أمن خطوط الطاقة.. هناك كلفة إضافية ترهق ميزانيات أوروبا
أبلغت شركات النفط والغاز في بحر الشمال، عن طائرات بدون طيار مجهولة الهوية بالقرب من المنصات.
لم تعد أزمة الطاقة في دول الاتحاد الأوروبي مرتبطة فقط بارتفاع أسعار الطاقة، وندرتها في الأسواق، بسبب توقف إمدادات 80% من الغاز الروسي للقارة العجوز، بل دخلت كلفة إضافية يتوقع أن تنعكس على الأسعار.
إذ كثفت الدول الأوروبية الدوريات العسكرية لحماية إمدادات الطاقة في بحر الشمال، وقبالة الساحل الإيطالي في أعقاب التخريب المزعوم لخط أنابيب نورد ستريم بالقرب من الدنمارك.
وبدأت تصريحات ومشاهدات على الأرض، تظهر وضعا غير عادي في المناطق المحيطة بخطوط نقل إمدادات الطاقة، وبالتحديد الغاز الطبيعي، من دول الإنتاج إلى مناطق العبور والاستهلاك داخل التكتل الأوروبي.
- حرب الطاقة تعيد بريطانيا لعام 1753.. إضاءة بالشموع وأندية بلا "حمامات"
- الظلام يهدد عاصمة النور.. باريس تحت رحمة إضراب جماعي لعمال الطاقة
ووصل الأمر أول أمس الجمعة، أن أبلغت شركات النفط والغاز في بحر الشمال، عن طائرات بدون طيار مجهولة الهوية بالقرب من المنصات.
النرويج، التي تحولت اليوم إلى أكبر مزود للغاز لدول الاتحاد الأوروبي، رحبت نهاية الأسبوع الماضي، بمساعدة ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا لزيادة الأمن مع قيام البلاد باستعراض القوة.
ووفق ما نشرته وسائل إعلام ألمانيا، وأوروبية مثل موقع يورو نيوز، فقد قامت ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة والنرويج بتحليق طائرات مقاتلة من طراز F-35 عبر منصات النفط، وإرسال زوارق طوربيد وفرقاطات للقيام بدوريات. بالقرب من مواقع الطاقة.
وأصبحت الدولة الاسكندنافية أكبر مورد للغاز الطبيعي لأوروبا، منذ أن خفضت روسيا الإمدادات في أعقاب غزوها لأوكرانيا؛ وقد جعل هذا خطوط الأنابيب وحقول الغاز نقطة محورية لمخاوف الإمداد، حيث تواجه القارة أزمة طاقة حادة هذا الشتاء.
إيطاليا بدورها، أعلنت أن أسطولها البحري سيزيد الإجراءات لحماية خطوط أنابيب الغاز، التي تنقل الإمدادات من شمال إفريقيا إلى أوروبا عبر قناة صقلية، محذرة من أنها تخشى أن تحاول روسيا استهداف البنية التحتية للطاقة الرئيسية.
وقالت الولايات المتحدة يوم الجمعة إنها تعمل عن كثب مع النرويج ودول أخرى تزيد من جهود المراقبة.. "نملك التنسيق مع الحلفاء لزيادة المراقبة والمراقبة للبنية التحتية للطاقة بما في ذلك خطوط الأنابيب في بحر البلطيق".
وتصاعدت المخاوف بشأن أمن إمدادات الغاز بعد الاشتباه في تورط روسيا في تخريب خطي أنابيب الغاز نورد ستريم 1 و2، مما أدى إلى تسربات ضخمة للغاز في بحر البلطيق.
ونفت روسيا مسؤوليتها ودعت الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق؛ فيما ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باللوم على "الأنجلو ساكسون" في الضرر، فيما اتهم مسؤولون روس الولايات المتحدة بالضلوع وراء التخريب.
وقالت الولايات المتحدة إن ليس لديها معلومات استخباراتية محددة لمشاركتها بشأن الهجمات على البنية التحتية الغربية لكنها كانت تضع خطط طوارئ، بما في ذلك رفع مستوى "مراقبتنا ومراقبة البنية التحتية الحيوية في أراضي الناتو".
جاءت التعليقات بعد أن وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الجمعة الأضرار التي لحقت بخطي أنابيب بحر البلطيق بأنها "عمل تخريبي متعمد".
حرب الطاقة
وبينما كانت خطوط الأنابيب غير نشطة، حيث قطعت روسيا بالفعل غالبية إمداداتها من الغاز إلى أوروبا ردا على الدعم الغربي لأوكرانيا، أثارت التسريبات مخاوف مما وصفه المسؤولون الألمان بـ "حرب الطاقة" التي تستهدف البنية التحتية الأخرى.
قال مشغلو النفط والغاز في المياه النرويجية والدنماركية لبحر الشمال، إنهم شاهدوا عددا من الطائرات بدون طيار مجهولة الهوية بالقرب من المنصات في الأسابيع الأخيرة.
قالت شركة الطاقة الأمريكية ConocoPhillips يوم الجمعة إنها رفعت مستوى الأمان في أصولها النرويجية بعد أن اقتربت طائرة بدون طيار من إحدى منصاتها.
وأقلعت طائرة مراقبة بحرية بريطانية من طراز بوسيدون، تستخدم في تعقب الغواصات، من شمال اسكتلندا يوم الخميس وأمضت عدة ساعات تحلق بالقرب من ساحل بحر الشمال، وحلقت أحيانًا على ارتفاع بضعة آلاف من الأقدام.
لم تعلق وزارة الدفاع البريطانية على نشاط بوسيدون. وقالت إن ما لا يقل عن سبع طائرات يوروفايتر تايفون التابعة للقوات الجوية الملكية كانت نشطة فوق الشمال.