"العين الإخبارية" تكشف أسرار لقاء عباس مع "حماس" في أنقرة
وضع الرئيس الفلسطيني محمود عباس النقاط على الحروف في لقاء استمر عدة ساعات مع قادة "حماس" في العاصمة التركية أنقرة قبل أيام.
وأطلع مسؤول فلسطيني، شارك في اللقاء، "العين الإخبارية" على تفاصيل اللقاء الذي كان بمثابة تحضير لاجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في العاصمة المصرية القاهرة يومي السبت والأحد المقبلين.
وقال المسؤول -الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه لأن اللقاء عقد دون تغطية إعلامية-، إن "الرئيس عباس أوضح ما هو ممكن وغير ممكن وبخاصة ما يتعلق بدخول حماس إلى النظام السياسي الفلسطيني".
وأضاف: "قال الرئيس أبومازن إن هناك وضعا دوليا جديدا، وإن أقطابا جديدة بدأت تبرز بقوة في الساحة الدولية، وبالمقابل فإن هناك في إسرائيل حكومة ينتقد العالم ممارساتها، سواء في داخل إسرائيل أو في العلاقة مع الفلسطينيين".
وأشار في هذا السياق إلى أن "الرئيس أوضح أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تحاول الاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية ومضاعفة أعداد المستوطنين، وهو ما يستوجب من الفلسطينيين الوحدة للدفاع عن حقوقهم وتجنيد المزيد من المواقف الدولية لصالح القضية الفلسطينية".
وقدم الرئيس الفلسطيني شرحا لما تقوم به السلطة الفلسطينية من حراك سياسي وبخاصة في المحاكم الدولية بما فيها محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية ومجلس حقوق الإنساني الأممي وأيضا في الأمم المتحدة والعلاقات الثنائية مع الدول.
ولفت إلى أن الرئيس أبومازن كان واضحا عندما تحدث عن أن الولايات المتحدة الأمريكية تكتفي بإدارة الصراع دون العمل الجاد على حله، وأن الدول الأوروبية تقدم المساعدات المالية والموقف السياسي، ولكنه لا يستطيع أن يكون ضاغطا من أجل إنهاء الصراع.
وفي تحديده ملامح الوحدة السياسية الفلسطينية في ضوء استمرار الانقسام، فقد أوضح الرئيس عباس ما هو مطلوب من أجل انضمام حركة "حماس" إلى النظام السياسي.
وقال المسؤول الفلسطيني: "أوضح الرئيس بشكل لا لبس فيه أن الانضمام إلى النظام السياسي الفلسطيني يتطلب الاعتراف والإقرار بالنظام السياسي الواحد والقانون الواحد والسلاح الواحد".
وأضاف: "وفي هذا السياق، فقد أوضح الرئيس أن الانضمام إلى النظام السياسي يتطلب الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني والالتزام ببرنامجها السياسي والتزاماتها الدولية والالتزام بالشرعية الدولية وبالمقاومة الشعبية السلمية".
وتابع المسؤول: "قال الرئيس أبومازن بوضوح إن هذه هي المحددات لأي طرف يريد الانضمام إلى النظام السياسي الفلسطيني، وقد شدد على أن العالم لا يقبل بغير هذا وأنه بدون الالتزام بالشرعية الدولية فإن العالم لن يقبل بنا".
وشدد الرئيس الفلسطيني على أن قوة الفلسطينيين هي باعتماد نهج المقاومة الشعبية السلمية التي تقرها القوانين الدولية وتجد الدعم من المجتمع الدولي بأكمله.
وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أن حركة "حماس" برئاسة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية لم تملك موقفا نهائيا بقبول جميع هذه المحددات، وإن كانت أعربت عن قبول بعضها، ولكن بما لا يكفي لتأمين قبول المجتمع الدولي لدخول حماس إلى النظام السياسي الفلسطيني.
وقال: "كان الرئيس واضحا بأنه يطرح في هذا اللقاء الموقف السياسي، أما الحوار فهو متروك للقاءات الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، الذي ينعقد في العاصمة المصرية القاهرة".
وأضاف: "الرئيس قال إنه إذا كانت حماس معنية بالانضمام إلى النظام السياسي فإن الطريق واضح، ولكن ليس فيه أنصاف حلول، فعليها أن تقبل بجميع المحددات".
وكانت حماس أثارت في اللقاء ما سمته الاعتقالات السياسية في الضفة الغربية، في حين أثار الرئيس ما تقوم به حماس من إجراءات ضد حركة "فتح" في قطاع غزة.
وطلب الرئيس الفلسطيني من "حماس" قائمة بمن تقول إنهم معتقلون على خلفية سياسية في الضفة الغربية، وإن كان نفى وجود هذه الاعتقالات وأن المعتقلين هم على خلفية جنائية بما في ذلك الاعتداء على مقار للأمن الفلسطيني.
وفي هذا السياق فقد شدد الرئيس الفلسطيني على "عدم قبول قيام حماس بخطوات يستشف منها بأنها تريد من خلالها الإعداد لتكرار ما فعلته في قطاع غزة عبر الاستيلاء على السلطة بالقوة والانقلاب".
ولكن "حماس" نفت ذلك، معتبرة أن ما جرى من أحداث هو "أحداث فردية".
ومن جهته، فقد نشر القيادي في حركة "فتح" في الضفة الغربية منير الجاغوب، في تدوينة على "فيسبوك"، ما قال إنه "بعض ما دار في لقاء الرئيس وقيادة حماس في أنقرة".
وقال إن عباس "أكد أنه مصمم على إنجاح لقاء الفصائل الفلسطينية الذي سيعقد نهاية الشهر الجاري، فيما سيعقد الرئيس الفلسطيني لقاء بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في مدينة العلمين".
وأضاف: "عرض الرئيس على حركة حماس رؤيته السياسية والتي تشمل انخراط الحركة في منظمة التحرير الفلسطينية، وما يخص المقاومة الشعبية، والخضوع لسلطة واحدة وقانون واحد وسلاح واحد".
وتابع: "أكد الرئيس خلال اللقاء أن التفاهم على هذه القضايا سيتبعه البحث في كيفية إنهاء الانقسام وتوحيد الوطن".
وأشار الجاغوب إلى أن "حركة حماس قدمت قائمة قالت إنها تشمل المعتقلين من أنصارها لدى السلطة الفلسطينية، وأكد وفد السلطة على أن الأسماء الواردة في القائمة تم اعتقالها لأسباب تتعلق بمخالفة القانون وليس لنشاطهم السياسي".
وقال: "نقل وفد السلطة الفلسطينية رسالة إلى حركة حماس برفض ما أسماه التحريض على السلطة والأجهزة الأمنية"، مضيفا أن السلطة "لن تسمح بتكرار نموذج غزة في الضفة الغربية"، وأن السلطة "لن تقبل أن تتفرغ حماس للعمل ضد السلطة في الضفة، بعدما قامت بتثبيت تفاهماتها مع إسرائيل في غزة".
وأضاف الجاغوب: "أكدت قيادة حركة حماس أن السلطة ليست هدفا لها، ولا يمكن أن تكون هدفا بحال من الأحوال، ونفت الحركة وجود تحريض من جهتها على السلطة الفلسطينية، وأنه في حال كان هناك تحريض فهو من بعض الأصوات غير المسؤولة".
وشدد المسؤول الفلسطيني، الذي تحدث لـ"العين الإخبارية"، على أن "مصداقية ما يقال ستكون على المحك في اجتماعات القاهرة".
aXA6IDE4LjIyMC4yMDYuMTQxIA== جزيرة ام اند امز