هونغ كونغ شاهد عيان على مقصلة صغار المستثمرين

أصيب المستثمرون الصغار في هونغ كونغ بحالة من الصدمة والضياع، الإثنين، مع تسجيل سوق الأسهم في المدينة أسوأ نتائجها منذ 3 عقود بسبب الرسوم الأمريكية ورد بكين الانتقامي.
وتراجع مؤشر هانغ سنغ المرجعي بنسبة 13.22%، وهو أكبر انهيار يسجّله منذ عام 1997 خلال الأزمة المالية الآسيوية.
وخيمت أجواء قاتمة في أحد مكاتب شركات الخدمات المالية في الحي المالي في هونغ كونغ، حيث كان أكثر من 12 مستثمرا مسنا ينظرون إلى الأرقام التي تومض باللون الأحمر على شاشات الكمبيوتر.
وقالت امرأة في التسعينيات من العمر تدعى تام إنها "تكره" ترامب مضيفة "لقد جعلني أخسر 200 ألف دولار هونغ كونغي (25700 دولار أمريكي)".
وتابعت "إنه غير منطقي، يقول شيئا ثم يغير رأيه بعد بضع دقائق... كيف يمكن لشخص في هذا المنصب الرفيع أن يتصرف بهذه الطريقة؟".
ولم تنج أي شركة في مؤشر هانغ سنغ الـ83 من الخسائر الاثنين.
خسائر فادحة في أسهم الشركات الكبرى
ومن بين أكبر الخاسرين مجموعة لينوفو التي تراجعت أسهمها بنسبة 23% ومجموعة علي بابا التي انخفضت أسهمها بنسبة 18%.
وقال مسنّ آخر يدعى لي "(ترامب) لن يتوقّف، إنه يسبب فوضى" مضيفا "الجميع من حولي يخسرون المال".
واستأنفت سوق المال الصينية المداولات الإثنين بعد توقف لثلاثة أيام، ما أدى إلى تفاقم الخسائر، وفق ما أوضح ستانلي تشيك، رئيس الأبحاث في برايت سمارت سيكيوريتيز.
وقال تشيك لوكالة فرانس برس "بالنسبة إلى أسهم هونغ كونغ، من النادر أن تسجَّل خسائر شاملة بهذا الحجم"، لكنه أشار إلى أنها مماثلة لرد الأسواق الأمريكية.
وكان أداء سوق الأسهم في هونغ كونغ أفضل من أداء سوق الأسهم في الولايات المتحدة منذ تولي ترامب منصبه، لكن التراجع الحاد الذي شهدته الإثنين أدى إلى محو مكاسب مؤشر هانغ سنغ في الربع الأول من هذا العام.
المستثمرون في حالة ترقب للسياسات التجارية
وقال تشيك إن المستثمرين في المدينة اتخذوا موقف الانتظار والترقب لأسابيع مع انتهاء ترامب من وضع سياساته التجارية، مضيفا أن الأجواء لم تكن قاتمة إلى هذا الحد.
وتُعد هونغ كونغ الأولى في العالم من حيث مشاركة المستثمرين الأفراد، إذ أظهر استطلاع أُجري في عام 2023 أن 48% من المشاركين احتفظوا بالأسهم أو تداولوها في العام السابق.
وقال تسانغ (35 عاما) إن استثماراته الطويلة الأجل خسرت نحو 12900 دولار أمريكي الإثنين، لكنه لم يفكر في البيع بعد.
وأوضح هذا الثلاثيني وهو موظف في أحد البنوك التجارية في هونغ كونغ "لم أتوقع أن تسوء الأمور إلى هذه الدرجة"، مضيفا أن الأسهم الصينية من الفئة "أ" قد تكون أكثر قدرة على الصمود.
وتابع "في هذا النوع من المواجهات (بين الصين والولايات المتحدة)، من الصعب أن نقول من سيعاني أكثر".
وكان المحامي راي تشان (30 عاما) من بين الذين لم يتأثروا بالخسائر الإثنين، إذ باع كل حصصه في هونغ كونغ والولايات المتحدة قبل أسبوعين، محققا مكاسب بمئات الآلاف من الدولارات.
التوقعات المستقبلية لسوق الأسهم في هونغ كونغ
وقال تشان لوكالة فرانس برس "من الواضح أننا ندخل سوقا هبوطية لكنني مستعد. عندما قال (ترامب) إنه ستكون هناك رسوم جمركية في 2 أبريل/ نيسان، كان بإمكاني أن أخمن إلى أين تتجه الأمور".
ومضى قائلا إن السوق ستحتاج إلى "عام على الأقل" قبل أن تبدأ التعافي.
aXA6IDE4LjIyMi4xMC4xNDUg جزيرة ام اند امز