إيقاع رتيب في ثاني حلقات "صراع العروش".. وأحداثه تحت سقف التوقعات
محاكمة "جيمى لانيستر" بسبب قتله "أيريس الثاني" والد"دينيريس تارجيريان" وتسببه في إعاقة "بران ستارك" كانت حدثا متوقعا من قبل الجميع.
غلب الإيقاع الرتيب على أحداث الحلقة الثانية من "صراع العروش 8"، فبدت في غالبيتها أسيرة حدث واحد، هو التحضير للمعركة المرتقبة مع "جيش الموتى" و"ملك الليل".
بطبيعة الحال، كنا جميعاً نعرف أن المعركة لن تندلع قبل الحلقة الثالثة من المسلسل، وبالتالي كان من المتوقع أن نشهد في هذه الحلقة الاستعدادات لها، إلا أننا لم نكن لنتوقع أن يلجأ صناع العمل لملء وقتها بالكامل بتكرار فكرة واحدة مع تغيير الوجوه فقط، هي حالة الاستعراض العاطفي للمحاربين وهم يستذكرون حياتهم السابقة أو ما فاتهم منها بعد أن تملكهم اليقين بأنهم باتوا على بعد ساعات من الموت.
بالمقابل كانت بقية أحداث الحلقة، أخفض بكثير من سقف التوقعات التي لم يكف عشاق المسلسل عن تخمينها طول الأسبوع الفائت، فجاءت من دون المفاجآت التي لطالما أدهشتنا بها دراما "صراع العروش" في مواسمها السابقة.
محاكمة "جيمى لانيستر" بسبب قتله "أيريس الثاني" والد"دينيريس تارجيريان" وتسببه في إعاقة "بران ستارك" كانت حدثاً متوقعاً من قبل الجميع، وبطبيعة الحال كنا نستبعد معاقبته على ذلك، فالحرب ضد جيش الموتى وحّدت أعداء الأمس.
إلقاء اللوم على "تيريون لانيستر" بعد أن يعرف الجميع أن أخته "سيرسي لانيستر" حنثت بوعدها، وأنها لن ترسل جيشها إلى الشمال ليقاتل إلى جانب جون سنو، كان حدثاً منتظراً هو الآخر، ولاسيما أننا شاهدنا "سانسا ستارك" في الحلقة السابقة وهي تشير إلى أن ذكاءه خانه حين صدق أن أخته سيرسي ستتحالف مع الشمال للقضاء على "جيش الموتى".
بالمقابل أهملت هذه الحلقة الحدث الأكثر تعقيداً في المسلسل، والمتعلق بمعرفة "دينيريس تارجيريان" حقيقة نسب جون سنو الذي سيجعله الوريث الحقيقي للممالك السبع، فتأخرت المواجهة بين الاثنين حتى قبل نهاية الحلقة بقليل، ورغم أن دينيريس شككت بهذه الحقيقة، فإننا لم نشهد تصعيداً درامياً بناء على ذلك نتيجة انتهاء الحلقة.
نظرياً يحمل هذا الحدث طاقة درامية تعادل تلك التي تنطوي عليها المواجهة مع "جيش الموتى"، ولعله كان من شأن تطوير حبكته في هذه الحلقة تعويض ما افتقدته من إثارة وتشويق، لكن صناع العمل لم يستثمروه بالشكل المطلوب، بل عجزوا عن ترك ما يثير التكهنات حوله في الحلقات المقبلة.
الحلقة بالمجمل بدت أقل مما وعدتنا به أحداث الحلقة الأولى من "صراع العروش"، بل وبدت مخيبة للآمال؛ إذ لا شيء يبرر خفض توتر الأحداث فيها، بعد أن شهدنا في الحلقة التي سبقتها تمهيداً ذكياً لصراع درامي مركب، أوجزناه بأنه صراع البقاء حتى في مواجهة أقرب الناس إليك.