عبدالله بن زايد يدشن قاعة الشيخ زايد في المتحف البريطاني
الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان يدشن "قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لأوروبا والشرق الأوسط"، في المتحف البريطاني بلندن.
دشن الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، "قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لأوروبا والشرق الأوسط"، في المتحف البريطاني بلندن، تنفيذا للاتفاقية التي أبرمتها دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي، مع المتحف في يونيو الماضي.
يأتي ذلك تقديرا لجهود القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في إقامة جسور التواصل والحوار الحضاري مع دول العالم وثقافاته.
وأهدى هارتوج فيشر، مدير المتحف البريطاني، هدية تذكارية إلى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، عبارة عن كتاب يحمل عنوان "Masterpieces of British Museum"، ويستعرض تاريخ المتحف البريطاني.
وأكد وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي أهمية تسمية القاعة باسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالتزامن مع الاحتفالات بمئوية مؤسس دولة الإمارات وهو ما يعكس التقدير الدولي لجهوده في تأسيس الاتحاد، والتعزيز من مكانة الدولة على الصعيد الدولي من خلال العلاقات الدبلوماسية الثقافية التي انتهجها، ودعمه جهود توثيق التراث والحفاظ على الآثار، والحرص على تطوير التعليم والبحث العلمي.
وقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: "عمل المغفور له الشيخ زايد على توثيق صلات دولة الإمارات مع العالم، واتخذ من التواصل الحضاري والحوار سياسة لدعم موقع الدولة على الصعيد الدولي في مختلف المجالات، وأصبح نهجه رحمه الله يُحتذى في العلاقات الدولية فحققت الدولة بفضل هذه الرؤية الحكيمة العديد من المكاسب، من أهمها التفاهمات والتعاون المشترك مع دول المشرق والمغرب على حد سواء، والانفتاح على ثقافات العالم على تنوعها، والتعايش السلمي بين مختلف الجنسيات التي تعيش على أرض الدولة؛ مما ساهم في دعم التجربة الوحدوية في الداخل ومنحها المزيد من الاستقرار والأمان وبالتالي النمو والازدهار".
وأضاف: "تسمية واحدة من أهم القاعات في المتحف البريطاني العريق باسم والدنا الشيخ زايد، تعكس التقدير الدولي لجهود المغفور له الشيخ زايد وعمله الدؤوب على الحوار الحضاري والتبادل الثقافي، فإلى جانب تأسيسه لاتحاد دولة الإمارات وتحقيقه الرخاء لشعب دولة الإمارات، أولى الشيخ زايد اهتماما خاصا بالثقافة والتراث وحفظ الآثار ودراستها، وها نحن نلمس ثمار جهوده من خلال هذا التقدير الدولي، خاصة أن القاعة التي تحمل اسمه تكشف عن الصلات العميقة التي أقامها سكان الشرق الأوسط القديم مع أوروبا، من خلال التبادل الحضاري والانفتاح على التأثيرات المختلفة بما فيها تطوير الممارسات الزراعية والتي جلبت معها تغيرا جذريا في أسلوب الحياة، امتد إلى تحسين الظروف العامة والرخاء".
من جانبه ثمّن هارتوج فيشر، مدير المتحف البريطاني، العلاقات الإماراتية البريطانية التاريخية، مشيرا إلى أن تدشين قاعة الشيخ زايد تزامنا مع الاحتفاء بمئوية الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان".
من جهته أعرب محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة -أبوظبي، عن فخره واعتزازه بالشراكة الإماراتية البريطانية في المجال الثقافي، مؤكدا على الاهتمام الكبير الذي كان يوليه الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان-طيب الله ثراه- في مجال الثقافة.
وتسرد "قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لأوروبا والشرق الأوسط" تاريخ تطور الزراعة في الحقبة التاريخية التي تمتد ما بين عام 10000 إلى عام 800 قبل الميلاد، وترصد ما نتج عنها من نمو اجتماعي وثقافي واقتصادي وحضاري، مهّد لتشكيل العالم الحديث كما نعرفه اليوم.
وتستعرض تاريخ وصول الزراعة إلى أوروبا قبل 6000 عام تقريبا حاملة معها أسلوب حياة جديد، تَمثّل في الثراء والقوة، وظهر ذلك في الحلي والأسلحة والولائم، كما تعرض القاعة الأساليب التي اتبعها الأوروبيون الأوائل للاحتفاء بالحياة والموت وعلاقتهم بالطبيعة والروحانيات.
وتعكس تسمية القاعة باسم الشيخ زايد معاني العرفان للالتزام الذي قضى الشيخ زايد حياته سعيا لتحقيقه، وهو إقامة جسور الحوار الحضاري مع مختلف الثقافات والعمل على توثيق وحفظ التراث الثقافي والذاكرة التاريخية، انطلاقا من تقديره لقيمة العلم والتعلم ودورهما المؤثر في إحداث فرق في حياة الناس، فقد كان الشيخ زايد صاحب الفضل الأول في بدء التنقيب عن الآثار في دولة الإمارات قبل نحو 50 عاما، وكان مسؤولا عن تأسيس متحف العين المتحف الأول في دولة الإمارات وذلك بالتزامن مع تأسيس الاتحاد.
وتأتي تسمية القاعة أيضا تزامنا مع "عام زايد"، حيث يحتفي شعب الإمارات بمئوية الوالد المؤسس وإرثه الحضاري؛ تقديرا لرؤيته الحكيمة في تأسيس الدولة وبناء نهضتها، وتكريما لمهمته السامية في ترسيخ قيم السلام وقبول التنوع الثقافي والتسامح والانفتاح على العالم.
يذكر أن الاتفاقية التي أبرمتها دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي مع المتحف البريطاني، يونيو الماضي، تأتي استكمالا للسجل الحافل من التعاون بين المتحف البريطاني ودائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي والذي بدأ عام 2009، عندما عملت المؤسستان على تطوير متحف زايد الوطني الذي يعد محور المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات، إذ قام المتحف البريطاني بتقديم كل سبل الدعم الممكنة للمشروع بداية من المساعدة في جمع مقتنيات المتحف، وصولا إلى تدريب الكوادر.
بالإضافة إلى تسمية القاعة بـ"قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لأوروبا والشرق الأوسط"، تنص الاتفاقية أيضا على بند خاص بالإعارة يقضي بعرض مقتنيات مهمة من مجموعة مقتنيات المتحف البريطاني في صالات عرض متحف زايد الوطني عند افتتاحه، حيث ستُعرَض المقتنيات المعارة مع مجموعة متحف زايد الوطني الدائمة وضمن سياق سرده المتحفي.
وتأسس المتحف البريطاني عام 1753 في العاصمة لندن، ويحتوي على 8 ملايين قطعة من آثار العالم وتحفه، وتمثل مجموعة المتحف البريطاني مليوني عام من تاريخ البشرية، وقد تأسس المتحف على مبدأ تنويري يقوم على أن الثقافات الإنسانية تتفاهم رغم اختلافها، والفروقات بينها من خلال التواصل المتبادل.
ويجري المتحف دراسات معمقة وتحقيقات عابرة للثقافات الإنسانية، والتي يوجد لها أثر في الحياة المعاصرة اليوم.