2024.. عام الخطر للديمقراطيين في مجلس الشيوخ
في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار نحو انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، يشهد الشهر نفسه انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.
وهذا التزامن يعني أن جهود الديمقراطيين لن تقتصر على محاولات حشد الدعم للرئيس جو بايدن للفوز بولاية ثانية، لكنها ستمتد إلى مجلس الشيوخ الذي يشهد معركة صعبة قد تستمر نتائجها لسنوات.
وخلال الخريف القادم، سيدافع الديمقراطيون عن عدد أكبر من المقاعد في معركة محفوفة بالمخاطر مقارنة بأي انتخابات أخرى جرت منذ بداية القرن الحالي، وفقا لما ذكرته شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية في تقرير لها.
وكشف التقرير عن أن قائمة الانتخابات الصعبة هذا العام تشمل المقاعد الثلاثة الأخيرة في مجلس الشيوخ التي يشغلها الديمقراطيون في الولايات التي صوتت لصالح الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب في عام 2020، إضافة إلى 5 مقاعد أخرى في الولايات التي فاز بها بايدن بنسبة 3 نقاط مئوية أو أقل.
في المقابل، لا يدافع الجمهوريون هذا العام عن أي مقاعد في مجلس الشيوخ في الولايات التي صوتت لصالح بايدن في 2020، أو الولايات التي فضلت ترامب بفارق 3 نقاط أو أقل.
وتؤكد هذه الحسابات المخاطر التي يواجهها الديمقراطيون في مساعيهم لتحسين موقف بايدن في الولايات المتأرجحة الرئيسية بحلول نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فخلال السنوات الأخيرة أصبح من الصعب على المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ الفوز بمقاعد في الولايات التي عادة ما تصوت للحزب الذي لا ينتمي إليه الرئيس.
وسيحدد أداء الديمقراطيين في الانتخابات مدى سيطرة بايدن على مجلس الشيوخ ليس فقط لعام 2025 وإنما لعدة سنوات قادمة.
وإذا نجح بايدن في الفوز بمعظم الولايات المتأرجحة الرئيسية سيكون الديمقراطيون في وضع يسمح لهم بالمنافسة في معركة مجلس الشيوخ خلال السنوات المتبقية في هذا العقد، حتى لو فقدوا الأغلبية في المجلس بفارق ضئيل في الانتخابات القادمة.
أما إذا خسر بايدن معظم الولايات المتأرجحة، سيقع الديمقراطيون في عجز كبير في المجلس الشيوخ وقد لا يستطيعون التغلب عليه بشكل واقعي لسنوات، خاصة وأن الحزب لديه عدد قليل جدًا من الفرص لاقتناص المقاعد التي يشغلها الحزب الجمهوري حاليا.
وقال كايل كونديك، مدير تحرير النشرة الإخبارية السياسية بمركز السياسة بجامعة فرجينيا "إذا انسحب بايدن من القاع، فقد يخسر الديمقراطيون مجلس الشيوخ لفترة طويلة".
ولن يقتصر تأثير هذا الاحتمال على إقرار التشريعات فقط، بل سيمتد إلى تشكيل المحاكم الفيدرالية، وخاصة المحكمة العليا فبحلول عام 2028 سيكون 4 من قضاتها أكبر من 70 عامًا.
وحتى لو فاز بايدن في 2024، ونشأ منصب شاغر، فقد ترفض الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ ملء أي من هذه المقاعد مثلما حدث عام 2016.
وخلال القرن الـ21، أصبحت السيطرة على مجلس الشيوخ أكثر صعوبة حيث تسبب الارتباط المتزايد بين التصويت للرئيس والتصويت للمجلس في انقسام كبير داخل مجلس الشيوخ.
وخلال أواخر القرن العشرين، كان من الشائع أن يقوم الناخبون بتقسيم بطاقاتهم عن طريق انتخاب أعضاء مجلس الشيوخ من حزب واحد والتصويت للمرشح الرئاسي من الحزب المنافس.
وعلى سبيل المثال ظل الديمقراطيون يحتفظون بحوالي نصف مقاعد المجلس في الولايات التي صوتت لصالح الرئيس الجمهوري رونالد ريغان بعد انتخابات عام 1984.
لكن الآن أصبح التوافق بين نتائج الانتخابات الرئاسية ونتائج مجلس الشيوخ شبه كامل ومع اقتراب انتخابات 2024، يشغل الجمهوريون 47 مقعدًا من أصل 50 مقعدًا في مجلس الشيوخ في الولايات الـ 25 التي صوتت لصالح ترامب في عام 2020.
في المقابل، يشغل الديمقراطيون 48 مقعدًا من أصل 50 مقعدًا في مجلس الشيوخ في الولايات الـ 25 التي صوتت لصالح بايدن في المرة الأخيرة.
وحذر محلل البيانات الديمقراطي ديفيد شور من أنه إذا لم يكن أداء الحزب جيدًا في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، فقد يسيطر الحزب الجمهوري على مجلس الشيوخ لفترة طويلة.
وقال كايل كونديك "هناك خطر سلبي حقيقي يتمثل في أنه إذا سارت الانتخابات الرئاسية بشكل سيئ، فلن يتمكن الجمهوريون من الفوز بمجلس الشيوخ فحسب، بل سيتمكنون من بناء شيء من الدعم الذي سيكون من الصعب على الديمقراطيين اقتطاعه في المستقبل القريب".
ويوافق جين أولم، خبير استطلاعات الرأي الجمهوري على أن ما يحدث هذا الخريف سيلقي بظلال كبيرة على السيطرة على مجلس الشيوخ خلال العقد.