شوقي غريب يثأر من غانا ويستعيد عالميته بعد 18 عاما
شوقي غريب المدير الفني لمنتخب مصر الأولمبي يثأر من غانا بعد 18 عاما.. تعرف على التفاصيل
قدم منتخب مصر الأولمبي واحدة من أفضل المباريات ربما في تاريخ تلك المرحلة السنية على مر مشوار الفراعنة، وذلك خلال مواجهته أمام غانا في الجولة الثانية من دور المجموعات لأمم أفريقيا تحت 23 عاما، والتي حسمها بالفوز بنتيجة 3-2، ليتأهل للدور قبل النهائي للبطولة.
ومثلما كانت تلك المباراة واحدة من أفضل مباريات الفراعنة في المرحلة السنية، بل ومن أفضل مباريات منتخبات مصر بكل فئاتها منذ وقت طويل، فإنها ربما كانت الأفضل لشوقي غريب، المدير الفني لمنتخب مصر الأولمبي، منذ زمن طويل ربما يصل إلى 18 عاما بالتمام والكمال.
وكان شوقي غريب قاد منتخب مصر للشباب للتتويج ببرونزية كأس العالم تحت 20 عاما التي استضافتها الأرجنتين عام 2001، بعد أداء عالمي أبهر الجميع، وانتزع به إعجاب واحترام الجماهير الأرجنتينية التي كانت موجودة في ملاعب البطولة، لدرجة أنها كانت تتغنى بأسماء لاعبي مصر وقتها، وتنبأ الجميع كذلك بمولد مدرب يحمل ملامح العالمية مبكرا.
غانا البداية والنهاية
منتخب 2001 الذي كان يضم عدة نجوم شباب وقتها أمثال محمد اليماني وجمال حمزة ووائل رياض وأبوالمجد مصطفى وأحمد أبومسلم ومحمد شوقي ورضا شحاتة وغيرهم من النجوم، تمكن بقيادة شوقي غريب من قلب كل الموازين، رغم أنه تلقى هزيمة ساحقة في ثاني مبارياته بالبطولة أمام أصحاب الأرض بنتيجة 1-7.
لكن شوقي ولاعبيه تمكنوا وقتها من تدارك الأمر وحصدوا المركز الثاني بمجموعتهم بعد الفوز على فنلندا في المباراة الثالثة بنتيجة 2-1، ليحصدوا 3 نقاط أضافوها إلى النقطة التي حصدوها في الجولة الأولى بالتعادل مع جاميكا ليتأهلوا للدور الثاني.
ونصب لاعبو الفراعنة مدرسة الفن في الأدوار الإقصائية، ليطيحوا بالولايات المتحدة (2-0)، ثم طواحين هولندا (2-1)، قبل أن يصطدموا بشباب غانا الذين أوقفوا قطار منتخب مصر في البطولة، وأنهوا أحلام لاعبيه ومدربهم الواعد، الذين كسبوا احترام العالم، وتمكنوا بعدها من حصد البرونزية بالفوز على باراجواي 1-0.
وكانت غانا ذاتها حرمت شوقي غريب ولاعبيه من التتويج بكأس أمم أفريقيا للشباب في العام ذاته، وهي البطولة التي أهلتهم بالأساس إلى المونديال، حيث فاز النجوم السمر على الفراعنة بركلات الترجيح في الدور نصف النهائي ليقصوهم من البطولة.
وبعد مونديال 2001 بدأ نجم شوقي غريب في الأفول بعدما تولى تدريب المنتخب الأولمبي المصري وقتها، وحقق معه نتائج سيئة حرمته وقتها من التأهل لأولمبياد أثينا بعد الخسارة في كل مبارياته بالتصفيات المؤهلة للبطولة، قبل أن يخوض تجربة قصيرة مع فريق الاتحاد السكندري انتقل بعدها عام 2004 ليعمل مدربا عاما في الجهاز المعاون لحسن شحاتة في منتخب مصر.
ثأر بعد 18 عاما
ورغم أن شوقي غريب ثأر من غانا كمدرب مساعد في عام 2010، عندما كان مدربا عاما لمنتخب الفراعنة في جهاز حسن شحاتة، الذي تمكن من حصد لقب كأس الأمم الأفريقية وقتها على حساب النجوم السمر بالفوز عليهم في النهائي 1-0، فإن الثأر من مقعد المدير الفني له طعم آخر.
وما يزيد من أهمية ذلك الثأر بالنسبة لغريب ذاته أنه جاء بعد أداء عالمي رائع لم تشاهده الجماهير المصرية لمنتخباتها منذ وقت طويل، كما جاء ليمحو فترة من الإخفاقات التي لازمت المدرب خلال عدة مهام تدريبية منذ رحيله من منصبه كمدرب عام للفراعنة في 2011.
وكان غريب تولى المسؤولية الفنية لفريقي سموحة والإسماعيلي، ولم يترك معهما بصمة تذكر، قبل أن يتولى قيادة منتخب مصر الأول في عام 2013، خلفا للجهاز الفني الذي كان يقوده الأمريكي بوب برادلي، والذي أقيل بعد الخسارة من غانا ذاتها بنتيجة 3-7 في المرحلة النهائية للتصفيات المؤهلة لمونديال 2014.
لكن فترة شوقي غريب مع الفراعنة الكبار لم تكن مكللة بالنجاح، حيث فشل في التأهل بالفريق إلى أمم أفريقيا 2015، لتنتهي تلك المهمة سريعا وينطفئ من جديد نجم شوقي غريب، الذي عاد مجددا إلى تدريب الفرق بعدها وتولى تدريب فريق الإنتاج الحربي.
وفي يناير 2018 عاد غريب إلى المنتخبات مجددا، بعدما تولى تدريب المنتخب الأولمبي مجددا، من أجل قيادته في حلمه لحجز مكان في أولمبياد طوكيو 2020، وهو الحلم الذي بات في متناول المدرب ولاعبيه بعد الفوز الرائع الذي حققوه على غانا (الإثنين)، والذي ثأر به شوقي غريب "المدير الفني "من غانا بعد 18 عاما، واستعاد عالميته التي غابت منذ مونديال 2001.