حقنة نصف سنوية تقلل خطر الإصابة بالإيدز بنسبة 96%
حتى تكون الأدوية الفموية التي تمنع الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية ، المسبب لمرض الإيدز فعالة، يجب على المريض الالتزام باتخاذ بعض الإجراءات، مثل زيارة الطبيب كل ثلاثة أشهر، والأهم من ذلك هو الاستمرار في تناول الدواء بانتظام.
وتُعرف هذه الأدوية الفموية المضادة للفيروسات، مثل "تروفادا" باسم "أدوية الوقاية قبل التعرض"، وهي فعالة جدا في الوقاية من الإصابة بفيروس نقص المناعة، ولكن فقط إذا تم تناولها يوميًا كما هو موصى به، وتقل الفعالية بشكل كبير عندما يتم تناولها بشكل غير منتظم.
لكن نتائج تجربة سريرية حديثة، أجريت في جامعة إيموري، أظهرت أن حقنة تُعطى مرتين سنويا تحتوي على دواء جديد يسمى" ليناكابافير"، تقلل من خطر الإصابة بالفيروس بنسبة 96%، مما يجعلها أكثر فعالية بشكل كبير مقارنة بالأدوية الفموية اليومية مثل" تروفادا"، وقد نُشرت نتائج الدراسة في مجلة "نيو إنجلاند" الطبية.
وتقول الدكتورة كولين كيلي، المؤلفة الرئيسية للدراسة وأستاذة في كلية الطب بجامعة إيموري: "رؤية مستويات فعالية قريبة من 100% في حقنة تُعطى كل ستة أشهر هو أمر مذهل".
وأشارت إلى أن هذا التقدم كبير، خاصة للأشخاص الذين يواجهون صعوبة في تناول الأدوية الفموية يوميا، أو لأولئك الذين يتأثرون بشكل غير متناسب بفيروس نقص المناعة.
وفي التجربة السريرية، التي شملت 2179 شخصا تناولوا "ليناكابافير" ، فقط حالتين أصيبتا بفيروس نقص المناعة، مقارنة بتسع حالات إصابة في المجموعة التي تناولت " تروفادا" ، والتي كانت تضم 1086 شخصا، وأظهرت الدراسة أن الالتزام بأخذ الحقن كان أعلى من الالتزام بتناول الحبوب الفموية يوميا.
وأوضحت الدكتورة كيلي أن جزءا من السبب وراء فعالية الحقنة كان تحديات الالتزام اليومي بالحبة الفموية، مشيرة إلى أن نصف الأشخاص الذين يبدأون باستخدام تروفادا الفموي اليومي يتوقفون عن استخدامه خلال العام الأول لأسباب مختلفة، لذا، فإن وجود حقنة فعالة تُعطى مرتين في السنة يعد تقدما مهما، خاصة للأشخاص الذين يصعب عليهم الوصول إلى الرعاية الصحية أو الالتزام بتناول الأدوية يوميا.
وتمثل هذه الدراسة خطوة كبيرة نحو توفير خيارات علاجية أفضل، خاصة للفئات الأكثر تأثرا بالفيروس.
على سبيل المثال، أظهرت الدراسة أن ما يزيد عن 50% من الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة في الولايات المتحدة في عام 2022 كانت بين الرجال المثليين، وأن 70% منهم كانوا من السود أو ذوي الأصول اللاتينية، وهي الفئات التي قد تواجه صعوبات في الوصول إلى العلاج الفموي بانتظام.
ومع اكتمال التجارب السريرية وتقديم نتائجها لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، من المتوقع أن تتم الموافقة على استخدام الدواء بحلول عام 2025.
وهذا العلاج يقدم أملا جديدا للأشخاص الذين لا يمكنهم الالتزام بتناول الأدوية الفموية يوميا، مما قد يساهم في تقليل عدد الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة بشكل كبير على المستوى المحلي والعالمي.