"السر".. وثائقي يعلمنا كيف نغيّر حياتنا ونحقق نجاح "آينشتاين"
فيلم "السر" الوثائقي يسبر أغوار النفس البشرية ويحاول توجيه الناس للأسلوب الأمثل للقبض على السر الخاص بهم كما فعل كبار العلماء والفلاسفة
ما من معنى يصف الفيلم الوثائقي "السر" (The Secret) بقدر توصيف الناقد السينمائي للفيلم التسجيلي "بيل نيكولز" بأنه "عشق المعرفة" أو "متعة معرفة مافي العالم الحقيق"، فسر جاذبية الفيلم الذي أخرجه "درو هيريوت" يكمن في متعة الكشف عن السر الذي يجمع أعظم الشخصيات التاريخية مثل "أفلاطون"، و"شكسبير"، و"نيوتن"، و"أديسون"، و"اينشتاين"، وآخرين، وكان السبب الحاسم في النجاح الكبير الذي حققوه.
وإذا كان الفيلم أوجز سر عظمة هؤلاء بكلمتين اثنتين هما "قانون الانجذاب"، إلا أن الإثارة الحقيقة فيما يكشفه عن ماهية هذا القانون الذي يكمن في أن أي واحد منا باستطاعته أن يقبض على السر ذاته، ويصرخ بيقين "نيوتن" : "لقد وجدتها".
هذا ما يؤكده (The Secret) عبر ما يخبرنا به كوكبة من الكتاب والفلاسفة والعلماء ممن يقول الفيلم إنهم اطلعلوا على السر واستطاعوا فك رموزه وتحقيق النجاح الباهر.
عبر توليف مونتاجي سريع، يجمع هؤلاء أن أغلب الناس يفكرون فيما لا يريدونه أو يخشون منه ويتجنبونه، وأنه عندما يفكر المرء بالأشياء التي يريدها فإن "قانون الانجذاب" سيعطيه أياها ويلفت المتحدثون إلى أن التطبيق المثالي لهذا القانون من شأنه أن يضع المرء في طريق الصواب، ذلك لأنه الفكرة الإيجابية أقوى بمئات المرات من الفكرة السلبية ولأن الأفكار لا تتحقق بسرعة، فالتأخير في تحقيقها يسمح لصاحبها باختبار مدى صحتها.
التركيز على ما نريده هو الخبرة الأساسية التي يجب أن يتعلمها الناس للقبض على السر والاستفادة منه، ورغم قناعة المتحدثين بأنه من الصعوبة أن يراقب المرء أفكاره والتركيز على ما يريده منها، إذ تراوده نحو 60 ألف فكرة يومياً، لكنهم يروون أن المشاعر هي التي تخبرنا ما علينا جذبه.
الغريب أن المتحدثين يؤكدون أن المشاعر والأفكار هي التي تخلق حياتك المرجوة، وعلى المرء ألا يفكر كيف سيحقق قانون الانجذاب ذلك، فكل الذين حققوا حيواتهم المرجوة لم يكونوا يعرفون كيف، فالكيفية من اختصاص (الكون)، على حد تعبير الفيلم.
"الشعور بالامتنان هو الطريق المؤكد لكسب المزيد في حياتك"، تلك نصيحة من تحدث في الفيلم من علماء وفلاسفة، فالامتنان يزيد المكاسب ويجلب الدعم، وبحسب المتحدثين فإن ما نفكر به ونشكر عليه يحدث، وعلى المرء أن يركز على ما لديه بالفعل ويشعر بالامتنان تجاهه.
ويقترح المتحدثون شيئاً آخر لتغيير حياة المرء، وهو التصور، فعندما تتصور امراً فإنك تحققه، وما يدور في عقلك سيسري في جسدك، وهذا الشعور سيُحدث الانجذاب، اما العامل الحاسم الثالث في تغيير حياة المرء فهو الالتزام والإيمان، فالكيفية ستظهر من الالتزام والإيمان بما نريده.
ويخلص المتحدثون إلى أن الجزء الأكثر أهمية لتطبيق "السر" هو الشعور الجيد والتصور، واذا ما عاش المرء هذا الشعور طوال الوقت فإن ما يريده سيتحقق.
ينحو فيلم (The Secret) بالمجمل إلى إحداث تغير إيجابي في حياة المتفرج، وذلك بمعالجة إبداعية للحقائق التي يوردها، من دون أن يمارس فعل التنظير على المتفرج ويبث وصاياه الأبوية عليه، فلا تعليق على وقائع الفيلم، وإنما يختار المخرج زاوية كاميرته لالتقاط المتحدثين على نحو يتركهم يخاطبون جمهور الفيلم وجهاً لوجه، كما لو أن هؤلاء يتوجهون لكل واحد فينا على حدة، بما يضمن أن يكون الأُثر عميقاً.
(The Secret) محاولة جدية لتغيير حيواتنا، بنبش الإيمان فينا وغرس القناعة بأن السر يكمن فينا، وبقدرتنا على التعامل الإيجابي مع تفاصيلنا اليومية.
الفيلم متاح على شبكة التواصل الاجتماعي "يوتيوب" وشبكة "نتفلكيس" وهو متوافر باللغتين العربية والانجليزية.