلى كييف وهي الثانية منذ اندلاع الحرب، عقب زيارتي الرئيس الأمريكي جو بايدن الإثنين ورئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني الثلاثاء.
من جهته، قال زيلينسكي "هاتان الزيارتان (لرئيس الوزراء الإسباني) ومفاوضاتنا مهمة حقا وتعزز العلاقات الودية والتعاون بين جميع الأوروبيين".
وأوضحت وزيرة الدفاع الاسبانية مارغريتا روبلس الخميس أنه من المقرر تسليم الدبابات الستّ الأولى "في نهاية مارس/ آذار أو بداية ابريل/ نيسان.
في ما يتعلق بموضوع الدعم الجوي الذي تطلبه أوكرانيا بإلحاح، قال سانشيز إنه تتم "دراسة" هذا الطلب الذي "سيتعين علينا مناقشته مع حلفائنا على مستوى حلف شمال الأطلسي وعلى المستوى الأوروبي".
كما أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن روسيا لن تنتصر أبدا في حربها، مؤكدا خلال كلمة ألقاها في العاصمة البولندية وارسو بعد زيارة مفاجئة لكييف، إن دعم واشنطن لأوكرانيا لن يضعف.
إطالة أمد الحرب
ومن جانبه، قال ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، "لا نعرف متى ستنتهي الحرب، لكن ما نعرفه هو أنه عندما تنتهي الحرب يتعين علينا أن نتأكد من أن التاريخ لا يعيد نفسه".
وتابع في مقابلة مع "رويترز" عشية الذكرى السنوية الأولى للحرب:" يجب أن تكون أوكرانيا لديها قدرات عسكرية وقوة لردع مزيد من العدوان، وبخلاف تزويد أوكرانيا بالأسلحة، بدأ أعضاء الحلف أيضا في التحدث إلى كييف حول شراكة طويلة الأمد.
ويتضمن هذا مساعدة كييف في تحديث مؤسساتها الدفاعية والأمنية وتجاوز عتاد ومعتقدات ومعايير الحقبة السوفيتية إلى نظيراتها في حلف شمال الأطلسي.
ودعم الحلف بقيادة الولايات المتحدة أوكرانيا بمليارات الدولارات من الأسلحة والذخيرة وعزز إيقاع تزويدها بأنظمة أسلحة متطورة مع استمرار الحرب، كما أرسل الحلف آلاف الجنود الإضافيين إلى أوروبا الشرقية خشية أن تصبح هدف موسكو التالي.
aXA6IDE4LjExNy4xNDEuNjkg
جزيرة ام اند امز