الشيخ خوجلي.. شخصية تاريخية وصلت لأعلى المناصب في إثيوبيا
الكثير من المهتمين بالآثار التاريخية في أديس أبابا يشكون الإهمال الذي يتعرض له قصر "الشيخ خوجلي" وعدم ترميمه أو صيانته
يعد الشيخ خوجلي من الشخصيات التاريخية البارزة التي اشتهرت في أديس أبابا، والذين تولوا قيادة الجيش في منطقة بني شنقول غرب إثيوبيا.
ولد الشيخ خوجلي في إقليم بني شنقول، أحد الأقاليم الإثيوبية الـ9، لوالده القائد الحسن محمد وأمه فضائل، في عام 1825، وتلقى تعليمه في الخلوة "الكُتاب".
واشتهر الشيخ خوجلي بصيد الحيوانات المفترسة، وأصبح بارعاً في ذلك، ليمنحه والده لاحقاً رتبة قائد للجيش في المنطقة.
ومات الأب الحسن محمد في عام 1888، متأثرا بالاضطهاد الذي واجهه في سجنه، بسبب عدم انضمامه للبعثة الحربية التي جاءت من السودان، وتولى الشيخ خوجلي السلطة بعد وفاة أبيه، وتحمل مسؤولية قيادة المنطقة.
واستمر الشيخ حاكماً حتى عهد الإمبراطور منليك الثاني في إثيوبيا، حيث وُلي خوجلي الحسن حاكماً على إقليم بني شنغول بأكمله.
تعيينات الإمبراطور
كان يقوم الإمبراطور منليك في كل إقليم من الأقاليم المختلفة التي كانت تحت حكمه بتقليد الأمراء والحكام، ومنح الشيخ خوجلي منصب "رأس" أي القائد، وأصبح قائداً للمنطقة ككل، ورغم ذلك رفض خوجلي هذه التسمية من الإمبراطور منليك، وفضل تسميته بـ"الشيخ خوجلي"، وذاع صيته بهذا الاسم، وكان زعيماً للمسلمين المحليين في بني شنقول حتى عام 1925.
خوجلي أحد أعيان هيلي سلاسي
وفي عهد الإمبراطور هيلي سيلاسي، سافر الشيخ خوجلي إلى أديس أبابا بطلب من الإمبراطور، وكان الأخير يخطط لإنشاء القيادة الحكومية المركزية، واستدعى خوجلي لضمان ولائه له.
وشارك الشيخ خوجلي في معركة "عدوة" ضد الإيطاليين في شمال إثيوبيا بمنطقة عدوة بإقليم تقراي عام 1892، بعتاد وجيوش مثّلت الإقليم.
وعندما عاد الإيطاليون مرة أخرى لمحاولة غزو إثيوبيا، شارك الشيخ أيضاً في الحرب عام 1938، وأصيب برصاص الإيطاليين وكانت سبباً لوفاته.
قصر "شوغلي"
لعدم توفر بعض الحروف العربية في اللغة الأمهرية، كان سكان مدينة أديس أبابا يختصرون اسم الشيخ خوجلي بآخر مختصر وهو "شوغلي"، وصار الاسم بعد ذلك "شوغلي" بدل "الشيخ خوجلي".
وكان للشيخ خوجلي قصر يستريح فيه أثناء زيارته للمدينة، وبالقرب منه يوجد شارع سمي باسم "شيخ خوجلي، بعد 5 سنوات من هزيمة الإيطاليين، وحتى الآن تسمى هذه المنطقة في مدينة أديس أبابا باسمه "شوغلي سفر" أي حي الشيخ خوجلي.
وبُني قصر "الشيخ خوجلي" قبل 112 عاماً، وأصبح من أهم المعالم الأثرية والتاريخية في وسط أديس أبابا القديمة، في منطقة تسمى باسم الشيخ، وهي من المناطق المعروفة في إثيوبيا.
وبني القصر في تلك الفترة على مساحة تقدر بـ1800 متر مربع، بالقرب من كنيسة القديس روفائيل شمال أديس أبابا، ويتكون من مبانٍ أرضية من طابق واحد، وحول القصر يوجد 43 منزلاً كانت لأتباع الشيخ، بالإضافة لمدرسة عامة.
وحالياً يشكو الكثير من المهتمين بالآثار التاريخية من تعرض القصر للإهمال، وعدم ترميمه أو صيانته، على الرغم من أنه يعتبر من المعالم الأثرية للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
aXA6IDEzLjU4LjE4OC4xNjYg
جزيرة ام اند امز