انعقد الاجتماع رقم 22 لمجلس رؤساء دول منظمة شانغهاي للتعاون في مدينة سمرقند بأوزبكستان خلال أمس واليوم.
وحضر الرئيس الصيني شي جين بينغ ورؤساء من الدول الأعضاء الأخرى في منظمة شانغهاي للتعاون، وهو المؤتمر الأول منذ جائحة كورونا عام 2020، والذي يلتقي فيه زعماء دول منظمة شانغهاي للتعاون ليناقشوا مواضيع الاقتصاد والتجارة والبنية التحتية والطاقة والتصنيع والتبادلات الثقافية وتغير المناخ وغيرها.
ومنذ تأسيسها، ظلت منظمة شانغهاي للتعاون تعتمد على مبدأ تطوير التعاون الداخلي والسعي إلى التنمية المشتركة.
ومن المتوقع الاتفاق على بناء خطوط سكك حديدية بين الصين وقرغيزستان وأوزبكستان خلال قمة سمرقند هذا العام، وفق ما قاله وزير الخارجية بالنيابة لجمهورية أوزبكستان فلاديمير نوروف.. ما يعد نتيجة مهمة من نتائج هذه القمة.
وينطلق خط السكك الحديدية من مدينة كاشغر بمنطقة شينجيانغ شمال غرب الصين، ويمر عبر الحدود بين الصين وقيرغيزستان، ممتدًا إلى مدينة أنديجان بشرق أوزبكستان.
وبمجرد إكمال بناء هذا الخط الحديدي، سيُمكن نقل البضائع من الصين إلى دول أوروبا الشرقية ودول الشرق الأوسط، وسيدفع طاقة التنمية على امتداد طوله، كما سيسهم في تعزيز التبادلات التجارية بين الصين ودول آسيا الوسطى والدول الأوروبية وتعزيز التكامل المتعمق بأسواقها.. ليصبح مشروعا مثاليا لتبادل المنافع والترابط في ظل مبادرة "الحزام والطريق"، وسيضخ قوة جديدة لإنعاش الاقتصاد وتفعيل الإمكانيات الاقتصادية بعد الجائحة.
وتعد منظمة شانغهاي للتعاون متعددة الأطراف لضمان الأمن والحفاظ على الاستقرار عبر دول أوروبا وآسيا، وشهدت التجارة الخارجية للدول الأعضاء في المنظمة نموًّا سريعًا في بيئة التنمية المستقرة.
فوفقًا لبيانات "تقرير تنمية التجارة لمنظمة شانغهاي للتعاون لـ20 عاما"، زادت القيمة التجارية الإجمالية للدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون من 667.09 مليار دولار أمريكي في عام 2001 إلى 6.06 تريليون دولار أمريكي في عام 2020، وزادت حصتها من إجمالي التجارة العالمية من 5.4% في عام 2001 إلى 17.5% في عام 2020.
وفي عام 2021، بلغ الناتج المحلي الإجمالي للدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون نحو 23.3 تريليون دولار أمريكي، وهو ما يمثل ما يقرب من رُبع الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وتعمل الصين على تعزيز تنمية التجارة مع الدول الأعضاء الأخرى في منظمة شانغهاي للتعاون، وقد أصبحت الصين أكبر شريك تجاري لأوزبكستان وباكستان، وثاني أكبر شريك تجاري لروسيا والهند، وثالث أكبر شريك تجاري لكازاخستان وطاجيكستان، ورابع أكبر شريك تجاري لقيرغيزستان.
وتمسكًا بـ"روح شانغهاي"، المتمثلة في "الثقة والمنفعة المتبادلتَين والمساواة والتشاور واحترام التنوع الحضاري والسعي لتحقيق التنمية المشتركة"، خلقت منظمة شانغهاي للتعاون ظروف تعاون متعددة الأطراف، وأصبحت أكثر اجتذابا للبلدان الأخرى، ويزيد عدد الدول المستعدة للانضمام إلى أنشطة المنظمة عاما تلو آخر، ومنها السعودية والإمارات ومصر وتركيا وقطر وسوريا وغيرها.
وفي عام 2021، تم منح السعودية ومصر وقطر صفة شركاء الحوار للمنظمة.
وبينما يشهد العالم الآثار السلبية للجائحة وتراجع العولمة وعوامل معقدة أخرى، يبرز دور منظمة شانغهاي للتعاون في الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين وتعزيز التنمية والازدهار المشتركين.. فالتعاون الفعال يجعل العالم أكثر استقرارا وازدهارا، وهو الطريقة الأكثر واقعية لحل القضايا العامة في عصرنا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة