إبراهيم عيسى ليس الأول.. ماذا قال محمد شحرور عن المعراج؟
ضجة كبيرة أثارها الصحفي المصري إبراهيم عيسى بوصفه رحلة المعراج بالوهمية، على أنه لم يكن أول متبني تلك الرؤية عن ذلك الحدث.
مفكرون آخرون تبنوا الفكرة ذاتها، عن الحدث الذي يعده مسلمون معجزة، وعبروا عنها في أكثر من محفل أو مقال لعل أبرزهم رجل الدين الإسلامي، محمد شحرور، الذي رحل عن عالمنا في أواخر ديسمبر/ كانون الثاني 2019.
وفي مقال عبر موقعه الرسمي، قال شحرور في ذكرى احتفال المسلمين بمعراج الرسول إن تلك الحادثة "تناقلتها الثقافة الإسلامية عبر العصور، ويستذكرون تفاصيلها لترسخ في الأذهان صورة لا تقبل النقاش عن معجزة خارقة لا يمكن للعقل تفسيرها".
وسرد المفكر بعض تفاصيل تلك الرحلة، من أن النبي صلى الله عليه وسلم زاره جبريل، وهمزه بقدمه، وحمله على البراق، إلى بيت المقدس، وصلى بالأنبياء هناك، وعرض له جبريل إناء من خمر وإناء من حليب، ثم عرج به للسماوات، فرأى الجنة والنار، حتى وصل لباب من ذهب، لم يتقدم منه جبريل، وتجاوزه النبي، في حجاب تلو حجاب، بين كل واحد والآخر مسيرة 500 سنة، فنزل النبي عن البراق، حتى وصل إلى منزلة قاب قوسين أو أدنى.
على أن شحرور، رأى في ذلك الأمر "قصة يستمتع قارئها بالخيال الخصب لمؤلفها، لما فيها من صور تحرك المشاعر، لكنها للأسف غير مقنعة، ولا يخرج الله جل وعلا فيها عن صورة الملك الذي يقبع على كرسي من ذهب ويحرسه الخدم" على ما قال الكاتب في مقاله، الذي لا يزال موجودا على موقعه الإلكتروني.
وأضاف شحرور معلقا على تلك الصورة أنها "تشبه ما صورته لوحات القرون الوسطى، وكأنه حاشاه، عجوز بلحية بيضاء يلبس البياض ويدير شؤون مملكته وزراء ومستشارون، ويعذب الخارجين عن سلطته بالنار، ويعلق الناس من أثدائهن وشعورهن".
ويمر الكاتب أيضا على مسألة تقليل عدد الصلوات التي فرضت على المسلمين في ذلك الحدث، من وساطة نبي الله موسى ليفاوض الله لتقليل عدد الركعات، وهي أمور عدها الكاتب من الإسرائيليات، لا أكثر ولا أقل.
وتساءل شحرور، في مقاله حول أمور عدة، منها هل كان الإسراء جسديا أو روحيا، ولماذا لا يكون المعنى أنه اتجه إلى السراة، وهي منطقة جنوب مكة، كما أنه طرح تساؤلا آخر حول "عبده" في آية "سبحان الذي أسرى بعبده" من أن المقصود بها قد يكون نبي الله موسى.
لكن الكاتب يقول إنه "وكل ما سبق لا يمنع أن يكون الإسراء صحيحا (...) مع التحفظ على كثير من التفاصيل" ثم يضيف في مقالته: "أما حادثة المعراج فلا أثر لها في التنزيل الحكيم، وما قيل عن أن الآيات الأولى من سورة النجم تقصد المعراج لا نرى صحة فيه، فالرسول الكريم رأى جبريل على الأرض، والرسول الكريم لا ينطق التنزيل عن الهوى وإنما عن الوحي الذي رآه بأم عينه".
وعرف شحرور بتفسيراته المغايرة للشائع بين رجال الدين، وكانت آراؤه تثير جدلا، وله مؤلفات عدة بلغت الـ13 كتابا بحسب موقعه الرسمي.
وكان الإعلامي المصري، إبراهيم عيسى قد شكك في حديث له في رحلة المعراج، معتبرا أنها "وهمية" ولاقى حديثه رفضا واسعا في الشارع المصري، وردت عله مؤسسات دينية، وامتد الأمر لساحات المحاكم والقضاء.
وردّ مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على الجدل في بيان رسمي نشره عبر حسابه على موقع "فيسبوك".
وقال: "معجزة الإسراء والمعراج من معجزات سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم المتواترة، الثابتة بنص القرآن الكريم في سورتي (الإسراء) و(النجم)، وبأحاديث السنة النبوية المطهرة في الصحيحين والسنن والمسانيد ودواوين ومصنفات السنة، والتي انعقد على ثبوت أدلتها ووقوع أحداثها إجماع المسلمين في كل العصور، بما لا يدع مجالا لتشكيك طاعن، أو تحريف مرجف".
ومع تعدد الأحاديث عن رحلتي الإسراء والمعراج ونكران البعض للأخيرة، شارك البعض فيديو للشيخ محمد متولي الشعراوي متحدثا عن معجزة تلك الرحلة.
وكان الشعراوي يتحدث عن معجزات الإسراء والمعراج، مع الإعلامي أحمد فراج، في برنامج نور على نور، عام 1971. وأعادت نشره قناة ماسبيرو على حسابها على موقع يوتيوب.
aXA6IDMuMTQ5LjIzNS42NiA= جزيرة ام اند امز