شيكابالا.. الموهوب سيئ الحظ.. وعدو النجاح
محمود عبدالرازق شيكابالا النجم المصري الموهوب يكمل 33 عاما بعد مسيرة كروية لم تكن الأفضل.. تابع التفاصيل
يكمل محمود عبدالرازق الشهير بـ"شيكابالا" صانع ألعاب نادي الزمالك المصري السابق 33 عاما، تاركا وراءه مسيرة كان يمكن أن تصبح أفضل مما وصلت إليه قياسا بموهبته ومهاراته الفائقة التي أبهرت الكثير من المتابعين.
الأهلي المصري يلمح لاستعادة جهود حارسه مبكرا
شيكابالا الذي بطبيعة الحال لا يمتلك سنوات طويلة متبقية داخل المستطيل الأخضر، لا يزال الغموض يحيط بمستقبله بقدر ما أحاط بخياراته السابقة بين تجارب احترافية غير موفقة، وسوء حظ من حيث التألق في ظروف انتكاسة فريقه بشكل عام.
بدأ شيكابالا رحلته مع الساحرة المستديرة في أحد مراكز الشباب في محافظة أسوان جنوب مصر، ومنه انتقل سريعا إلى مدرسة الموهوبين بنادي أسوان، ومن خلال مشاركته في دورة ودية للبراعم في بورسعيد نجح في الانضمام لمدرسة الكرة بنادي الزمالك عشقه الأول والأخير.
بداية متوهجة
موهبته الكبيرة وأداؤه المميز جعلا الإدارة الفنية للقلعة البيضاء تقوم بتصعيده للفريق الأول وهو في سن 16 عاما فقط موسم 2002/2003، وكان ظهوره الأول أمام فريق غزل المحلة خلال مسابقة كأس مصر، ليسجل خلال تلك المباراة هدفًا هو الأفضل في موسم 2002-2003.
قضى شيكا أو الأباتشي كما يحلو لمشجعي الزمالك تسميته موسمين مع الفريق الأبيض ظهر خلالهما في أكثر من مناسبة مع الفريق الأول قبل أن يصل عرضا رسميا من نادي باوك اليوناني لضم جوهرة الزمالك السوداء، وبالفعل سافر ابن الـ18 عاما لينضم للنادي اليوناني ويتألق بشكل لافت حتى لقبته الجماهير والإعلام هناك بـ"ريفالدو اليونان".. لكن لم يستمر الأمر أكثر من موسم واحد.
العودة للزمالك
رغم تألقه الكبير في اليونان وبداية لفت الأنظار له في أوروبا انتهى مشوار الأباتشي الاحترافي، لتنتهي انطلاقة الفهد الأسود بقرار من الفيفا بالإيقاف والغرامة المالية، واكبت عودة شيكا فترة أزمات إدارية في الزمالك فلم يجد من ينهي إجراءات العودة لناديه المفضل بطريقة قانونية، وكان قريبا من الانضمام للغريم التقليدي الأهلي في تلك الفترة، لكن سرعان ما تدخل ممدوح عباس "رئيس الزمالك وقتها" وأجرى اتصالاته بالفهد الأسمر ليعود لبيته وبالفعل تغلبت العاطفة والانتماء وتراجع عن قراره وعاد للانضمام لصفوف الزمالك في خطوة كانت منعطفا فارقا في حياته المهنية.
بعد عودة شيكابالا للزمالك بدأت رحلته مع التخبط والصدام الإداري.. فسرعان ما أعلن عن تأييده للمرشح محمود عباس خلال خوضه للانتخابات التي انتهت بخسارة الأخير وفوز مرتضى منصور بمنصب رئيس النادي؛ لتبدأ مرحلة من الصدامات لم تنتهِ حتى الآن فتراجع معدل مشاركات اللاعب وكذلك مستواه بالتزامن أيضًا مع انخفاض مستوى الفريق ككل بالإضافة لمرور الأهلي بفترة تألق غير مسبوقة مع الجيل الذهبي للنادي، أمور كلها بالتأكيد أثرت على اللاعب.
واستمرت حالة الصدام تصاحب شيكابالا حتى بعد رحيل مرتضى وحل مجلسه وقدوم مجلس معين برئاسة ممدوح عباس الذي في عهده تولى المدرب حسن شحاتة قيادة الفريق ليصطدم بالنجم الموهوب على مسمع ومرأى من الجميع خلال مباراة المغرب الفاسي بدوري أبطال أفريقيا.
خارج الملعب
تجلت طيبة وإنسانية شيكا في مواقف عدة أهمها إصراره على عدم استكمال مباراة فريقه أمام الإسماعيلي عام موسم 2010/2011 حين انتشر خبر مأساة استاد بورسعيد بين شوطي المباراة.
ثم جاء ظهوره أولا في جنازة وعزاء الضحايا ثم إعلانه عن التبرع بربع راتبه السنوي لصالح أسرهم ومن بعدها الظهور على قناة الأهلي لتقديم واجب العزاء بشكل علني للجميع.
تجربة إماراتية وعودة للتألق
فترة الإخفاق مع الزمالك منذ عودته من اليونان وتوالي الأزمات مع الإدارة والجهاز الفني وتوقف النشاط الرياضي بالكامل في مصر، دفعت شيكابالا للانتقال إلى نادي الوصل الإماراتي (على سبيل الإعارة) ليلعب موسم 2012/2013 تحت قيادة المدرب الفرنسي المخضرم (الراحل) برونو ميتسو.
وعاش الفتى الأسمر موسما من الهدوء والإبداع الخالص مع إدارة مستقرة ومدير فني عالمي مشهود له بالتألق مع اللاعبين الأفارقة؛ ما انعكس على العلاقة المميزة بين ميتسو والأباتشي.
لكن سرعان ما انتهت العلاقة بين اللاعب والنادي بسبب السفر بدون إذن من الجهاز الفني، الأمر الذي عكس عدم احترافية من النجم الأسمر من وجهة نظر الجهاز الفني؛ لتفسخ الإدارة تعاقدها معه بالتراضي في آخر أيام فترة الانتقالات الشتوية لعام 2013؛ ما تسبب له في أزمة عدم الانضمام لأي نادٍ آخر في هذا الوقت الضيق وبقائه بلا أي مشاركة رسمية حتى نهاية الموسم.
المزيد من التخبط وسوء الحظ:
بدأ شيكا موسم 2013/2014 مع الزمالك ثم انتقل في آخر لحظات فترة الانتقالات الشتوية لذلك الموسم إلى فريق سبورتنج لشبونة البرتغالي في فرصة تاريخية وأخيرة لإثبات الذات، إلا أن عدم الاحترافية وسوء الحظ يلازمان الأباتشي أينما حل، ففي البداية احتاج بطبيعة الحال لفترة للتأقلم مع الأجواء، لكنه لم يحصل على دقائق مشاركة ولم يلعب بشكل منتظم منذ عام تقريبًا ليجد شيكا نفسه لاعبا في الفريق الرديف بالنادي؛ قاتل شيكا وأثبت نفسه مع رديف لشبونة حتى حصل على ثقة المدير الفني الذي أعطى الضوء الأخضر لعودته للفريق الأول من جديد.. فتلقى إصابة في كاحل القدم لتمنع تلك العودة، انتهت فترة العلاج ومن وراءها فترة التأهيل ليعود اللاعب جاهزا للمشاركة لكن سرعان ما انتهت العلاقة بين نادي لشبونة والمدير الفني الذي طالب بالتعاقد معه بانتقاله لتولي تدريب موناكو الفرنسي، ليجد شيكا نفسه مطالبا من جديد بإثبات نفسه لإدارة فنية جديدة، هنا استسلم شيكا لليأس وهوايته في عدم الانضباط ليترك النادي والبرتغال كلها دون إذن المدير الفني أو إدارة النادي، تحديدًا بعد خوض الفريق البرتغالي لمباراة ودية مع فريق نادي الاتحاد السكندري خلال احتفال الأخير بمئويته.. حيث تخلف شيكا عن رحلة العودة؛ ليدخل في حلقة جديدة من التخبط وعدم التوفيق وإن لم تخلُ من لمساته الساحرة.
عودة جديدة للأبيض
شهدت عودة شيكا للكرة المصرية هذه المرة مركبة ومعقدة فعاد أولا لبيته الزمالك على أن تتم إعارته فورا للعب في صفوف الدراويش تحت قيادة نجم الزمالك السابق والمدير الفني للإسماعيلي وقتها "ميدو"، وانطلقت المشكلات الإدارية من اللحظة الأولى فلم يحضر اللاعب المؤتمر الصحفي الخاص بإعلان عودته؛ الأمر الذي اعتذر عنه اللاعب فيما بعد، وتعددت الأقاويل حول سبب هذا الغياب.
فقط 8 مباريات خلال نصف موسم 2015/2016 هي مدة ظهور الأباتشي بألوان الدراويش أحرز خلالها هدفين وصنع 4 قبل أن يعود سريعا في فترة الانتقالات الشتوية إلى الزمالك.
لينهي الموسم مع فريقه ويخرج بعدها في رحلة خليجية جديدة؛ منضما لنادي الرائد السعودي على سبيل الإعارة لمدة عام، ليبتعد قليلا عن المشكلات والصدامات فيجد الفرصة للتألق من جديد وإبراز موهبته التي يشهد بها الجميع.
وشهدت نهاية الموسم عودته للظهور بقميص المنتخب الذي قلما ما ظهر معه رغم موهبته الكبيرة.
مشواره مع المنتخب:
يبقى مشوار شيكا مع المنتخب المصري هزيلا جدًا مقارنة بحجم موهبته، حقق عددا من الألقاب في المراحل السنية المختلفة وبطولة عالم على المستوى العسكري لكن لم يكن له حضور مميز مع المنتخب الأول إلا لقب أفريقيا 2010 في أنجولا، ولم يشارك خلال البطولة إلا في مباراة واحدة حتى حين انضم لبعثة الفراعنة المشاركة في مونديال روسيا 2018 لم يشارك خلال المباريات الثلاثة للفريق، ولم يحرز مع المنتخب الأول إلا هدفين أحدهما ودي والآخر رسمي لكن في مباراة تحصيل حاصل.
الحصاد:
يأتي حصاد شيكا عبر رحلته داخليا وخارجيا محليا ودوليا بما لا يتناسب إطلاقا وحجم موهبته ومهاراته الكبيرة.
حصل على 7 بطولات مختلفة مع نادي الزمالك منها لقبا دوري محلي موسمي 2002/2003 و2003/2004 و3 ألقاب كأس مصر 2008، 2013، 2016، بالإضافة إلى لقبين على المستوى القاري عام 2002 لقب أبطال الدوري "بالمسمى القديم" ولقب السوبر للعام ذاته، ولقب دوري أبطال العرب 2003، واللافت أنه في أغلب تلك البطولات -خاصة الكبرى منها- لم يكن شيكا هو نجم الفريق.
ودوليا حصد مع المنتخب الأول لقب كأس أمم أفريقيا 2010
أما على مستوى الألقاب الفردية..
حصل على جائزة أفضل لاعب في مصر عام 2011
هداف الدوري موسم 2010/2011
الجماهير وعشق بلا حدود:
مشوار طويل من التخبط والاختيارات الخاطئة المخلوطة بسوء حظ شديد، مشوار نادرًا ما يتكرر على وشك الانتهاء بحصيلة هزيلة من الإنجازات الرياضية لكن بالمقابل بمحبة وجماهيرية لا يمكن وصفها إلا بذكر مشهد واحد حدث خلال مباراة ودية جمعت المنتخب المصري بنظيره البرتغالي خلال الاستعدادات للمونديال، في الشوط الثاني من المباراة وأرض الملعب تضم النجم المصري الأبرز محمد صلاح والنجم العالمي كريستيانو رونالدو كانت الجماهير في مدرجات ملعب "لاتس جراند" في مدينة زيوريخ تهتف باسم الفهد الأسود الجالس على دكة البدلاء.
aXA6IDE4LjIxNy4yMzcuMTY5IA== جزيرة ام اند امز