شيخ محمود بشبيلى.. حشد عسكري لثاني مراحل الحرب على الإرهاب
زيارة مفاجئة للرئيس الصومالي إلى محافظة شبيلى الوسطى جنوبي البلاد مثلت حملة رفع معنويات لجنود الجيش في حرب ضد الإرهاب.
وتقترب اللمسات الأخيرة لإطلاق المرحلة الثانية للعملية العسكرية ضد حركة الشباب الإرهابية من نهايتها بزيارة الرئيس حسن شيخ محمود إلى خطوط التماس بشكل مفاجئ.
وحط الرئيس الصومالي الرحال في مديرية آدم يبال القديمة في محافظة شبيلى الوسطى جنوب البلاد.
وتهدف الزيارة، وفق الرئاسة الصومالية، إلى تفقد أوضاع المناطق المحررة من حركة الشباب الإرهابية، وتوجيه القيادات العسكرية برفع الجهوزية القصوى للمرحلة الثانية من العملية العسكرية وطلب السكان المحليين الوقوف إلى جانب الجيش وتشجيعهم على دحر الإرهاب.
رسالة طمأنة
بزيارته المفاجئة حاول الرئيس حسن شيخ محمود طمأنة الصوماليين بما يقدمه ويخطط له، فبعد لقائه مع رئيس ولاية هرشبيلى علي غودلاوي اجتمع مع السكان الذين طالبوا بتوفير خدمات أساسية، مثل المياه والصحة والتعليم والكهرباء.
وقال الرئيس حسن شيخ محمود إن المديرية والمناطق الأخرى التي تم تحريرها من "خوارج الشباب" ستزود بالخدمات الأساسية في أسرع وقت ممكن.
من جهة أخرى، عقد الرئيس الصومالي اجتماعا خاصا مع قيادات القوات المسلحة للبلاد، مشيدا بإنجازاتهم في الحرب ضد حركة الشباب ووجههم بالتحضير سريعا للمرحلة الثانية من الحرب لتحرير البلاد من الإرهابيين بشكل كامل.
ويعتبر شيخ محمود، أول رئيس صومالي يزور مدينة آدم يبال منذ انهيار الحكومة المركزية في عام ١٩٩١.
وفي تصريحات نارية، قال إن الإرهاب سبب تخلفا شاملا في كافة المناطق التي سيطرت عليها حركة الشباب، مضيفا: "هدفنا السامي القضاء التام على الإرهاب وإنقاذ الأرواح من المجاعة"، متعهدا بإصلاح الآبار لتوفير المياه.
ومضى: "الإرهاب ليس بعيدا وعلينا التوحد في وجهه ومواصلة القتال، سنوفر الخدمات الأساسية وعلى السكان مساندة الجيش أكثر من أي وقت مضى في المرحلة المقبلة، سنواجه الإرهاب بكل ما نملك من قوة".
وحول مستقبل عناصر المقاومة الشعبية من قوات العشائر المساندة للجيش، قال الرئيس الصومالي: "سنوظف المدنيين المنخرطين في الحرب على الإرهاب في الشرطة المحلية بالمناطق المحررة، لضبط النظام والقانون، وسيتم ذلك طوعا لمن يريد ذلك".
وحرر الجيش الصومالي بالتعاون مع السكان المحليين، مديرية آدم يبال في ٦ ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد عقد ونصف كانت تحت سيطرة حركة الشباب الإرهابية.
دفعة سحرية
المحلل السياسي الصومالي محمد نور قال لـ"العين الإخبارية"، إن زيارة الرئيس إلى مديرية آدم يمكن تفسيرها بأنها ستكون مقر قيادة العمليات في المرحلة المقبلة.
وأوضح نور أن تركيز الرئيس الصومالي على مسألة القضاء التام على حركة الشباب لم يتغير ويزداد عزما يوما بعد يوم.
وأشار نور إلى أن الزيارات الميدانية التي قام بها الرئيس الصومالي في خطوط التماس كانت لها دفعة سحرية حول المنجزات الميدانية في الحرب على الإرهاب.
وعن إصرار شيخ محمود على زيارته، لفت المحلل السياسي الصومالي إلى أن هجوما إرهابيا تعرضت له مديرية رونيرغود أمس وقريبة من المنطقة لم تمنع خطط زيارة الرئيس.
ويعتبر نور أن إظهار حركة الشباب ردود فعل ضد منجزات الحملة بالهجوم على مديريات وعدد من قواعد الجيش دق ناقوس الخطر، موضحًا أن الزيارة الميدانية للمديرية التاريخية ضربة قاسية حول أوهام العودة لدى الحركة.
ويفسر المراقبون إصدار التعليمات لقادة القوات المسلحة بمثابة الإعلان الرسمي لانطلاق المرحلة الثانية من العملية العسكرية ضد الإرهابيين.
ومن المقرر أن تشهد العملية العسكرية مشاركة قوات خارج أتميس من كينيا وإثيوبيا وجيبوتي، وفق اتفاق أمني بين تلك الدول مع الصومال، في مطلع فبراير/شباط الماضي.
ويرى المحلل السياسي الصومالي أن الأولوية ستكون لاستكمال المناطق المتبقية في ولايتي غلمدغ وهرشبيلى قبل شروع ولايتي جنوب غرب وجوبالاند.
ويكشف نور أن الرئيس الصومالي قد حصل بالفعل على ضمانات دعم مالي وعسكري للمرحلة الثانية من العملية العسكرية، وينوي إطلاقها قبل نهاية منتصف أبريل/ نيسان المقبل.
aXA6IDE4LjExOS4xOS4xODEg جزيرة ام اند امز