محمد بدر حسين.. سفير القرآن المتسلح بالعلم والموهبة (بروفايل)
استطاع القارئ محمد بدر حسين أن يجمع كل صفات حامل القرآن، فكانت طريقته في التلاوة مثالية، وكان يتسلح بالوقار والعلم والثقافة الدينية.
وكان الشيخ بدر حسين من قلائل القراء الذين حرصوا على إتمام دراستهم، فالتحق بجامعة الأزهر، وأسهم في نشر العلوم الدينية والقرآنية في جميع أرجاء العالم الإسلامي.
وكان يعهد إلى الشيخ حسين إحياء الليالي الدينية في شهر رمضان الكريم وتمثيل مصر والأزهر الشريف في المؤتمرات الدينية حول العالم، قارئًا تارة، ومحكمًا تارة أخرى.
ومن بين الصفات المعروفة عن الشيخ حسين قدرته الهائلة على تقليد القارئ المصري العملاق مصطفى إسماعيل، قبل أن يستقل بشخصيته القرآنية ويصبح علما في دولة التلاوة.
من هو القارئ محمد بدر حسين؟
ولد الشيخ محمد بدر حسين في مدينة السنطة بمحافظة الغربية شمال مصر في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني 1937، ونشأ في أسرة دينية، وكان والده حافظًا لكتاب الله، لذا نشأ الابن على حب القرآن وتلاوته.
وأتم الشيخ حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، ثم التحق بالأزهر الشريف وحصل على شهادة الثانوية الأزهرية عام 1964، وتخرج في كلية أصول الدين عام 1968، وكان في تلك الفترة من أبرز أعلام التلاوة.
واعتمد الشيخ بدر حسين قارئًا في الإذاعة المصرية قبل حصوله على الثانوية الأزهرية عام 1961، كما اعتمد قارئًا في التلفزيون بعدها بعامين، وعين قارئًا للسورة بمسجد السيدة سكينة بالقاهرة عام 1970.
محطات مضيئة
وبعد تخرجه في جامعة الأزهر، عمل الشيخ بدر حسين مدرسًا بالمعاهد الأزهرية في محافظة البحيرة شمال مصر، كما عمل مدرسًا أول بمعهد دمنهور الثانوي الأزهري، ومفتش بالمعاهد الأزهرية مطلع الثمانينيات.
ومن المحطات المضيئة في حياة الشيخ حسين والتي يعتز بها كثيرًا، شهادته على إشهار 5 أمريكيين إسلامهم بالمركز الإسلامي في واشنطن، كما يقول شكري القاضي في كتابه "عباقرة التلاوة في القرن العشرين".
ويضيف "القاضي" أن الشيخ بدر حسين يعتز كثيرًا بقطعة من كسوة الكعبة أهداها له خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، فضلًا عن مجموعة هدايا حصل عليها من ملك ماليزيا وملك الأردن ورئيس تونس.
سفير القرآن
تقدم الشيخ بدر حسين للإذاعة عام 1961 مع مجموعة كبيرة من القراء، واجتاز اختبارات لجنة القراء في الحفظ والأحكام وعلوم القرآن، وكان من أبرز رفاقه في رحلة الإذاعة القارىء راغب مصطفى غلوش.
وخلال دراسته بكلية أصول الدين، تتلمذ الشيخ على يد فضيلة الإمام الأكبر الشيخ عبدالحليم محمود، وتلقى دروسه على يد عالم القراءات الشيخ عبدالفتاح القاضي، ونال عضوية المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.
وطاف الشيخ بدر حسين بلدان العالم الإسلامي، ففي نهاية الثمانينيات دعته الأردن لافتتاح مسجد الملك عبدالله، وبعدها سافر إلى العراق للمشاركة في مؤتمر إسلامي ممثلا للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.
وسجل عددا من ساعات القرآن المجود بصوته للإذاعة العراقية، ويقال إن شهرته في الخارج تفوق شهرته داخل مصر، إذ قرأ القرآن في أشهر مساجد الهند وباكستان والجزائر وتونس والسودان واليمن والبحرين.
وعندما سافر إلى الولايات المتحدة، تهافتت الجاليات الإسلامية من أجل سماع تلاوته، كما قرأ في الكويت وفي الحرمين الشريفين بالسعودية وأحيا ليالي رمضان في دولة الإمارات.
aXA6IDMuMTM2LjI2LjE1NiA= جزيرة ام اند امز