مهرجان الشيخ زايد في سقطرى.. فسحة ثقافية وإحياء لتراث الأجداد (صور)
اختتمت في محافظة سقطرى اليمنية، الجمعة، فعاليات مهرجان الشيخ زايد التراثي الثقافي في نسخته الـ6 والذي أقيم بدعم من مؤسسة خليفة بن زايد.
وأقيم المهرجان الذي أعاد أحياء تقاليد مهددة بالاندثار بالتنسيق مع مكتب وزارة الثقافة اليمنية في جزيرة سقطرى وبدعم سخي من مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، وذلك في مدينة زايد السكنية جنوبي المحافظة الواقعة في المحيط الهندي.
بالتزامن، نظمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بمكرمة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، عرسا جماعيا لـ200 شاب وشابة وذلك في ختام فعاليات مهرجان الشيخ زايد التراثي والثقافي.
ومساء اليوم السبت، تختتم بطولة الشيخ زايد السادسة لكرة القدم والتي تقام بالتنسيق مع فرع الاتحاد اليمني لكرة القدم بسقطرى وبدعم من مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية، وذلك كآخر فعاليات المهرجان.
وتجمع المباراة النهائية ناديي "الوصل" و"الشرق"على ملعب ستاد ربدان الرياضي الثقافي في سقطرى، وقد تميزت البطولة كغيرها من فعاليات مهرجان الشيخ زايد التراثي الثقافي بحضور جماهيري واسع منذ انطلاقها في 28 يونيو/ حزيران الماضي.
ومنذ انطلاقه أواخر يونيو/ حزيران الماضي شكل مهرجان الشيخ زايد فسحة ثقافية وتراثية أعادت للأجيال السقطرية تراث الأجداد، وخلق فرصة لتجربة محلية تبرز مزيجا من الفلكلور السقطري وجمالية الطبيعة المصنفة على قائمة التراث الإنساني لـ"اليونسكو" منذ 2008.
إشادة سقطرية بدعم الإمارات للتراث
شارك محافظ سقطرى رأفت الثقلي ومعه ممثل الهلال الأحمر الإماراتي في المحافظة سعيد الكعبي العرس الجماعي الخامس لـ200 عريس وعروسة من أبناء المحافظة والتي تأتي ضمن الأعراس الجماعية للهلال لدعم استقرار الشباب وتعزيز نسيج الشعب اليمني.
وهنأ المحافظ الثقلي "العرسان بمناسبة زواجهم الميمون، مقدماً شكره وتقديره للأشقاء بدولة الإمارات العربية المتحدة على وقفتهم الصادقة إلى جانب أهالي سقطرى بمختلف المجالات"، بحسب بيان للسلطة المحلية تلقته "العين الإخبارية".
وأشار المسؤول اليمني إلى أن سقطرى عاشت أجواء سعادة وفرح بزواج 200 عريس وعروسة من أبناء المحافظة، مشيدا بدعم الأشقاء بدولة الإمارات السند الحقيقي والدائم للأرخبيل وإسهامها في تخفيف الكثير من معاناة أبناء الجزيرة.
وتخلل العرس الجماعي عدد من الفقرات الفنية قدمتها الفرق الشعبية والقصائد الشعرية التي تعبر عن الفرحة التي عمت سقطرى بزواج كوكبة من أبنائها الشباب، إلى جانب وجبة غذاء بمدينة زايد 1 منطقة "ستروه" للعرسان بحضور قيادات السلطة المحلية والأمنية والعسكرية والشخصيات الإجتماعية وجمع من المواطنين.
إلى ذلك، شهد محافظ سقطرى تكريم اختتام عدد من فعاليات الشيخ زايد التراثي الثقافي منها مسابقة شاعر المحافظة والقافلة التراثية وسباق الهجن الأصيل.
ففي الجانب الشعري تنافس على مدى 4 أيام 12 شاعراً ضمن فعاليات المهرجان، وحاز الشاعر علي سعيد بن ماجد على بيرق شاعر سقطرى للعام 2022 بعد فوزه في اليوم النهائي من المسابقة التي تنافس فيها مع الشاعرين جمعان السليمي وعبدالله حاشر.
وفي القافلة التراثية، شارك 37 جمال بينهم 6 نساء و40 من الهجن وشقت طريقها على مدة 5 أيام، ابتداء من بلدة "جؤة" منطقة السلاطين وحتى موقع المهرجان.
وجابت القافلة التراثية أودية وشعاب وهضاب وعقبة "مللهن" ومنطقة "شيزاب" ومن ثم إلى "مطيف" ومنها إلى "محفرهين" مروراً بالشريط الساحلي "نوجد" وصولاً إلى موقع مهرجان الشيخ زايد السادس بمدينة زايد 1 بمنطقة "ستروه" للمشاركة في الفعاليات الختامية للمهرجان.
وكان محافظ سقطرى شهد كذلك ختام سباق الهجن الأصيل بمسافة 4 كيلو، وخلال تكريم الفائزين بالمركز الأول في الفعاليات، أشاد الثقلي بدور مؤسسة خليفة بن زايد لإقامتها سنويا مهرجانا تراثيا وثقافيا متعددا لكل الحرف المهنية واليدوية والرياضية للشباب والفتيات.
إحياء حرف الأجداد
أحيا مهرجان الشيخ زايد التراثي الثقافي بنسخته السادسة في سقطرى الثقافة السقطرية الأصيلة لا سيما الشعر السقطري وكذا حرف الأجداد التقليدية وأعاد أقدم الرياضات إلى الواجهة كسباق القفز على الجمال وقوافل الرحالة.
ووفقا لمنسق المهرجان محمد ثاني السقطري لـ"العين الإخبارية"، فإن المهرجان أحيا التراث السقطري الأصيل وأعاد أحياء موروثات قديمة كانت مهددة بالاندثار إلى جانب تشجيع الحرف التقليدية اليدوية والبحرية والتي تعد مصدر فخر للإنسان السقطري على هذه الجزيرة.
كما قدمت مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية اسئلة ثقافية متنوعة تحت إشراف لجنة المهرجان، فضلا عن إقامة الدوري الرياضي الذي انطلق جنبا إلى جنب مع فعاليات أحياء التراث السقطري.
وقدم السقطري شكره للإمارات حكومة وشعبا على دعم هذا المهرجان عبر أذرعها الإنسانية والتي ساهمت في تنشيط الجوانب الثقافية والتراثية الفنية في هذه الجزيرة وتوطيد وشائك العلاقة بين الشعبين الإماراتي واليمني.
من جهته، تحدث الناشط السقطري سعيد سالم أبو وزير عن الفعاليات المتنوعة التي أقامها مهرجان الشيخ زايد منها دوري كرة القدم ومسابقة الميزاينة للرطب ومسابقة الإبل وإبراز التراث السقطري والعادات السقطرية والأكلات السقطرية التي أبرزها المطبخ السقطري.
بالإضافة إلى "الصناعات التقليدية للنساء والرجال، وتراث البحر من الحرف اليدوية للأجداد والذي أعاد المهرجان أحيائها للأجيال الناشئة"، وفقا للناشط السقطري.
وقال أبو وزير في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن "ما تقدمة الإمارات لسقطرى لا يعد ولا يحصى من خلال مشاريع مختلفة أبرزها مهرجان الشيخ زايد التراثي الثقافي والذي يقام للمرة السادسة في هذه المدينة التي تحمل اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والواقعة جنوبي الجزيرة الرابضة في المحيط الهندي".
وأضاف "امتدت المشاريع الإماراتية في سقطرى إلى الصحة والكهرباء والمياه ونقل حالات المرضى فضلا عن المساندة القوية لمؤسسات الدولة والسلطة المحلية، كما سبق أن قدمت أكثر من 161 وحدة سكنية للأسر المتضرر من الأعاصير الذي ضربت الأرخبيل الأعوام الماضية".
ويحصل السكان في هذه الوحدات السكنية على جميع الخدمات الأساسية إلى جانب خدمات ترفيهية وتعليمية ومثلهم أهالي سقطرى الذين يقابلون هذا الدعم بكثير من الوفاء والشكر للقيادة الإماراتية الحكيمة، وفقا للناشط أبو وزير.
وتتألف محافظة سقطرى اليمنية من أرخبيل يضم 6 جزر على المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الأفريقي بالقرب من خليج عدن، على بعد 380 كيلومترا "240 ميلا" جنوب شبه جزيرة العرب، وتعتبر أكبر الجزر العربية.