ماذا تحمل أجندة البعثة الأممية إلى ليبيا بعد تمديد عملها؟
مجلس الأمن الدولي يعتمد قرار بريطانيا بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لمدة عام
اعتمد مجلس الأمن الدولي، في وقت سابق الخميس، قرارا مقدما من بريطانيا بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لمدة عام حتى 15 أيلول/سبتمبر 2020، برئاسة الدبلوماسي اللبناني غسان سلامة الذي تم تجديد ولايته هو الآخر الشهر الماضي.
وأشاد البيان الذي وصل "العين الإخبارية" نسخة منه بجهود البعثة ورئيسها سلامة، مؤكدا التزامه القوي بسيادة ليبيا واستقلالها وسلامتها الإقليمية ووحدتها الوطنية.
وأعرب البيان عن دعم المجلس القوي للجهود المستمرة التي تبذلها بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، والممثل الخاص للأمين العام، غسان سلامة.
"العين الإخبارية" ناقشت مع خبراء مختصين بالملف الليبي خلفيات القرار والأجندة التي قد تعمل بها البعثة في الفترة القادمة.
حل سياسي في ألمانيا
يرى المحلل السياسي، حامد فارس، أن تمديد بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بقرار من مجلس الأمن يأتي في إطار إحياء وتدعيم دور المبعوث الأممي الذي يعد مع أطراف دولية مؤتمرا دوليا برعاية ألمانيا لمحاولة إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية.
وكشف "فارس"، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن "سلامة" أعد أجندة عمل لتقديمها بالمؤتمر، تحمل حلا توافقيا للأطراف داخل ليبيا عرفت باسم "المسارات الخمس"، وتمت مناقشتها مع أطراف دولية.
ونوه "فارس" أن "سلامة" سيعرض على طرفي النفوذ في ليبيا فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي، والمشير خليفة حفتر من خلال مؤتمر ألمانيا هذه البنود التي يأتي أهمها تسريح كامل لكافة المليشيات على الأرضي الليبية وتسليم أسلحتهم.
ويرى "فارس" أن هذا البند سيكون مدخلا للنقاش في المؤتمر القادم بألمانيا، إذ يعتقد أن يرفضه رئيس حكومة الوفاق التي لن تتخذ قرارا كهذا دون موافقة قطر وتركيا والتنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية.
ونقل "فارس" بقية المسارات الخمسة التي تضمنت، تفعيل حظر السلاح ومنع استقبال أي شحنات سلاح، وإغلاق الحدود الجنوبية، وسيطرة الجيش الوطني عليها لمنع دخول عناصر لتنظيم القاعدة إلى ليبيا، واستبعاد أي شخصية كان لها دور في دعم العناصر الإرهابية من أي منصب.
أما المسار الخامس فيتعلق بوجود دول الجوار تونس ومصر والجزائر كمراقبين على أي اتفاق.
تجديد للبعثة لا المبعوث
من جانبه، يرى المحلل السياسي الليبي عيسى رشوان، أنه يجب التفرقة بين التجديد للمبعوث الأممي غسان سلامة، والتجديد لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
وقال "رشوان"، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" إن القرار تضمن التمديد لمكتب البعثة الأممية في ليبيا لمدة عام آخر في سياقها العادي الطبيعي كبعثة أممية عليا مستقلة، إذ إن ليبيا في حاجة إليها لتحقيق التوازنات، وأن غسان سلامة الذي هو مبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة تم التجديد له كرئيس للبعثة في الشهر الماضي، وقابل للتغير في أي لحظة بشخص آخر.
وأوضح أن "ماكينات الإعلام الإخوانية تتغاضى على أن البعثة الأممية ليست غسان سلامة، وتنحرف بالمفاهيم الصحيحة للأحداث عن مسارها لتطويعها وتوظيفها لمصلحتهم، بعد تقاريره وإحاطاته التي أشار فيها إلى فساد النخب السياسية واستخدام المرتزقة في الحرب".
بعثة عربية إفريقية
وعلى الجانب الآخر، يرى السياسي والقانوني الليبي محمد صالح جبريل اللافي، أن قرار محلس الأمن بتمديد البعثة حتى تبقى هذه الدول تتابع "الوضع في ليبيا وعملية التدخل في شؤونها الداخلية".
وأضاف "اللافي"، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن "وجود البعثة الأممية برئاسة سلامة أو من سبقه لم يكن مجديا في حل الأزمه"، معربا عن اعتقاده أنه ربما يجدي في المرحلة المقبلة، مطالبا ببعثة عربية أو من الاتحاد الإفريقي.
المبعوثون إلى ليبيا
كانت الأمم المتحدة قد أسست في سبتمبر/أيلول 2011 بقرار من مجلس الأمن الدولي حمل رقم 2009 البعثة الأممية إلى ليبيا.
وتواتر على البعثة الأممية في ليبيا 6 مبعوثين إلى الآن، هم الأردني عبد الإله الخطيب من مارس/أذار 2011 إلى سبتمبر/أيلول 2011 لمراقبة تطورات الأحداث وتقديم توجيهات المرحلة، ثم الإنجليزي أيان مارتن من سبتمبر/أيلول 2011 إلى أكتوبر/تشرين الأول 2012 لإعادة الإعمار وبناء الشرطة والمؤسسات الرسمية، واللبناني طارق متري من سبتمبر/أيلول 2012 إلى سبتمبر/أيلول 2014 لدعم التوجه الديمقراطي والدعوة للحوار، ثم الإسباني برناردينو ليون من أغسطس/أب 2014 إلى أكتوبر/تشرين الأول 2015 الذي توصل إلى توقيع اتفاق الصخيرات 2015 وإنشاء حكومة الوفاق التي فشلت في الحصول على ثقة مجلس النواب، ثم الألماني مارتن كوبلر من نوفمبر/تشرين الثاني 2015 إلى يونيو/حزيران 2017 الذي فشل في كسب ثقة الأطراف المتصارعة، إلى أن وصلنا إلى الدبلوماسي اللبناني غسان سلامة يونيو/حزيران 2017 حتى الآن.
وبنى "سلامة" خطته على إجراء انتخابات قبل نهاية 2018 وعقد مؤتمر وطني جامع 15 إبريل/نيسان 2019 بغدامس،إلا أنه فشل في كل ذلك في ظل الانقسام الذي يهيمن على المشهد العام بليبيا، واهتزاز الثقة ورفض بعض القوى لغسان سلامة؛ بسبب مواقفه التي يرونها منحازة لأحد الأطراف.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjMuMTM0IA== جزيرة ام اند امز