"هي تتكلم".. منصة تروي قصص نجاح فلسطينيات ملهمات
نساء من غزة يرسلن عبر الفعالية رسائلهن بوقوفهن أمام الاعتقاد السائد بعجز المرأة، حيث استطعن الوقوف من جديد وبدء مشاريع جديدة ناجحة.
بدأن حياتهن بآمال عظيمة، تحدين الإصابة والبتر، وخُضن رحلة كفاح تكللت بالإنجاز والنجاح.. تجارب ملهمة قدمتها 10 نساء فلسطينيات من غزة عبر منصة "هي تتكلم" التي رعتها المنظمة الدولية للصليب الأحمر.
وقالت سهير زقوت، الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر لـ"العين الإخبارية"، إن فعالية "هي تتكلم" تأتي إحياء ليوم المرأة العالمي الذي يصادف 8 مارس/آذار من كل عام، تحت شعار رسائل من غزة، ليخاطبن العالم ويعكسن تجارب النجاح رغم الصعوبات التي خاضوها.
وأضافت أن نساء من غزة يرسلن عبر الفعالية رسائلهن بوقوفهن أمام الاعتقاد السائد بعجز المرأة، حيث استطعن الوقوف من جديد وبدء مشاريع جديدة ناجحة.
وأشارت زقوت إلى أن هذه النجاحات والتجارب تأتي لتُظهر كيف تحدت المرأة الفلسطينية واقع إصابتها أو الأوضاع الاقتصادية الصعبة لتنطلق بمشروعها ونجاحها.
وقالت: "في يوم المرأة العالمي نتمنى أن يعم السلام على النساء وعلينا جميعاً".
نجاح رغم البتر
وعلى هامش الفعالية، روت وفاء الرضيع "46 عاماً" وهي إحدى المتحدثات لـ"العين الإخبارية" قصة نجاحها، مشيرة إلى أنها كانت قد أُصيبت بجروح خطيرة في قصف إسرائيلي على منطقة سكنها في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، خلال حرب 2009 ما تسبب حينها في بتر ساقها.
وقالت: "عندما أصبت كنت حاملاً في الشهر الـ9، وتعالجت في مصر، فقدت الوعي لمدة من الزمن وعندما أفقت تفاجأت ببتر ساقي".
رحلة تكيف قاسية عاشتها الرضيع مع واقعها الجديد، وبدأت رحلة الإنجاز مع التلوين والرسم على الزجاج، فخاضت دورات متخصصة واستطاعت التألق في هذا المجال، كما شاركت في دورة خارجية وبات لها اليوم مشروعها الخاص الناجح بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
نُحب الحياة
وبتفاؤل وأمل روت تحرير مرتجى "34 عاماً" خريجة الصحافة والإعلام قصة نجاحها.
وقالت لـ"العين الإخبارية": "أسست ملتقى لتدريب الخريجين في مجال الإعلام وأصدرت كتاباً يضم مجموعة مقالات إنسانية بحتة تركز على قضايا الطفل والمرأة ويحمل رسائل تحفيزية ويبث الطاقة الإيجابية لدى الشباب والنساء.
وحول رسالتها في هذا اليوم، قالت: "مهما كانت ظروفنا صعبة نتحداها ونوصل صوتنا واسمنا للعالم"، مشيرة إلى أن التحديات التي تواجهها المرأة الفلسطينية كبيرة من الحروب والبطالة والوضع المعيشي الصعب ولكن كل ذلك كان حافزاً لها لتكون إنسانة إيجابية وفاعلة.
وأضافت: "اليوم رسالتي للجميع.. رغم ظروفنا واجهنا الحياة نحب الحياة ننجز ونعطي نخوض الحياة بكل تفاصيلها".
تكنولوجيا ورياضة
أما فاطمة الحلولي "37 عاماً" فتحدت معاناتها التي رافقتها منذ الولادة وتألقت في دراستها وخاضت مجال الأعمال والرياضة.
وقالت لـ"العين الإخبارية": "بُترت ساقي بعد أيام من ولادتي، ولم أستسلم لواقعي فدرست وتفوقت، وفي سن الـ 15 عاماً ركبت طرفاً صناعياً وأتممت دراستي الجامعية بقسم الخدمة الاجتماعية من كلية المجتمع للعلوم التطبيقية في غزة.
وأشارت فاطمة التي تمارس لعبتي كرة السلة والكاراتيه، إلى أنها التحقت عام 2008 باللجنة الرياضية البارالمبية "لأصحاب الهمم"، وذلك لأنها تميّزت في المجال الدراسي خلال دراستها الجامعية، وشاركت في بطولة عربية عام 2011 وحصلت على المركز الخامس.
إرادة فاطمة لم تقف عند هذا المستوى، فقررت خوض مجال التكنولوجيا فاجتازت دورة لصيانة الأجهزة الخلوية وهي الفتاة الوحيدة التي خاضتها إلى جانب مجموعة من الذكور، وأهلها ذلك لافتتاح مشروعها الخاص.
ضابطة إسعاف
وروت منتهى وافي قصة نجاحها كضابط إسعاف تعمل لدى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني منذ ١٩ عاماً متحدية الظروف الصعبة التي ألمت بها وبعائلتها، والتجارب القاسية التي خاضتها في هذه الرحلة خلال العمل مع الحروب والاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها قطاع غزة.