سلاح حزب الله يرهب أهالي البقاع.. ودعوات لتدخل الأمن
حزب القوات اللبنانية يجدد عودته لنزع سلاح حزب الله وضرورة قيام القوى الأمنية بوضع حد لما يحدث
أثار مسلحون من مليشيا حزب الله حالة من الهلع والذعر في مدينة زحلة بمنطقة البقاع اللبنانية، وسط مطالبات بتدخل قوات الأمن.
وعمد المسلحون بالحزب الإرهابي إلى إطلاق النار في الهواء، فيما أعلن حزب القوات اللبنانية رفضه لما وصفه بالممارسات المرفوضة والمليشياوية.
وقال أبناء المنطقة، إنه خلال مرور موكب لقيادي الحزب في منطقة البقاع الأوسط خضر زعيتر، الذي توفي بعد إصابته بمرض السرطان، في مدينة زحلة باتجاه شتورة، عمد عناصر من حزب الله إلى توقيف حركة السير في وسط المدينة.
وأضافوا أن توقيف حركة المرور وسير الأهالي كان لإفساح المجال لمرور موكب " زعيتر" حيث كان سلاح مليشيات حزب الله ظاهرا إلى العلن في السيارات، وعمدوا إلى إطلاق النار في الهواء.
وانتشرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر هذه المشاهد بشكل واضح.
ورفض حزب القوات اللبنانية ما حصل مجددا دعوته لنزع سلاح حزب الله وداعيا القوى الأمنية إلى ضرورة نزع سلاح المليشيات.
واستنكر الحزب، في بيان له، "بأشد العبارات" ما جرى عند مدخل المدينة من إطلاق نار عشوائي من قبل عناصر مليشياوية تابعة لحزب مسلح، وقطع للطريق وترهيب الأهالي.
وتساءل البيان "أين القوى الأمنية والعسكرية من هذه المظاهر ومن هذه الممارسات المرفوضة بكل المعايير التي تعيدنا بالذاكرة إلى صفحة اعتقدنا أنها طويت إلى غير رجعة؟
وأضاف، البيان قائلا: "صحيح أن زحلة هي دار السلام والكرم وأبوابها مفتوحة أمام جميع أبناء الوطن، إلا أن ما جرى شكل نكسة قاسية لهذا النموذج الذي تتمسك به زحلة وتمثله وتسعى إلى تعميمه وترسيخه".
وأكد حزب القوات اللبنانية أنه: "إننا كنا وما زلنا نثق وندعم قيام الدولة اللبنانية، وندعو إلى حصر السلاح المتفلت بيد القوى الأمنية الشرعية، لذلك جئنا نضع ما حصل في عروس البقاع بعهدة القوى الأمنية والجيش اللبناني".
وبدوره، كتب النائب ميشال ضاهر، عبر حسابه على "تويتر" قائلا: "إن ما جرى اليوم على أوتوستراد زحلة من مظاهر مسلحة وإطلاق نار عشوائي أمر مستنكر تماما ولا يساعد على تعزيز السلم الأهلي، بل يؤدي إلى دك المسمار الأخير في نعش هذا الوطن".
وطالب النائب اللبناني القوى الأمنية والعسكرية بالتصدي لهذه الممارسات الشاذة حفاظا على ما تبقى من العيش المشترك .
وهذه المشاهد ليست جديدة في لبنان، إذ اعتاد اللبنانيون على المظاهر المسلحة وتحديدا من قبل حزب الله وحركة أمل، حيث يعمدون عند كل حادث في لبنان إلى الظهور بسلاحهم بشكل علني، في وقت لا تتوقف الدعوات لحصر السلاح بيد الدولة وهو ما لم يتحقق حتى الآن.
وكان اتفاق الطائف الذي وضع نهاية للحرب الأهلية في لبنان عام 1990، قد طالب بنزع سلاح المليشيات، لكن حزب الله وفي محاولة منه لعدم الالتزام به، عمد إلى تقديم جناحه العسكري على أنه مقاومة تهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للبلاد، ما سمح له بالإبقاء على تسليحه.
ومنذ تحرير الجنوب عام 2000 تتعالى الأصوات المعارضة للحزب مطالبة بنزع سلاحه لكن دون جدوى، فيما هو يجاهر بالدعم الذي يحصل عليه من إيران، حتى أن موقعا إيرانيا سبق ونقل عن أمين عام حزب الله حسن نصرالله، قوله إن "مكانة ولاية الفقيه فوق الدستور اللبناني، ونحن نؤمن بذلك، ونعتبر تنفيذ أوامر ولي الفقيه واجبا إجباريا".
وهذا الواقع انعكس سلبا على علاقات لبنان مع الدول العربية والمجتمع الدولي وصنّف حزب الله منظمة إرهابية وفرض عقوبات على كل المتعاملين معه، فيما بدأ الحديث عن تجدد الضغوط الأمريكية لتقليص المساعدات التي تقدم للجيش اللبناني وربطها باتخاذ خطوات للحد من تأثير حزب الله على سياسته وأنشطته.