"التقية" كتاب فرنسي جديد يكشف ألاعيب الإخوان للتغلغل في أوروبا
مؤلف الكتاب الفرنسي المنحدر من أصول جزائرية محمد سيفاوي يحذر من تمكن الإخوان من الالتفاف على الديمقراطية والوصول للمجالس المحلية
اعتبر الكاتب الجزائري - الفرنسي محمد سيفاوي أن تنظيم الإخوان الإرهابي يسعى لتقسيم المجتمعات حول العالم لا سيما الأوروبية، بهدف الاستيلاء على الحكم ليس في الدول العربية وحدها، بل يتسع طموحهم إلى القارة العجوز عبر المجالس المحلية والبلدية.
وكشف سيفاوي، في كتابه الجديد "التقية"، أن الإخوان يحاولون بشتى الطرق اختراق المجتمع الأوروبي عبر المنظمات والأحزاب والمعاهد والجامعات الفرنسية التي تمثل لهم بوابة دخول لأوروبا.
وفي مقابلة مع صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، قال سيفاوي: "إنه على مدار الثلاثين عاما الماضية يقوم الإخوان بالتلاعب والكذب والخداع للتأثير على القرارات السياسية"، منددا بسلبية السلطات الفرنسية في اتخاذ موقف ضدهم.
- تقرير فرنسي: الإخوان الأكثر خطرا على أمن أوروبا
- ضربات أمنية وأحكام قضائية.. أوروبا تقلم أظافر الإخوان والحركات المتطرفة
وفيما يتعلق بخطورة تنظيم الإخوان الإرهابي، يرى سيفاوي أن الإخوان لديهم أيديولوجية شمولية تسعى لتوحيد الفكر والمجتمع، موضحا أن هدفهم ليس نشر الإسلام حول العالم كما يزعمون؛ بل الاستيلاء على السلطة في المجتمعات الإسلامية والغربية.
وأشار الكاتب الفرنسي المنحدر من أصول جزائرية إلى أن التنظيم اخترق بالفعل المجتمع الفرنسي ويمارس أساليبه للضغط على باريس في عمليات صنع القرار السياسي، لافتا إلى أن لعبتهم هي اختراق المجتمعات عبر بوابات المجالس المحلية.
وفضح سيفاوي في كتابه الذي صدر الأربعاء عن دار النشر "لوبسيرفاتوار" الفرنسية "كيف يعمل الإخوان على نحو خادع للتأثير على القرارات السياسية".
وأشار إلى أن الإخوان لافتقارهم القدرة على تولي السلطة في فرنسا فإنهم يكتسبون نفوذا داخل المجتمع المسلم في باريس عبر المنظمات الإخوانية التي يمولونها مثل منظمة "مسلمي فرنسا" والمسؤولين المنتخبين المحليين.
وحذر من تمكين التنظيم الإرهابي بتحقيق طفرة في الانتخابات البلدية، موضحا "نعلم أن هناك بعض القوائم التي يوجد فيها بعض الإخوان بالفعل من المنتمين للمنظمات المحسوبة عليهم مثل "مسلمي فرنسا" و"اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا سابقا".
وتابع "هناك توقعات كبيرة في أن تقع بلدات بشرق البلاد أو في "إيل دو فرانس" بباريس، في يد تنظيم الإخوان الإرهابي، أي أنه يمكن انتخاب رؤساء البلديات المنتمين إلى فكرهم".
ووفقا لكتاب "التقية" فإن الإخوان تمكنوا من اللعب على وتر الديمقراطية لفرض أيديولوجيتهم للاستيلاء على عملية صنع القرار وإملاء أجندتهم.
وخلال مقابلة مع إذاعة "إر.تي.إل" الفرنسية، قال سيفاوي، المتخصص في التنظيمات المتشددة والإسلام السياسي: "إن الإخوان الذين يدعون لقبولهم كنوع من أنواع الديمقراطية، فإنهم في حقيقة الأمر يدمرون كل صور التعددية من خلال مفهومهم الفكري الذي تسبب في نشر الإرهاب".
وأضاف "الإخوان تنظيم ولد في مصر عام 1928، ووصل إلى أوروبا في الفترة بين 1950 إلى 1960، عبر هجرة أبناء حسن البنا مؤسس الإخوان من مصر إلى سويسرا وأسسوا منظمات في الدول الأوروبية الأخرى"، موضحا أنهم تمكنوا من نشر شبكة عنكبوتية الخاصة بهم من خلال الوعظ الديني.
وبحسب الكتاب "ارتكب الإخوان هجمات يومية منتظمة ضد القيم الفرنسية بتغذية الكراهية وحقوق الأقليات الدينية والترويج لمصطلح الإسلاموفوبيا".