بايدن في كييف.. "عناق ملهم" على جمر الحرب
صافرات إنذار تحذر من غارة جوية روسية دوت في سماء كييف بينما كان الرئيس الأمريكي جو بايدن يخرج من كنيسة تزينها قبة ذهبية بالمدينة.
حدث ذلك خلال زيارة غير معلنة ومحفوفة بالمخاطر أجراها جو بايدن إلى كييف المدينة المحاصرة بقصف مستمر من القوات الروسية، لتعلم ذلك الجمع بأن طائرة عسكرية روسية مسلحة بصواريخ أقلعت من أراضيها.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، لم تشكل الطائرة في النهاية تهديدا لموقع بايدن، حيث حاول المسؤولون الأمريكيون تقليص المخاطر باتخاذ الخطوة الاستثنائية بإبلاغ موسكو بزيارة بايدن المخطط لها مسبقا.
لكن جاءت الإنذارات بمثابة تذكير بخطر زيارة رئيس أمريكي إلى عاصمة تحاصرها الحرب بمنطقة لا يُعرف عن المجموعات العسكرية والمرتزقة فيها التزامهم بالقواعد.
وكان من بين السمات البارزة للزيارة الخاطفة استخدام بايدن لقطار جرى تخصيصه لدخوله إلى أوكرانيا وخروجه منها، وهو أمر ضروري بالنظر إلى مخاطر عبور المجال الجوي الأوكراني.
وقبل أشهر، أخبر بايدن مساعديه برغبته في السفر إلى أوكرانيا، لكنه اتخذ القرار النهائي يوم الجمعة بعد تجمع باللحظة الأخيرة في المكتب البيضاوي ومكالمة هاتفية مع مسؤولي الأمن القومي، بحسب جون فينر نائب مستشار الأمن القومي لبايدن.
وأعقب هذا القرار خطة خفية تضمنت تكتما على المعلومات، مع استدعاء صحفيين اثنين فقط ظهيرة ذاك اليوم وإخبارهما بشأن الرحلة حتى يتمكنا من الاستعداد للمشاركة فيها.
وقيل لهم أن ينتظرا رسالة بريد إلكتروني تحت عنوان "تعليمات الوصول لمباراة غولف" والتي ستعطيهم مزيدا من التعليمات.
وبدا مساء السبت يوما روتينيا للرئيس، ربما عن قصد، وكان من المتوقع أن يزور بولندا في الذكرى الأولى للحرب الأوكرانية، لكن لم يكن مقررا بدء الزيارة حتى يوم الإثنين.
وحضر بايدن والسيدة الأولى جيل أمسية بجامعة جورج تاون، وزارا معرضا بالمتحف القومي للتاريخ الأمريكي، وتناولا العشاء بمطعم في العاصمة واشنطن.
وبعدها بساعات، وتحديدا قبل فجر الأحد، صعد بايدن وفريقه على متن طائرة حكومية صغيرة وغادروا إلى منطقة الحرب.
ورافق الرئيس ثلاثة مسؤولين فقط من البيت الأبيض، هم: جيك سوليفان مستشار الأمن القومي، ونائبة كبير الموظفين جين أومالي ديلون وآني توماسيني مديرة العمليات بالمكتب البيضاوي وأحد أقرب المساعدين الشخصيين لبايدن. كما رافقهم فريق طبي صغير، وكذلك ضباط أمن ومصور البيت الأبيض.
وبدلا من الطائرة الكبيرة التي عادة ما يستخدمها الرؤساء في رحلاتهم الرسمية، سافر بايدن على متن طائرة "آير فورس سي-32" تستخدم لدخول المطارات الصغيرة.
مجازفة وعناق
وبحسب "واشنطن بوست"، عرضت الزيارة القائد العام لمخاطر أمنية في منطقة حرب لا تتمركز فيها قوات أمريكية، ومثلت مجازفة بأن تتمكن بادرة مثيرة المساعدة في تحفيز الدعم الأمريكي للحرب، وتقديم جرعة تنشيط للتحالف العالمي المعارض لروسيا، ورفع الروح المعنوية للأوكرانيين أنفسهم.
لكن بالرغم من المخاطر، قرر بايدن ودائرته الداخلية أن الصورة القوية لعناقه مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على الأراضي الأوكرانية، تستحق العناء.
وقال فينر: "كما هو واضح، تم العمل على كل هذا من كثب بين البيت الأبيض وأعلى المستويات بالحكومة الأوكرانية، التي أصبحت بارعة جدا في استضافة الزوار رفيعي المستوى".
وبعد التوقف بقاعدة رامشتين الجوية في ألمانيا للتزود بالوقود، وصل بايدن أخيرا إلى مطار رزيزو جاسيونكا في بولندا، ثم توجه موكبه إلى الحدود الأوكرانية. وبعد وصوله إلى محطة قطار برزيميسل في بولندا، صعد على متن قطار يخضع لحراسة أمنية مشددة.
ولا يسافر رئيس عادة بتلك الطريقة، لكن إغلاق المجال الجوي منذ بداية الحرب، جعل القطارات مصدرا أساسيا للأسلحة والغذاء والمعدات والإمدادات لحوالي العام.
ووصل بايدن إلى محطة كييف باسازهيرسكي بالعاصمة الأوكرانية حوالي الساعة الثامنة صباحا، فيما انتشرت شائعات بالمدينة بوجود زائر رفيع المستوى وإغلاق الأمن للعديد من الشوارع.
واستقبلت بريدجيت برينك السفيرة الأمريكية لدى أوكرانيا بايدن الذي كان يرتدي رابطة عنق باللونين الأزرق والأصفر المماثلين للون علم أوكرانيا. ونقل بايدن إلى مقر الإقامة الرسمي للرئيس الأوكراني، حيث التقى زيلينسكي وزوجته أولينا.
وقال زيلينسكي: "شكرا لمجيئك"، ليرد بايدن: "من الرائع رؤيتك. والأهم، كيف حال الأطفال؟". وغادر الرئيسان القصر متجهين إلى دير القديس ميخائيل ذي القبة الذهبية في كييف، حيث قاما بجولة والتقط المصورون والمارة الصور ومقاطع الفيديو.
وخلال الزيارة إلى كييف، أشار بايدن إلى أنه سافر إلى هناك عدة مرات، بما في ذلك قبل أيام من انتهاء فترة توليه منصب نائب الرئيس. لكن لم تكن الرهانات عالية للغاية أو المخاطر كبيرة جدا.
aXA6IDMuMTMzLjEyNC4yMyA= جزيرة ام اند امز