وحدة مشتركة لتأمين الحدود.. خطوة تمهد لتوحيد المؤسسة العسكرية بليبيا
"تشكيل وحدة عسكرية مشتركة مكونة من الجيش الليبي المنقسم مهمتها حماية حدود البلاد"..
بيان أصدرته رئاسة أركان المنطقة الغربية في ليبيا، اليوم السبت، يمثل إنجازا جديدا للمسار العسكري الذي يعد طرفيه قيادات عسكرية تنتمي لجيش منقسم يكافح الشعب الليبي لتوحيده.
تشكيل الوحدة العسكرية اعتبره خبير في تصريحات لـ"العين الإخبارية" اختبارا لقيادات الجيش، وخطوة منتظرة تحقق الكثير من الأهداف والمكاسب، ومن بينها تمهيد الطريق لتوحيد المؤسسة العسكرية.
البيان الصادر، والذي اطلعت عليه "العين الإخبارية"، تحدث عن مشاركة رئيس الأركان العامة للجيش الليبي الفريق عبدالرازق الناظوري ونظيره بغرب البلاد محمد الحداد ضمن وفد مشترك في فعاليات مؤتمر رؤساء الأركان لجيوش دول قارة أفريقيا والقيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا "أفريكوم"، والتي عقدت في العاصمة الإيطالية روما ما بين 27 فبراير/شباط إلى 2 مارس/آذار الحالي.
وقال البيان إن الندوة "ناقشت عددا من المواضيع التي تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار، وأساليب وطرق حماية الموارد والاستعداد للأزمات وآلية الاستجابة لها، وأيضاً آفاق استخدام التقنية الحديثة والاستفادة منها".
وأضاف البيان أن الناظوري والحداد "عقدا اجتماعات ثنائية منفصلة مع رئيس أركان الدفاع الإيطالي وكذلك مع رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، والتقيا قائد القيادة العسكرية للقوات الأمريكية في أفريقيا "الأفريكوم" الجنرال ميشل لانجلي.
وأكدا الناظوري والحداد "وحدة التراب الليبي والمحافظة على السيادة الوطنية وحرمة الدم الليبي، وكشفا عن المضي قدماً لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية، وتشكيل قوة عسكرية مشتركة كخطوة أولى لحماية الحدود، إضافة لتبني مشروع وطني لاستيعاب الشباب وإدماجهم في مؤسسات الدولة".
ونقل البيان الليبي عن الجنرال ميشل لانجلي تأكيده "الوقوف مع الشعب الليبي في دعواته للسلام والوحدة والسيادة الكاملة لتحقيق مستقبل آمن يتسم بالازدهار والاستقرار".
اختبار لقيادات الجيش
الخبير الأمني الليبي ناجي القداري وصف، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، الخطوة بـ"المنتظرة"، قائلا: إن "تشكيل الوحدة اختبار لقيادات المؤسسة العسكرية المنقسمة في كيفية إدارة تلك الوحدة بشكل متناغم، وحصول ذلك سيمهد الطريق لتوحيد المؤسسة العسكرية".
وأضاف أن تلك الخطوة أيضا تمثل دعما كبيرا للمسار العسكري، وتوفر الطمأنينة للعسكريين بشكل خاص والليبيين بشكل عام".
وتابع، أن "خطوة اليوم سبقها خطوة هامة، وهي مناقشة اللجنة العسكرية المشتركة بين المؤسسة العسكرية في شرق البلاد، ونظيرتها في الغرب كيفية توحيد بعض إدارات الجيش، وهي خطوة هامة جدا، إلا أن نتائجها لم تعلن بعد حتى اليوم".
وأوضح أن المسار العسكري هو أهم المسارات لحل الأزمة، لأنه إذا توحدت المؤسسة العسكرية سيكون حل الأزمة يسير.
نجاحات سابقة
ومنذ عامين وضمن المسار الأمني لحل الأزمة الليبية الذي ترعاه الأمم المتحدة تجري القيادات العسكرية المنخرطة في اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5 ) المشكلة من خمسة عسكريين يمثلون الجيش الليبي في شرق البلاد وفي المؤسسة العسكرية في غربها مباحثات مكثفة.
تلك المباحثات التي انطلقت بعد توقيع أعضاء اللجنة الممثلين لأطراف النزاع العسكري على اتفاق وقف إطلاق النار في جنيف قبل عامين، تهدف إلى السعي لتنفيذ بنود ذلك الاتفاق، والتي منها إخراج المرتزقة إضافة لتوحيد المؤسسة العسكرية.
العسكريون الليبيون أعلنوا في 19 يوليو/تموز الماضي اتفاقهم مبدئيا على توحيد المؤسسة العسكرية، وناقشوا آلية بدء توحيد بعض الإدارات والهيئات العسكرية في اجتماع ضم أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) والناظوري والحداد.
ويعد المسار العسكري وفقا لمخرجات مؤتمر برلين وإعلان القاهرة أنجح مسارات حل الأزمة الليبية، حيث يحقق المشاركون فيه نجاحات بشكل متواصل، كان آخرها ما أعلن خلال اجتماع للجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5) في العاصمة المصرية القاهرة.
aXA6IDMuMTI5LjIxNi4xNSA= جزيرة ام اند امز