مناقشات «الساعات الحرجة».. جلسة لمجلس الأمن بشأن غزة وآلية للمساعدات
مع إرهاصات هجوم وشيك على رفح، ومجاعة شبه محققة، تسارع القوى الدولية جهودها لإيجاد حل للأزمة في غزة، وفي هذا الإطار جاءت جلسة مجلس الأمن الأخيرة.
وركزت جلسة الإحاطة التي عقدت، في وقت متأخر الأربعاء، على الأوضاع الإنسانية في غزة وتلتها مشاورات مغلقة بشأن "الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك قضية فلسطين".
- دعم غزة بجامعات أمريكا.. خلاف جديد بين واشنطن وتل أبيب
- محمد بن زايد يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا حرب غزة والعلاقات الثنائية
واستمع الأعضاء إلى إحاطة بشأن غزة من منسقة الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، سيغريد كاغ.
وكان قرار المجلس رقم 2720 الذي بموجبه تم تعيين كاغ، طلب منها أن تقدم تقريرا أوليا عن عملها إلى مجلس الأمن في غضون 20 يوما، وبعد ذلك كل 90 يوما حتى 30 سبتمبر/أيلول من العام الجاري.
وطالب القرار 2720 من أطراف النزاع "بالسماح وتسهيل وتمكين إيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري وآمن ودون عوائق على نطاق واسع مباشرة إلى السكان المدنيين الفلسطينيين في جميع أنحاء قطاع غزة".
كما طالبها "بالسماح وتسهيل استخدام جميع الطرق المتاحة المؤدية إلى قطاع غزة بأكمله وفي جميع أنحائها، بما في ذلك المعابر الحدودية، من أجل تقديم المساعدة الإنسانية.
آلية أممية للمساعدات
وخلال إحاطتها، أعلنت كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ، عن إطلاق آلية أممية جديدة خلال أيام لتوصيل المعونات والمساعدات الإغاثية للفلسطينيين في قطاع غزة.
وذكرت كاغ في كلمة أمام مجلس الأمن لاستعراض مسار تطبيق قرار المجلس رقم 2720 أن آلية العمل الجديدة ستبدأ خلال الأيام المقبلة وستطبق في المرحلة االأولى على الطريقين القادمين من قبرص والأردن لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأضافت أن المشاورات التقنية ستكتمل عما قريب مع مصر بشأن الطريق المصري مؤكدة ضرورة إحداث نقلة نوعية لضمان مواصلة تلبية الاحتياجات الهائلة للسكان المدنيين في غزة بشكل آمن.
وتهدف الآلية كما ورد في قرار مجلس الأمن إلى التعجيل بتوفير شاحنات الإغاثة الإنسانية لغزة عن طريق الدول التي ليست أطرافا في النزاع من أجل تسريع وتبسيط وتعجيل توفير المساعدات للمدنيين.
وذكرت كاغ أن حجم الدمار والآثار المدمرة لهذه الحرب على جميع سكان غزة يتطلب "خطة دعم طموحة وشاملة باستثمارات ملائمة".
وأشارت إلى التقييم المؤقت للدمار الذي أصدرته الأمم المتحدة والبنك الدولي والاتحاد الأوروبي قائلة إنه يظهر نطاق الدمار وحجم الاستثمارات المطلوبة في جميع القطاعات بما يشمل إعادة بناء وإصلاح أكثر من 84% من المرافق الطبية المدمرة وإعادة جميع الطلاب إلى المدارس.
وأكدت على أهمية دور السلطة الفلسطينية في غزة، وقالت: "على المجتمع الدولي العمل لتمكين عودتها وتعزيز قدرتها على الحكم وإعدادها لاستئناف تولي مسؤولياتها في غزة".
ولفتت إلى أن كل جهود التعافي وإعادة الإعمار المبكر تتطلب أيضا مشاركة المجتمع المدني الفلسطيني مشددة على أهمية تعزيز البيئة المواتية لإعادة تأسيس القطاع التجاري في غزة ومشاركة مجتمع الأعمال الفلسطيني ومستثمريه.
مطالب أمريكية لإسرائيل
بدوره، شدد نائب مندوبة الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن، على معارضة بلاده أي عملية عسكرية "واسعة النطاق" في رفح.
وأضاف، خلال كلمته بجلسة مجلس الأمن، أن "على إسرائيل الوفاء بالتزامها وفتح معبر أسدود".
وتابع: "على الأونروا تنفيذ إصلاحات تضمن استدامتها".
وأكد أن "حماس هي من بدأت هذا النزاع وعلينا ألا ننسى ذلك، وهي العائق الوحيد أمام وقف إطلاق النار في غزة".
هجوم وشيك
يـأتي هذا فيما واصلت طائرات حربية إسرائيلية، قصف شمال قطاع غزة الفلسطيني لليوم الثاني على التوالي في هجوم عنيف، تزامن معه إعلان إسرائيل المضي قدما في خطط لشن هجوم شامل على مدينة رفح بجنوب القطاع.
وقال متحدث باسم حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إسرائيل "تمضي قدما" في خططها للقيام بعملية برية في رفح دون أن يكشف عن إطار زمني لذلك.
وناشدت دول غربية، منها الولايات المتحدة، إسرائيل التراجع عن الهجوم على المدينة الواقعة على الطرف الجنوبي من قطاع غزة والتي تؤوي أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وفي البيت الأبيض، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن واشنطن ما زالت تتشاور مع إسرائيل بشأن رفح وإن من المتوقع أن يعقد مسؤولون من البلدين اجتماعا مباشرا آخر في وقت قريب.
وأضاف للصحفيين: "أجرينا مناقشات مفصلة للغاية... ليس فقط للحديث عن مخاوفنا ولكن أيضا لعرض وجهة نظرنا بوجود طريقة مختلفة للتعامل مع تهديد حماس في رفح".
وقال مسؤول دفاعي إسرائيلي كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن إسرائيل تستعد لإجلاء المدنيين قبل هجومها، واشترت 40 ألف خيمة يمكن أن تؤوي كل منها ما بين 10 إلى 12 فردا. ولم يبق إلا أن يصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأمر.
وأدت الحرب التي دخلت الآن شهرها السابع إلى مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني، وفقا للسلطات الصحية في غزة التي تقول إنها تخشى أن الأنقاض تطمر آلاف الجثث الأخرى.
وأدى الهجوم إلى تدمير جزء كبير من القطاع ونزوح معظم سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة والتسبب في أزمة إنسانية.
aXA6IDMuMTQ2LjM3LjIyMiA=
جزيرة ام اند امز