السيارات ذاتية القيادة تُحرج إيلون ماسك للمرة الثالثة
"الحماسة المذهلة" التي كانت تحيط قبل سنوات بموضوع السيارات الذاتية القيادة عادت لتخفت
يتوقع خبراء صناعة السيارات أن يتعرض إيلون ماسك رئيس مجموعة "تسلا" للإحراج للمرة الثالثة خلال 3 أعوام متتالية بسبب السيارات ذاتية القيادة.
وسبق أن وعد العبقري الأمريكي صاحب أغلى شركة سيارات في العالم، بإطلاق سيارة ذاتية القيادة "تاكسي" خلال عام 2018 لكنه لم يفي بالوعد، قبل أن يكرر الأمر في 2019 ويفشل، بينما يسيل على طريق الإخفاق للمرة الثالثة في 2020.
وفيما يرى الخبراء أنه لا يزال الطريق طويلا قبل التمكن من قراءة الصحف خلف المقود من دون النظر إلى الطريق أثناء القيادة، أبدى ماسك، أمس الخميس "ثقة تامة بأننا سنحصل سريعًا جدًا على الخصائص الأساسية للقيادة الذاتية من المستوى الخامس، ما يعني في المجمل الاستقلالية التامة القيادة هذا العام".
والتصريحات التي أدلى بها رئيس "تيسلا" في رسالة عبر الفيديو بمناسبة افتتاح المؤتمر العالمي للذكاء الاصطناعي في شنغهاي، ليست الأولى من نوعها.
فقد ضرب رجل الأعمال في السنوات الماضية مواعيد تقديرية عدة لتطوير هذا النوع من المركبات، واعدا في بادئ الأمر بصنع سيارة ذاتية القيادة تماما في 2018، قبل أن يؤكد عزمه على تسيير سيارات أجرة ذاتية القيادة في مطلع 2020.
وبات الخبراء أقل حماسة إزاء هذه الوعود، وهم يحذرون من عوائق قانونية يتعين تخطيها قبل تسيير هذه المركبات المستقلة على الطرق.
ويقول بول لويس المسؤول البحثي في مركز "إنو سنتر فور ترانسبورتايشن" غير الربحي "لا نزال بعيدين من نظام حقيقي من المستوى الرابع، وبالتالي فإن القول إننا (قريبون جدا من المستوى الخامس) يبدو كأنه يأتي من العدم".
ويشير إلى أن "الحماسة المذهلة" التي كانت تحيط قبل سنوات بموضوع السيارات الذاتية القيادة عادت لتخفت، و"بدأ مطورو التكنولوجيا يدركون حدود الذكاء الاصطناعي ونقاط قوة الدماغ البشري في إدارة بعض هذه المهام".
منافسة محتدمة
ويبدي ميلون راج راجكومار أستاذ الهندسة في جامعة كارنيجي وهو أحد مديري مختبر جامعي للبحوث في تكنولوجيا السيارات، تشكيكا إزاء هذه الوعود الطموحة.
وهو يرى أن الإعلان الأخير الصادر عن إيلون ماسك "قد يكون مجرد تقنية أخرى من تيسلا لزيادة الإيرادات" من نظامها للقيادة شبه المستقلة.
وباتت المجموعة التي تتخذ مركزا لها في كاليفورنيا، أخيرا أغلى شركات السيارات في البورصة إذ تخطت قيمتها 260 مليار دولار في وول ستريت رغم أن مبيعاتها أدنى بكثير من تلك التي تحققها شركات السيارات التقليدية.
وتخوض "تيسلا" مع "جوجل" وشركات تصنيع السيارات سباقا محموما لتطوير تقنيات القيادة الذاتية.
وتملك "جوجل" نقاط قوة تجعلها في موقع متقدم عن منافسيها إذ إن وحدتها السابقة لتصنيع المركبات والتي باتت تحمل اسم "وايمو"، تعمل بمستوى القيادة الذاتية الرابع، أي من دون الحاجة لسائق. غير أن القيود المفروضة جغرافية مع حصر تسيير المركبات بولاية أريزونا في إطار برنامج تجريبي.
ويلفت إد ندرميير المسؤول الإعلامي في "بارتنرز فور أوتومايتد فييكل إيدوكايشن" التي تضم جمعيات وشركات لتكنولوجيا السيارات (بما لا يشمل "تيسلا")، إلى أن هذا المستوى هو الذي يضم نطاقا جغرافيا محددا يسعى المصنعون إلى التحكم به.
ويعني المستوى الخامس أنه بإمكان المركبة إدارة مختلف الظروف مهما كانت حالة الطقس أو طبيعة الأرض وبلا أي مساعدة بشرية، ما يمثل تحديا كبيرا بحسب ندرميير.
"مساعدة على القيادة"
ويحذر محللون من مخاطر محتملة عن مثل هذه التصريحات التي أطلقها ماسك إذ إنها قد تدفع بعض شركات تصنيع السيارات إلى تقييم مفرط لمستوى الاستقلالية في مركباتهم.
وواجهت "تيسلا" انتقادات بسبب حوادث تسبب بها استخدام سائقين خاصية "القيادة التلقائية" في مركباتها. ويقول بول لويس إن هذه الخاصية لدى المجموعة توازي مستوى استقلالية من الدرجة الثانية أي أنها تتطلب بقاء السائق في حالة يقظة.
ويلفت إد ندرميير إلى أهمية توعية العامة إزاء الفوارق بين القيادة الذاتية و"أنظمة المساعدة على القيادة" التي تنوب عن البشر في بعض المهام لكنها تتطلب وجود سائق.
غير أن العائق الأكبر أمام الاستقلالية الكاملة للسيارات يبقى تقبل العامة لهذه المركبات، بحسب سوزان شاهين وهي من مديري مركز البحوث بشأن النقل المستدام في جامعة كاليفورنيا في بيركيلي. وهي تتطرق خصوصا إلى المخاطر المرتبطة بالسلامة والأمن السيبراني وانتهاك خصوصية البيانات.
aXA6IDMuMTQ5LjIzOS43OSA= جزيرة ام اند امز