الشارقة للإعلام تتبرع بـ3 ملايين درهم لمؤسسة "القلب الكبير"
التبرع يهدف إلى بناء مستشفى في مدينة كوكس بازار في بنجلاديش يستوعب نحو 100 سرير.
تبرّعت مؤسسة الشارقة للإعلام بـ3 ملايين درهم لصالح مؤسسة "القلب الكبير" بهدف بناء مستشفى في مدينة كوكس بازار في بنجلاديش يستوعب نحو 100 سرير ومن المتوقع أن يخدم المخيم الذي يقطنه 140 ألف نسمة من لاجئي الروهينجا 19.4% منهم من الأطفال دون سن الخامسة.
ويهدف بناء المستشفى الذي يأتي بالشراكة مع منظمة أطباء بلا حدود إلى رفع القدرة على الاستجابة لحالات الطوارئ وتوفير الرعاية الصحية في حالات انتشار الأوبئة أو الإصابات الجماعية أو الكوارث الطبيعية وسيسهم في رصد الأمراض المعدية والوبائية وتقديم الرعاية الصحية على مدار 24 ساعة في قسم الطوارئ ووحدة العناية المركزة وجناح طب الأطفال وجناح التوليد وجناح العزل ووحدة التغذية والمختبرات.
كما سيوفّر المستشفى أنظمة مراقبة حثيثة وعيادات متنقلة تعزّز من سبل الوقاية من الأمراض المعدية وترفع من معدلات الاستجابة السريعة لها إضافة إلى تقييم الحالات الصحية التي تتطلب الإقامة في المستشفى لأيام عدة مع الترکيز بشكل خاص على التغذية الصحية والرعاية الأولية للاجئين بما في ذلك الصحة الجنسية والإنجابية وتحسين أنظمة الصرف والنظافة الصحية وتحسين فرص الحصول على الرعاية الصحية الجيدة للأمهات والأطفال من خلال توفير خدمات التوليد الطارئة ورعاية المواليد الجدد وخدمات العنف الجنسي.
ومن المتوقع أن يشتمل المشروع على 100 سرير وسيستقبل 7200 مستفيد في العام الأول من افتتاحه؛ حيث سيقدم المستشفى رعاية صحية شاملة لجميع المرضى الذين يعانون من حالات طبية خطيرة تتطلب الرعاية الطارئة بما في ذلك حالات الطوارئ الجراحية والتوليد، خاصة أن افتتاحه سيأتي بالتزامن مع موسم الأعاصير في المنطقة.
وأكدت قرينة حاكم الشارقة الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مؤسسة القلب الكبير المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن التعاون المؤسسي لتحقيق أهداف مؤسسة القلب الكبير يجسد الرؤية التكاملية التي تنطلق منها الشارقة ويعكس فهم المؤسسات الحكومية والخاصة لدورها التنموي والإنساني.
وقالت "إن العطاء جوهر عمل المؤسسات الحكومية في الشارقة، وهو قيمة نبيلة لها أثرها على مختلف نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والصحية وما تقوده الشارقة من جهود على هذا المستوى يعبّر عن المرتكزات الأصيلة التي تنطلق منها دولة الإمارات العربية المتحدة؛ فلا يمكن الحديث عن مجتمع متحضر قادر على التفاعل مع الآخر والتواصل معه من دون القيم الأخلاقية والإنسانية النبيلة التي تمكننا من الوقوف إلى جانب المحتاج والضعيف والمريض ومساندته ليكون شريكا معنا في بناء المستقبل".
وأضافت: أن تتبرع مؤسسة إعلامية مثل "مؤسسة الشارقة للإعلام" لمؤسسة "القلب الكبير" وتمضي معها في تطلعاتها وأهدافها يؤكد وحدة الرؤى في إمارة الشارقة ويبين حجم التزام المؤسسات الحكومية بدورها وتأثيرها، ونحن بحاجة إلى مثل هذه النماذج من المؤسسات المشرفة وبحاجة إلى جهود متعاونة لنساند اللاجئين وندفعهم للتمسك بالحياة والإيمان بالغد.
من جانبه قال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس الشارقة للإعلام، المبعوث الإنساني لمؤسسة القلب الكبير: "ينسجم هذا التبرع مع الواجب الإنساني والمجتمعي الذي يدعونا إليه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ويحقق رؤية قرينته الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مؤسسة القلب الكبير المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الوصول إلى الإنسان المحتاج وتقديم المساعدة له أينما كان وفي مختلف الظروف" .
وأضاف أن إمارة الشارقة تعد نموذجا متكاملا على صعيد العمل المؤسسي؛ حيث يعبر هذا التبرّع عن التزام مؤسسة الشارقة للإعلام بدورها الإنساني الذي يتقاطع مع جهود مؤسسة القلب الكبير في دعم ومساعدة اللاجئين والمتضررين الذين وجدوا أنفسهم ضحية صراعات وحروب وظروف قاهرة لم يكونوا يوما طرفا فيها كما يترجم توجهات الإمارة في تبني القضايا الإنسانية وتعزيز أسس التعاون المشترك مع مختلف المنظمات الدولية التي تدعم العمل الإغاثي وتوفر الدعم المستمر لهم على مختلف الأصعدة.
بدوره قال محمد حسن خلف مدير عام مؤسسة الشارقة للإعلام، إنه انطلاقا من رؤية كرسها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تضع المؤسسة المسؤولية الاجتماعية والواجب الإنساني على رأس أولوياتها المهنية ولا تكتفِ بالبرامج والمبادرات الإعلامية التي تقودها لمساعدة المحتاجين والفقراء والمرضى على مختلف شاشاتها وإذاعاتها وإنما تمد يد الشراكة والتعاون مع المؤسسات الإنسانية ذات الجهود الدولية القائمة على دراسة حالة وأوضاع اللاجئين مثل مؤسسة "القلب الكبير"؛ فهذا الشكل من التعاون يضاعف تأثير العمل والجهد الإنساني ويجعله يظهر في مكانه ويذهب لمستحقيه.
بدورها قالت مريم الحمادي مدير مؤسسة القلب الكبير، إن تبرع مؤسسة الشارقة للإعلام خطوة كبيرة في طريق مساندة ومد يد العون لعدد كبير من لاجئي الروهينجا الذين تشكل معاناتهم مأساة إنسانية حقيقة؛ فهم يعايشون حالة صعبة بشكل يومي سواء على المستويات الصحية أم المعيشية التي تتمثل في ندرة الموارد الغذائية والمستلزمات الطبية وغيرها؛ ما يدعونا جميعا مؤسسات وأفراد للوقوف إلى جانبهم والعمل بكامل طاقاتنا لتجاوز تلك الظروف والعيش بمقومات آمنة وكريمة.