ارتفاع حاد بإصابات كورونا في لبنان.. والمستشفيات تقاوم الانهيار
نظام الرعاية الصحية في لبنان كان يعاني من مشكلات جمة بالفعل قبل أن يُلحق انفجار المرفأ في أوائل أغسطس أضراراً جسيمة بالمستشفيات.
باتت مستشفيات لبنان على شفا الانهيار بسبب الارتفاع الحاد في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، فيما حذر خبراء من أنها لن تتمكن قريباً من الصمود وسط معاناة البلاد تحت وطأة أزمات متعاقبة.
وكان نظام الرعاية الصحية في البلاد يعاني من مشكلات جمة بالفعل قبل أن يُلحق انفجار مرفأ بيروت الضخم في أوائل أغسطس/آب أضراراً جسيمة بعدد من المستشفيات، وفقاً لوكالة "رويترز".
وبدأت الآن الإمدادات الطبية في التضاؤل بسبب نقص الدولار في ظل الأزمة المالية الراهنة، وتهاجر جموع من الأطباء بينما تتنامى المخاوف من إلغاء دعم الأدوية قريباً.
وقال فراس أبيض، الذي يدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت، وهي أكبر منشأة طبية تتعامل مع كورونا في البلاد: "حالياً، (كوفيد-19) في لبنان خارج عن السيطرة، نشهد معدل نتائج إيجابية مرتفع مقارنة بعدد الفحوص".
وسجل لبنان عدداً قياسياً للزيادة اليومية مطلع الأسبوع بلغ 1321 مريضاً بما رفع إجمالي الحالات لما يفوق 43 ألفاً، بينما توفي بسبب كورونا 398 مريضاً.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن تلك الأعداد منخفضة بالمعايير العالمية لكن وحدات العناية المركزة وصلت لنسبة إشغال حرجة بلغت 82% من طاقتها.
وفي تلك الأثناء، لا يزال الفيروس ينتشر في سجون لبنان المكتظة وفي المستشفيات العامة والمدن المزدحمة، بينما لا يزال هناك تهاون في استخدام الكمامات.
وقالت إيفلين حتي، رئيس قسم طب الطوارئ في المركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت: "إذا استمرت هذه الزيادة المطردة.. لا أعتقد أن بوسعنا الصمود لأكثر من أسبوعين".
وتلقى لبنان إشادات على احتواء التفشي في بداية الجائحة إذ بلغ المتوسط اليومي للحالات أقل من 100 حتى أغسطس/آب، لكن مشكلات البلاد تفاقمت ولم يعد القلق من كورونا في صدارة المشهد.
ولسنوات طويلة، تدين الحكومة اللبنانية للمستشفيات بملايين الدولارات من المستحقات المتأخرة والفواتير التي لم تدفع بعد في تراكم مستمر.
وقال أطباء لـ"رويترز" إن مرضى في بعض المستشفيات يواجهون صعوبة في دفع تكاليف تلقي العلاج حتى وإن كانت منخفضة وتبلغ 50 ألف ليرة وهو ما يوازي 6.25 دولار.
وضاعفت بعض المستشفيات أسعارها لتتناسب مع التضخم الحاد، بينما قامت مستشفيات بتسريح موظفين، ووصفت حتي تلك الإجراءات قائلة: "ليست لأسباب تحقيق الربح.. المسألة مسألة بقاء" في إشارة لقدرة المستشفيات على مواصلة العمل.
وأعادت الحكومة فرض إجراءات عزل جزئية بنهاية أغسطس/آب، لكن أغلب اللبنانيين لم يلتزموا بها، إذ أرهقتهم محاولة التعايش في بلد وضعه مزر بالفعل، وواصلت المطاعم والحانات والمتاجر عملها.