جهود دولية لإنهاء العنف الجنسي.. والإمارات تساهم بمليون دولار
الفعالية الجديدة تأتي إلحاقاً بمؤتمر حول إنهاء العنف الجنسي والقائم على النوع في الأزمات الإنسانية الذي عقد في أوسلو في مايو/أيار 2019.
استضافت كل من الإمارات والنرويج والصومال، فعالية رفيعة المستوى لتقييم وتعزيز الالتزامات الرامية إلى إنهاء العنف الجنسي والقائم على نوع الجنس في سياق الحالات الإنسانية.
جاء ذلك بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وصندوق الأمم المتحدة للسكان واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بحضور نحو 1000 من ممثلي الدول والوفود.
وسلط المتحدثان الرئيسان في الفعالية نادية مراد ودينيس موكويج، الحائزان على جائزة نوبل للسلام، الضوء على أهمية القضاء على العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس لا سيما في مناطق النزاعات والكوارث وفي ظل جائحة كورونا.
وتأتي هذه الفعالية إلحاقاً بمؤتمر حول إنهاء العنف الجنسي والقائم على النوع في الأزمات الإنسانية الذي عقد في أوسلو في مايو/أيار 2019.
وجمع هذا المؤتمر مساهمات بلغت 366 مليون دولار، في إطار الجهود للقضاء على هذا النوع من العنف، ولوضع مجموعة من الالتزامات لتعزيز المعايير لمنعه والاستجابة إليه وخاصة في الأزمات الإنسانية، وفي النزاعات.
وأفادت منظمة "النتائج الإنسانية" بأن 86% من التعهدات المالية لعام 2019 التي تم حشدها في أوسلو، قد تم صرفها، وذلك من خلال الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية المعنية بالشؤون الإنسانية.
امرأة من بين كل 3 نساء تتعرض للعنف الجنسي
ويؤثر العنف الجنسي والقائم على النوع على امرأة واحدة من بين كل 3 نساء على الصعيد العالمي.
وتشير الأبحاث إلى أن اثنتين من كل 3 نساء يعانين من هذا العنف في بعض الظروف الإنسانية، مع ما يترتب على ذلك من آثار اجتماعية ونفسية واقتصادية طويلة الأمد على الناجيات ومجتمعاتهن.
وتقدر الأمم المتحدة أن حالات العنف الجنسي والقائم على النوع يكلف العالم 2% من الناتج المحلي الإجمالي السنوي.
وأكد المتحدثون في الفعالية، من وزراء وقادة المجتمع المدني ومدراء تنفيذيين للوكالات وناجيات من العنف والمنظمات غير الحكومية، أهمية توصيل المساعدات من خلال المنظمات المجتمعية.
كما التزمت وكالات الأمم المتحدة والعديد من الجهات الفاعلة الإنسانية الدولية بصرف 25٪ من إجمالي التمويل من خلال الجهات المُنفذة المحلية، وأعلن صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال الفعالية أنه وصل إلى 38٪.
وشدد المتحدثون أيضًا على أهمية جعل الحماية من إنهاء العنف الجنسي والقائم على نوع الجنس عنصرا أساسيا في خطط الاستجابة الإنسانية وميزانياتها.
وسلطوا الضوء على خطوات تنسيق الجهود والميزانيات الإنسانية والإنمائية والسلام للتصدي بطريقة شاملة والتعافي من هذا النوع من العنف، بالإضافة إلى الاستجابة التشغيلية الفورية.
استراتيجية لخمسة أعوام
كما أكد المشاركون أهمية مراقبة الالتزامات والجهود المبذولة في هذا الصدد، وضرورة أن يتم ربط تلك الالتزامات مع الدعوة إلى العمل من أجل الحماية من العنف القائم على الجنس في حالات الطوارئ، وتم في 25 سبتمبر/أيلول الجاري إطلاق استراتيجية لخمسة أعوام في هذا الصدد.
تمويل إماراتي بمليون دولار
وأعلنت دولة الإمارات عن تمويل جديد قدره مليون دولار، بما في ذلك 500 ألف دولار لبرامج القدرة الاحتياطية المعنية بالمسائل الجنسانية ومشروع تطوير قدرة الحماية الاحتياطية، التي توفر مستشارين في قضايا العنف الجنسي والقائم على نوع الجنس للعمليات الإنسانية للأمم المتحدة، و500 ألف دولار لمبادرة "نادية" للتمكين الاقتصادي للناجيات في سنجار بالعراق.
وقالت ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة الإمارات لشؤون التعاون الدولي، إن تمكين المرأة والاهتمام بشؤونها أداة فاعلة للقضاء على العنف الجنسي والقائم على نوع الجنس.
وأشارت إلى أن السياسات الجيدة والتعليم والتمويل الكافي تؤدي إلى الحد من ظاهرة العنف القائم على النوع، فضلا عن تحقيق العدالة والكرامة والاحترام لها.
وأضافت أن إنهاء العنف الجنسي هو استثمار في السلام والازدهار والاعتبارات الإنسانية، وأن دولة الإمارات تجدد التزامها في هذا الصدد.
من جانبها، قالت إين ماري إريكسن سوريد، وزيرة خارجية النرويج: "يجب إيلاء الحماية ضد العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس أولوية أكبر في الاستجابة الإنسانية، وربطها بشكل وثيق بالجهود طويلة الأجل لمنع العنف الجنسي والعنف القائم على النوع ومكافحة الإفلات من العقاب".
إلى ذلك، قالت الدكتورة ناتاليا كانم، المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان: "سواء كانت تعيش المرأة في منزل أو في مخيم لللاجئين، فإن لها الحق في العيش بسلام في المنزل، ونرى زيادة في العنف القائم على نوع الجنس في جميع أنحاء العالم، ولذلك فالحاجة ماسة إلى عمل جماعي أقوى لحماية حقوق النساء والفتيات".
من جهته، أفاد روبرت مارديني، المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر، بأن أولوياتنا المستمرة هي في منع حدوث العنف الجنسي، وندعو الدول والجهات المسلحة إلى الوفاء بالالتزامات المنصوص عليها في القانون الإنساني الدولي.
مبادرة "نادية"
بدورها، أكدت نادية مراد، الحائزة على جائزة نوبل للسلام ورئيسة مبادرة "نادية"، أن الناجين يعرفون على أفضل وجه ما يحتاجون إليه للشفاء والتعافي، وستمكن الجهود المبذولة إشراكهم في كل مرحلة من مراحل تعافيهم.
كما أفاد دينيس موكويجي، الحائز على جائزة نوبل للسلام وطبيب أمراض النساء، بأنه لا يمكن أن يكون هناك سلام بدون عدالة، لأنه لا يمكن بناء السلام على المقابر الجماعية.
aXA6IDMuMTQ0LjMxLjE3IA== جزيرة ام اند امز