تضم نصف سكان الأرض.. ما قصة منظمة شنغهاي للتعاون؟
التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ، الخميس الماضي، على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون.. وذلك في اجتماعها السنوي في "أستانا" عاصمة كازاخستان., فما قصة هذه المنظمة التي يقال إنها تضم نصف سكان الكرة الأرضية؟
تتألف منظمة شنغهاي للتعاون من الصين وروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان، وقد تأسست في شنغهاي عام 2001. وتم تشكيلها في الأصل كمنتدى لبناء الثقة في المسائل الأمنية ثم تغيرت أهداف المنظمة وجدول أعمالها منذ ذلك الحين.
ووفقًا لتقرير نشره مجلس العلاقات الخارجية، فإن هذه المنظمة تم توسيعها لتشمل زيادة التعاون العسكري ومكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية.
كما كثفت منظمة شنغهاي للتعاون كذلك تركيزها على المبادرات الاقتصادية الإقليمية مثل التكامل الذي أُعلن عنه بين الحزام الاقتصادي لطريق الحرير بقيادة الصين والاتحاد الاقتصادي الأوراسي بقيادة روسيا.
ما هي منظمة شنغهاي للتعاون؟
وفقًا لموقع الأمم المتحدة، تأسست منظمة شانغهاي للتعاون (SCO) كرابطة متعددة الأطراف لضمان الأمن والحفاظ على الاستقرار عبر الأنحاء الشاسعة لأوروبا وآسيا، وتوحيد الجهود للتصدي للتحديات والتهديدات الناشئة، وتعزيز التجارة فضلاً عن التعاون الثقافي والإنساني.
وتهدف المنظمة إلى تكريس مبادئ تعزيز التعاون الذي يحقق المنفعة للأطراف بالتساوي، ومنع المواجهة والنزاع، والحفاظ على الأمن كحق متساوٍ وكامل. وتم تصميم هيكل المنظمة بالكامل بهدف تكوين شراكات متعددة الأطراف لمساعدة الأعضاء السياسيين في تنسيق الاستراتيجيات والأساليب لحل القضايا الدولية الملحة وتلبية الاحتياجات الإقليمية. ولمنظمة شانغهاي للتعاون مقران دائمان: الأمانة العامة في بكين والهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب (RATS) في طشقند، العاصمة الأوزبكية.
مرحلة جديدة
وانعقدت القمة التاريخية لرؤساء دول منظمة شانغهاي للتعاون (SCO) في أستانا، كازاخستان، في 8 و9 حزيران/يونيو 2017، وقد مثلت مرحلة جديدة في تطوير المنظمة.
وكان من بين النتائج الرئيسية للقمة منح عضوية كاملة للمنظمة لكل من الهند وباكستان.
وقد سمح انضمام هاتين الدولتين القويتين والمؤثرتين في جنوب آسيا لمنظمة شانغهاي للتعاون بتعزيز قدرتها وتوسيع نطاق الفرص المتاحة لها، بما في ذلك مواجهة التحديات والتهديدات القائمة والناشئة.
وتعمل المنظمة كمنتدى لتعزيز الثقة وعلاقات حسن الجوار بين الدول الأعضاء وتعزيز التعاون في السياسة والتجارة والاقتصاد والثقافة والتعليم والطاقة والنقل.
وأصبح التعاون الاقتصادي أحد الأهداف الأكثر إلحاحًا للمنظمة في السنوات الأخيرة. وفي القمة التي استضافتها روسيا في 2015، اعتمدت الدول الأعضاء استراتيجية تنمية منظمة شنغهاي للتعاون، والتي تضمنت تعزيز التمويل والاستثمار والتعاون التجاري كأولوية على مدى السنوات العشر المقبلة.
ودفعت بكين المنظمة إلى التركيز على التعاون الاقتصادي من خلال مقترحات مثل إطلاق صندوق تنمية ومنطقة تجارة حرة. واستجابت الدول الأعضاء في آسيا الوسطى، التي تحتاج إلى الاستثمار في البنية التحتية والطاقة، لهذه المبادرات.
تعاون اقتصادي
تمتد المنطقة الشاسعة التي تضم الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون، من الشمال إلى الجنوب، من القطب الشمالي إلى المحيط الهندي، ومن الشرق إلى الغرب من ليانيونجانج في الصين إلى كالينينغراد في الاتحاد الروسي، كما يعيش فيها ما يقرب من 44% من سكان العالم، وتضطلع بالمهمة الأساسية الخاصة بها بالحفاظ بشكل جماعي على الاستقرار والتصدي بفعالية للتهديدات الأمنية، وكذلك المسؤولية تجاه ما يعد حالياً أكبر منظمة إقليمية على الأرض.
ووفقا لموقع "إستاتيتيا"، فإن الدول العشر الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون هي: الصين وروسيا وبيلاروسيا والهند وباكستان وطاجيكستان وأوزبكستان وقيرغيزستان وكازاخستان وإيران، كان لديها إجمالي ناتج محلي إجمالي يقدر بـ24.4 تريليون دولار في عام 2023 من أصل 104.8 تريليون دولار هو الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى ضم الصين، التي يقدر ناتجها المحلي الإجمالي بنحو 17.8 تريليون دولار، ولا ينافسها سوى الولايات المتحدة بالناتج المحلي الإجمالي 27.4 تريليون دولار.
وبعد اندماج إيران، أصبحت منظمة شنغهاي للتعاون تسيطر على 20% من احتياطيات النفط العالمية و44% من الغاز الطبيعي. ومنظمة شنغهاي للتعاون مؤسسة أساسية في الجهود الاستراتيجية التي تبذلها الصين وروسيا نحو "عالم متعدد الأقطاب"، وتضع نفسها كبديل للمحافل الدولية التي يهيمن عليها الغرب مثل الأمم المتحدة.
وفي قمة منظمة شنغهاي للتعاون في عام 2005، نُقل عن نور سلطان نزارباييف، رئيس كازاخستان، قوله: "إن زعماء الدول الجالسين على طاولة المفاوضات هذه يمثلون نصف البشرية".
ثروات طائلة
وتمتلك العديد من الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون ــ وأبرزها كازاخستان وروسيا وتركمانستان بعضاً من أكبر الاحتياطيات في العالم من النفط والغاز الطبيعي، الأمر الذي يدفع الاهتمام بتوسيع التعاون في مجال الطاقة بين الأعضاء. ودعا فلاديمير بوتين الرئيس الروسي في قمة يونيو/حزيران 2006، إلى "حوار في مجال الطاقة، وتكامل مفاهيم الطاقة الوطنية للدول الأعضاء وإنشاء نادي للطاقة".
وناقشت الدول الأعضاء خلال هذا الاجتماع، إنشاء "سوق طاقة موحدة" لصادرات النفط والغاز، مع تعزيز التنمية الإقليمية من خلال اتفاقيات الطاقة التفضيلية.
ويجري التعاون الإقليمي في مجال الطاقة خارج رعاية منظمة شنغهاي للتعاون. وقد حصلت روسيا على اتفاقيات مع العديد من جيرانها في آسيا الوسطى لبناء خطوط أنابيب الغاز.
وعلى نحو مماثل، تتبع دبلوماسية الطاقة الصينية مساراً ثنائياً. على سبيل المثال، يتكون خط أنابيب الغاز بين آسيا الوسطى والصين من خطوط متعددة، ولا تزال قيد الإنشاء، ويمتد أكثر من 1100 ميل عبر أوزبكستان وكازاخستان إلى منطقة شينجيانغ أويغور ذاتية الحكم في الصين.
وتعهدت بكين أيضًا بإنشاء صندوق بقيمة 16.3 مليار دولار لدمج المنطقة، في إحياء طرق التجارة القديمة كجزء من الحزام الاقتصادي لطريق الحرير الصيني.
كما اقترحت الصين إنشاء بنك التنمية المشترك بين منظمة شنغهاي للتعاون في عام 2010 باعتباره نسخة إقليمية أصغر من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuOTgg جزيرة ام اند امز