«توماهوك».. ترامب «يحرم» زيلينسكي من «قلب روسيا»
دونالد ترامب يجهض حلم فولوديمير زيلينسكي بضرب عمق روسيا عبر صواريخ «توماهوك»، ليغلق بذلك الباب وراء أكبر آمال الرئيس الأوكراني.
ففي تطور دراماتيكي يعكس نهج ترامب في التعامل مع الحرب الأوكرانية، كشفت مصادر غربية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تمكن من إقناع ترامب بوقف خطة إرسال صواريخ "توماهوك" إلى كييف.
وبحسب صحيفة" وول ستريت جورنال"، جرى ذلك خلال مكالمة مباشرة سبقت لقاءً مرتقبًا بين ترامب وزيلينسكي.
ووفق ما نقلته الصحيفة الأمريكية عن كبير مستشاري بوتين للسياسة الخارجية، فإن الاتصال الهاتفي كان كفيلًا بإنهاء مشروع تسليح كان من شأنه إحداث تحول كبير في ميزان القوى.
وكانت واشنطن تدرس تزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك بعيدة المدى، والتي يصل مداها إلى نحو 1000 ميل وتتيح استهداف القواعد الجوية الروسية ومخازن الذخيرة ومراكز القيادة والبنية التحتية الحيوية خارج نطاق الجبهة.
إلا أن قرار التراجع المفاجئ حرم كييف من القدرة على ضرب عمق المنظومة العسكرية الروسية، وهي ميزة لا توفرها الأسلحة الموجودة حاليًا في مخازنها.
وجاء هذا التحول عقب مكالمة مسرّبة، اطلعت وكالة بلومبرغ على فحواها، بين مبعوث ترامب الخاص ستيف ويتكوف ويوري أوشاكوف، مساعد بوتين للشؤون الخارجية.
وتُظهر التسجيلات أن ويتكوف كان يسابق الزمن لترتيب اتصال بين بوتين وترامب قبل الاجتماع المقرر مع زيلينسكي بالبيت الأبيض في 19 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
بل وصل الأمر إلى حد تقديمه نصائح للجانب الروسي حول الطريقة الأنسب لمخاطبة ترامب، مقترحًا الإشادة بجهوده في ملف غزة، وهو ما فعله بوتين بالفعل خلال المكالمة.
وبينما كان زيلينسكي يستعد للقاء ترامب، تلقى الأخير اتصال بوتين الذي حذّر فيه من أن شحن صواريخ توماهوك سيضرّ بالعلاقات الروسية–الأمريكية، ليتراجع ترامب بعد ذلك مباشرة عن خطة التسليم.
ويقول دبلوماسي أوروبي سابق لصحيفة "ديلي ميل" إن بوتين يستفيد من شبكة علاقات طويلة الأمد، وإن ويتكوف "يتصرف كمن يقدم المشورة للكرملين حول كيفية التعامل مع الرئيس الأمريكي"، في إشارة إلى النفوذ الروسي المتزايد داخل قناة المفاوضات غير الرسمية.
ميل وانتقادات
وتشير مصادر في وزارة الخارجية إلى أن موقف البيت الأبيض "يميل بوضوح" لصالح موسكو في الفترة الأخيرة، وإن كان هذا الميل "يتغير يوميًا".
وتضيف بلومبرغ أن تلك الاتصالات ساهمت في صياغة مسودة خطة سلام مؤلفة من 28 بندًا، وُصفت بأنها منحازة لروسيا، قبل تقليصها لاحقًا إلى 19 بندًا.
وهذا السلوك أثار تمردًا علنيًا داخل الحزب الجمهوري، إذ وصف النائب دون بيكون المبعوث ويتكوف بأنه "يتصرف كما لو أنه على موظفا في الحكومة الروسية"، وطالب بإقالته فورًا.
أما النائب براين فيتزباتريك فدعا ترامب إلى إعادة ملف الدبلوماسية لوزير الخارجية ماركو روبيو، وعدم السماح بـ"الاجتماعات الجانبية والاتصالات السرية" التي تُربك الموقف الأمريكي.
ورغم الضغوط المتصاعدة، دافع ترامب عن مبعوثه خلال مؤتمر صحفي على متن طائرة الرئاسة، مشددًا على أن ما يقوم به ويتكوف "أمر طبيعي بالنسبة لصانع صفقات".
وردًا على الاتهامات بأنه ينحاز لموسكو، قال ترامب إن الحرب قد تستمر لسنوات وإن روسيا تملك قدرات بشرية وعسكرية أكبر، معتبرًا أن الدفع نحو اتفاق سلام "سيكون مصلحة جيدة للجميع، بما في ذلك أوكرانيا".
ورغم تأكيد البيت الأبيض أن ويتكوف يجري اتصالات مشابهة مع المسؤولين الأوكرانيين، رفض التعليق على سؤال عما إذا كانت صواريخ توماهوك خرجت نهائيًا من حسابات الإدارة الأمريكية، تاركًا الباب مفتوحًا أمام المزيد من الجدل والانقسامات.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMzcg جزيرة ام اند امز