علماء يكشفون أسرار والد سننموت وزير الملكة حتشبسوت (خاص)

كشفت دراسة أنثروبولوجية حديثة، عن أسرار جديدة حول شخصية "رعموس"، والد سننموت، الوزير البارز في عهد الملكة حتشبسوت.
ورغم أن اسم ابنه لمع في بلاط مصر القديمة خلال الأسرة الثامنة عشرة ، فإن حياة " رعموس " ومماته ظل لعزا غامضا لعقود طويلة، حتى جاءت تلك الدراسة المنشورة بدورية" جورنال أوف آركيولوجيكال ساينس: ريبورتس"، لتحل بعضا من هذه الألغاز.
وتم اكتشاف دفن "رعموس" عام 1935 داخل مقبرة ابنه سننموت (TT 71) في شيخ عبد القرنة بغرب الأقصر، وقد وُجدت بجواره زوجته "حتنوفر" وستة من أفراد العائلة، في مشهد جنائزي غير مألوف.
وتقول د. ولاء يوسف، الباحثة المشاركة بالدراسة للعين الإخبارية بعد عرضها لنتائجها في مؤتمر "من فك رموز حجر رشيد إلى عظام بناة الأهرام: رحلة في العلوم وكشف أسرار الحضارة المصرية" الذي نظمه قسم الأنثربولوجيا البيولوجية بالمركز أمس الأثنين: " ما أثار حيرة علماء الآثار منذ البداية هو التفاوت الواضح بين دفن الزوجين، حيث حظيت الزوجة حتنوفر بمراسم دفن فاخرة وجثمان مُحنط بعناية ومجوهرات بينها جُعران قلب ذهبي، بينما جرى دفن رعموس بطريقة بسيطة دون أي أثاث جنائزي، وربما تفسير ذلك أنها توفت في فترة الصعود الوظيفي لنجلها".
من كان رعموس ؟
وكان غياب أي ألقاب أو نقوش على تابوت رعموس دافعا للباحثين للاعتقاد بأنه لم يكن من علية القوم، بل ربما كان فلاحا أو حرفيا أو موظفا بسيطا. وتوضح د. ولاء أن "هذا الاحتمال يعكس أن شهرة العائلة ارتبطت أساسا بصعود ابنه سننموت، الذي أصبح أحد أقوى رجالات حتشبسوت".
العمر الحقيقي: شاب لا شيخ
وفحصت الدراسة الهيكل العظمي المحفوظ بالمتحف المصري بالتحرير، باستخدام طرق أنثروبولوجية متقدمة وتقنية الأشعة المقطعية ، وبحسب د. ولاء، فإن النتائج "فاجأتنا تماما"، إذ أظهرت التحاليل أن رعموس توفي شابا يتراوح عمره بين 25 و30 عاما فقط، وليس في الخمسينيات أو الستينيات كما كان يُعتقد سابقا، كما قُدر طوله بما بين 167 و171 سم.
أمراض وعلامات جسدية
وأظهر الهيكل العظمي عدة سمات مميزة منها، نتوءات فقرية في الفقرات الصدرية والقطنية، ربما تعكس مجهودا بدنيا شاقا، اندماج جزئي في عظم العصعص، وهو عيب خلقي نادر، التهاب عظمي غضروفي في عظم الكاحل الأيمن، كما بينت صور الأشعة المقطعية تشوها في القدم اليسرى، بدا كأنه "قدم مقوسة مع أصابع مخلبية"، إلا أن غياب أي تشوه عظمي حقيقي يرجح أن الشكل الغريب كان نتيجة التكفين بإحكام بعد الوفاة، لا عيبا خلقيا.
وتقول د. ولاء أن هذه الدراسة في أنها "تسلط الضوء على الفارق الاجتماعي داخل نفس العائلة، وتعيد رسم صورة أكثر دقة لشخصية والد سننموت الذي لعبت سيرته دورا ثانويا في السجلات التاريخية، لكنه اليوم يعود للواجهة بفضل العلم".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjE3IA== جزيرة ام اند امز