«خطة بديلة».. كيف سيعبر الديمقراطيون أزمات بايدن؟

حتى هذه اللحظة، تجنب الديمقراطيون مناقشة ما يمكن تسميته "خطة بديلة" لمرشح رئاسي يحل محل الرئيس جو بايدن الذي يسعى للفوز بولاية ثانية في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، لكن تقرير المحقق الخاص روبرت قد يرغمهم على ذلك.

ووضع وصف هور اللاذع لبايدن(81 عاما) بأنه "رجل مسن حسن النية وذو ذاكرة ضعيفة وقدرات متضائلة" أزمة عمر الرئيس الحالي ولياقته العقلية للمنصب في صلب المناقشات وفقا لتقرير مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.

• «تهميش» بايدن و«فزاعة» ترامب.. هل توحّد ميشيل أوباما الديمقراطيين؟

وقال التقرير إن عمر بايدن وتراجعه في استطلاعات الرأي أمام منافسه الجمهوري المحتمل دونالد ترامب أثار التساؤلات حول قدرة بايدن على قيادة الحزب في الانتخابات المقبلة، وحول حاجة الديمقراطيين إلى خطة طوارئ.

وفي ظل العقبات الإجرائية والسياسية لن يكون من السهل تغيير بايدن وهو ما يرجح أن يبقى الرئيس الديمقراطي في سباق البيت الأبيض، ومع ذلك هناك بعض السيناريوهات لاختيار الحزب لمرشح آخر خلال مؤتمره في أغسطس/آب القادم أو ربما حتى بعد ذلك.

اختيار بايدن

لا يمكن تطبيق الخطة البديلة، إلا إذا اختار بايدن التنحي طواعية أو إذا ثبت أنه غير قادر جسديا على الترشح، لكن لا يوجد خلاف حول فوز بايدن بترشيح الحزب رغم القلق في أوساط الديمقراطيين.

وحتى الآن فاز بايدن بحوالي 3% فقط من إجمالي المندوبين، ومع ذلك سيكون من الصعب طرح اسم مرشح آخر، لأنه بحلول نهاية الشهر الجاري ستكون المواعيد النهائية لتقديم طلبات الوصول إلى بطاقات الاقتراع الأولية قد انتهت في جميع الولايات باستثناء 6 ولايات.

لكن عدد مندوبي هذه الولايات الست غير مؤثر على الإطلاق، خاصة مع اتجاه بايدن للفوز بعدد كاف من المندوبين في انتخابات الثلاثاء الكبير في 5 مارس/آذار المقبل.

وخلال مؤتمر الحزب في أغسطس/آب من غير المرجح أن يصوت المندوبون الذين تعهدوا بالفعل بدعم بايدن لشخص آخر إلا في حالة العجز أو التمرد وبالتالي فإن الخطة البديلة المحتملة هي أن يوافق الرئيس على التنحي.

وقد يكون من الصعب جدا إقناع بايدن المعتد بنفسه منذ انتخابه في مجلس الشيوخ عندما كان في العشرينات من عمره بالانسحاب.

ومع ذلك هناك طريقة تمكن بايدن من الرحيل بكرامة وهي الانتظار حتى انتهاء الانتخابات التمهيدية في 4 يونيو/حزيران المقبل وإعلان بايدن باعتباره المنتصر بلا منازع بأكثر من 1968 صوتًا من أصوات المندوبين اللازمة للترشيح، ليعلن الرئيس بعدها أنه لن يقبل الترشيح ويسمح لمندوبيه بدعم مرشح مختلف.

وحفاظا على كرامته، بإمكان بايدن التأكيد على لياقته لفترة أخرى وعلى إنجازاته الاقتصادية وهزيمته لترامب بالإضافة إلى أدائه لواجبه في حماية الديمقراطية لكنه يتقبل مخاوف الناخبين بشأن عمره مع تذكير الناخبين بمقولته بأنه جسر لجيل المستقبل لقادة الديمقراطيين.

وبعد ذلك سيبدأ التدافع بين المرشحين المحتملين وستظهر استطلاعات الرأي التي تقيس شعبية كل منهم لاختيار بديل بايدن.

معركة في المؤتمر

ومن المتوقع أن ينجح بايدن في الحصول على أصوات الغالبية العظمى من المندوبين ورغم أنهم غير ملزمين قانونا بدعم الرئيس إلا أنه من المرجح أن يصوتوا للمرشح الذي سيحظى بتأييد مؤتمر الحزب.

لكن القضية الشائكة ستكون نائبة الرئيس كامالا هاريس التى لن يدعمها مندوبو بايدن تلقائيا في حال انسحابه خاصة في ظل معدلات قبولها الضعيفة لكن الحزب سيكون مدركًا تمامًا للمخاطر المترتبة على إغضاب الناخبين السود.

ومنذ فترة يستعد كبار اللاعبين المحتملين الآخرين لمثل هذه اللحظة من خلال صقل سمعتهم مثل حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم، وحاكم إلينوي جي بي بريتزكر.

وعادة ما يكون مؤتمر الحزب الديمقراطي حدثا رزينا، لكن هذا العام من المتوقع أن يكون مليئا بالدراما وسيحاول كل فصيل حزبي الاستفادة من الوضع غير المسبوق لصالحه.

فوضى ما بعد المؤتمر

لكن ماذا لو نجح بايدن في اقتناص ترشيح مؤتمر الحزب، لكنه لم يتمكن بعد ذلك من المنافسة في الانتخابات الرئاسية؟.

تنص القواعد على أنه في حالة "وفاة أو استقالة أو عجز" المرشح، فإن جايمي هاريسون، رئيس الحزب، "يجب أن يتشاور مع القيادة الديمقراطية للكونغرس ورابطة الحكام الديمقراطيين ويقدم تقاريره" إلى ما يقرب من 450 عضوًا في اللجنة الوطنية الديمقراطية، الذين سيختارون مرشحًا جديدًا.

لكن الخروج المتأخر لبايدن من السباق سيشكل كابوسا لوجستيًا للولايات، فمن المقرر إجراء التصويت في الخارج في بعض الأماكن بعد أسبوعين فقط من انتهاء المؤتمر كما يبدأ التصويت المبكر في بعض الولايات في 20 سبتمبر/أيلول المقبل.

ورغم أن الناخبين يصوتون من الناحية الفنية للمندوبين وليس للمرشحين الرئاسيين، إلا أن أي جهد لتغيير بايدن بعد مؤتمر الحزب قد ينتهي في المحكمة.

ورغم الأضواء المسلطة على بايدن فإن الجمهوريين يواجهون أسئلة شائكة مماثلة خاصة مع زلات ترامب (77 عاما) ومحاكماته القضائية التي تثير تساؤلات حول ترشحه. لكن قبضة ترامب على ترشيح الحزب الجمهوري أقوى لأن المندوبين إلى مؤتمر الحزب ملتزمون فعليا بدعمه.