التحرش الجنسي يقتل الناشط الحقوقي.. والوصية: احرقوني
مناضل ومحام وناشط حقوقي ومطالب بالمساواة بين الجنسين يسقط في مستنقع التحرش الجنسي ثم ينتحر تاركا وصية: احرقوني
كان ناشطا ثوريا، لا يتردد في النزول للمشاركة بالمظاهرات الاحتجاجية، منذ كان طالبا بكلية الآداب.
وزاد الأمر معه حين حصل على دبلومة في القانون الدولي من كلية الاقتصاد بجامعة لندن عام 1991.
وواصل العمل في المجال الحقوقي فانخرط في العديد من الدورات التدريبية والمنح المتعلقة بحقوق الإنسان، لا سيما في جامعة هارفارد الأمريكية.
ونال العديد من المناصب السياسية الرفيعة، لكن من كان يظن أن تكون نهايته على هذا النحو الذي انتهت به، اتهامات بالتحرش، ثم انتحار، ووصية بحرق الجثة.
إنه رئيس بلدية سيول المحامي السابق في مجال حقوق الانسان، بارك وون-سون، الذي احتلت صورته الصفحات الأولى بمختلف صحف العالم خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، وزاد الأمر بعد ذلك إلى صدارة الشاشات والأخبار العاجلة.
ولد بارك وون سون في 26 مارس 1956، وسبق اعتقاله بعد مشاركته حين كان طالبا جامعيا في مظاهرات احتجاجية ضد الحكم الديكتاتوري للرئيس بارك شانج هيه.
حصل على ليسانس كلية الآداب، ثم حصل على دبلومة القانون الدولي من جامعة لندن في بريطانيا.
ويوصف بأنه الأطول بقاء في منصبه كعمدة لمدينة سيول، حيث يشغل المنصب منذ عام 2011 وحتى وفاته في 9 يوليو 2020.
وأقدم بارك وون سون على الانتحار بعد يوم واحد من اتهامه بالتحرش الجنسي.
وهو أبرز سياسي متورط في قضية تحرش في كوريا الجنوبية حيث أدت حركة #أنا أيضا إلى سقوط عشرات الرجال البارزين في مجالات متعددة.
وعثر على جثته في جبل بالعاصمة، وعثر في مقر إقامته الرسمي على رسالة انتحار قدم بارك فيها اعتذارا عاما بخط اليد نشرتها سلطات المدينة.
وجاء فيها "أنا آسف. أشكر كل من كان في حياتي" طالبا أن يتم حرق جثته ونثر الرماد على قبرَي والديه. وأضاف "أنا أعتذر من عائلتي التي تسببت لها بالألم".
وختم "وداعا للجميع" دون الإشارة إلى الادعاءات الموجهة إليه.
وحكم بارك وهو شخصية بارزة في الحزب الديموقراطي (يسار وسط) الحاكم، عاصمة كوريا الجنوبية التي تضم ما يقرب من خمس سكان البلاد، لما يقرب من عقد.
فاز بثلاثة انتخابات فيما كان يطالب بتعزيز المساواة بين الجنسين وتحقيق المساواة الاجتماعية، ولم يخجل من التعبير عن طموحاته في أن يكون بديلا للرئيس الحالي مون جاي-إن في العام 2022.
وجاءت وفاته بعد يوم من تقديم سكرتيرته السابقة شكوى للشرطة ضده، قيل إنها تنطوي على قضية تحرش جنسي.
ووفقا لوثيقة يزعم أنها بيان ضحية بارك، قام رئيس البلدية "بتحرشات جنسية وإيماءات غير لائقة خلال ساعات العمل" بما في ذلك الإصرار على احتضانه في غرفة النوم المجاورة لمكتبه.
وبعد انتهاء دوام العمل، وفقا لها، كان يرسل لها "صورا ذاتية في الملابس الداخلية مع تعليقات بذيئة" على تطبيق مراسلة.
وجاء في الوثيقة "تحملت الخوف والإذلال لأن كل ذلك كان في مصلحة مدينة سيول ومصلحتي ومصلحة رئيس البلدية بارك".
وأكدت الشرطة خبر تقديم الشكوى لكنها رفضت تأكيد التفاصيل. وتعني وفاة بارك إغلاق التحقيق تلقائيا.
وكانت ردود الفعل متباينة، الجمعة بين التعازي والانتقاد.
وكتب أحدهم على موقع "دوم" الإلكتروني "الرئيس بارك، كنت سياسيا ممتازا لكن تحولا في المصير وضع حدا لرحلتك. أتمنى أن تكون مرتاحا في الجنة".
وكان البعض الآخر أكثر انتقادا للرجل البالغ من العمر 64 عاما متهما إياه باستغلال سلطته لمضايقة الموظفين ثم إنهاء حياته "لتجنب تداعيات" أفعاله.
وسيقام نصب تذكاري أمام مجلس مدينة سيول للراغبين في إلقاء التحية الأخيرة على بارك.