قد يكون هذا (الدرع العربي) مجرد عنوان لمناورات روتينية، ولكن الاسم وحده يحمل في طياته أملاً عز تنفيذه في قيام قوة عربية مشتركة.
عنوان لافت لتمرين عسكري في مرحلة حاسمة يمر بها عالمنا العربي من الشتات المتواصل والأزمات السياسية والاقتصادية التي تهدد بلدانه.
ولهذا العنوان مدلولاته التي تتعدى المفهوم المعتاد للمناورات المماثلة، خصوصاً أنه يأتي بعد أشهر قليلة من التسريبات الأمريكية التي تحدثت عن تشكيل (ناتو عربي) لمواجهة التدخلات الإيرانية التي أصبحت أكثر تورطاً في العديد من أزمات المنطقة.
وباستثناء قطر المستبعدة لدورها التخريبي المشبوه، وسلطنة عمان تشارك جميع دول الخليج إضافة إلى الأردن، ومصر البلد المستضيف في هذه التمارين التي تشمل مختلف القطاعات العسكرية.
مهما تغيرت التحالفات يبقى هذا التقارب الوثيق الذي يجمع السعودية والإمارات ومصر قادراً لوحده على تشكيل النواة الحقيقية لأي عمل عربي مشترك سياسياً كان أم عسكرياً
اللافت هذه المرة هو مشاركة دولتين عربيتين هما، المغرب ولبنان بصفة مراقب، ولا أعلم في التدريبات العسكرية سابقة في هذا المجال إلا إذا كان ذلك تمهيداً لضمهما لاحقاً في النسخ المقبلة من تلك التمارين التي انطلقت يوم أمس.
قد يكون هذا (الدرع العربي) مجرد عنوان لمناورات روتينية سبقها ما هو أقوى وأوسع مشاركة كما حدث في رعد الشمال قبل عامين، ولكن الاسم وحده يحمل في طياته أملاً عز تنفيذه في قيام قوة عربية مشتركة قادرة على التصدي لما يحيط بنا من مخاطر وحروب، دون ذلك سنبقى عرضة لابتزاز الدول العظمى التي تدعي حماية أمننا في وجه التهديدات الإيرانية، مع أن العالم قبل طهران يعلم جيداً أن دولة بحجم السعودية قادرة على الانتصار في أي معركة (نظامية) خلال أيام، بل ساعات بما تملكه من قوة جوية وصاروخية ضاربة، حتى قبل نزول أي جندي إلى ساحة المعركة.. هذا ما تؤكده كبرى المؤسسات البحثية المرموقة في هذا المجال.
لا يهمنا من يجهل طبيعة الحرب في اليمن ليجعل من تأخر الحسم باباً ينتقد من خلاله قوتنا العسكرية، مع أنه يدرك جيداً أن المواجهة مع مجموعة مليشيا لا تختلف كثيراً عن تلك التي تقودها الولايات المتحدة وتشارك فيها عشرات الدول للقضاء على تنظيم داعش، وهي التي استغرقت فترة أطول بكثير من المعركة الراهنة مع اختلاف المساحة والتضاريس الجغرافية، ناهيك عن التعقيدات والمصالح الدولية والضوابط الإنسانية التي التزم بها تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة.
مهما تغيرت التحالفات يبقى هذا التقارب الوثيق الذي يجمع السعودية والإمارات ومصر قادراً لوحده على تشكيل النواة الحقيقية لأي عمل عربي مشترك سياسياً كان أم عسكرياً.
هم فعلاً درع العرب المتين الذي ستتكسر على صخرته كل مؤامرات الأعداء القريبين منهم.. ومن هم على الضفة الأخرى من الخليج.
نقلا عن "الرياض"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة