"المركزي التركي" يصدم الأسواق.. وتأييد أردوغان يحلق بالليرة
رفع البنك المركزي التركي معدل الفائدة إلى 25 في المئة، في خطوة مفاجئة تشكّل نقطة تحوّل في سياسة الرئيس التركي الاقتصادية غير التقليدية.
رفع البنك المركزي التركي أسعار الفائدة الأساسية بأكثر من المتوقع، إذ زادها بمقدار 750 نقطة أساس إلى 25 بالمئة اليوم الخميس، مما دفع الليرة لتحقق ارتفاعا نادرا.
وأعقبت زيادة المعدل بـ7.5 نقطة مئوية قرارا سابقا برفعه بنقطتين مئويتين الشهر الماضي. وتوقّع معظم خبراء الاقتصاد بأن يرفع المصرف المعدل إلى 20 من 17.5 في المئة.
وأعلن المركزي التركي أن "المؤشرات الأخيرة تدل على أن منحى التضخّم في تزايد مستمر".
- زلزال تركيا الأكبر.. خسائر الكوارث الطبيعية في النصف الأول من 2023
- بعد ترحيب القاهرة باستثمارات أنقرة.. أكبر بنك تركي يدرس فتح فرعه الأول في مصر
وعقب قرار المركزي، ارتفع سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار بنسبة 1.5 بالمئة. خاصة أن القرار أعطى مؤشرا قويا على أنه بصدد تعزيز محاولات التصدي للتضخّم ودعم العملة المحلية المأزومة.
ولامست الليرة مستويات انخفاض تاريخية بشكل يومي تقريبا على مدى الأسابيع القليلة الماضية بما في ذلك قبل دقائق من إعلان قرارات السياسات المالية الجديدة. لكنها قفزت بأكثر من ثلاثة بالمئة أمام الدولار بعد إعلام القرار وسجلت في الساعة 1205 بتوقيت جرينتش 26.41.
وارتفعت أسهم البنوك التركية بما يقارب العشرة بالمئة مما رفع مؤشر بورصة إسطنبول الأوسع نطاقا بينما قفزت السندات الحكومية المقومة بالدولار بأكثر من سنتين وفقا لبيانات تريدويب.
في غضون ذلك ارتفعت الليرة التركية ثلاثة بالمئة إلى 26.4040 مقابل الدولار بعدما رفع البنك المركزي معدل الفائدة من 17.5 بالمئة إلى 25 بالمئة على عمليات إعادة الشراء (الريبو) لأجل أسبوع، وهي نسبة أكبر بكثير من المتوقع.
وفي وقت لاحق، ارتفع سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار بنسبة 6 بالمئة بعد الظهر بعدما أيّد أردوغان خطوة رفع الفائدة وأبدى ثقته بفريقه الاقتصادي.
وقال أردوغان في تصريح متلفز "نحن بصدد اتّخاذ خطوات حازمة لمعالجة المشاكل الناجمة عن التضخم".
وقال الخبير في مركز كابيتال إيكونوميكس ليام بيتش إن رفع معدّل الفائدة "الأعلى بكثير مما كان متوقعا" سيسهم في "طمأنة المستثمرين إلى أن العودة إلى سياسة (اقتصادية) تقليدية سلكت مسارها".
وخلافا للنظريات الاقتصادية التقليدية، يعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن معدلات الفائدة المرتفعة تؤجج التضخم.
لكن بعد فوزه في انتخابات مايو/أيار التي شهدت تنافسا محموما ندت عنه إشارات تدل على احتمال العودة لسياسات أقرب إلى النهج التقليدي، ولا سيما بتعيينه خبيرا اقتصاديا سابقا في بنك ميريل لينش الأمريكي محمد شيمشك وزيرا للاقتصاد، والمسؤولة السابقة في وول ستريت حفيظة غاية إركان حاكمة للبنك.
وأشارت الخطوة إلى تصميم السلطات على معالجة التضخم بالغ الارتفاع في إطار تراجع عام عن السياسات المالية غير التقليدية.
والخطوة المفاجئة وصلت بسعر الفائدة لأعلى مستوى منذ 2019 ودفعت الليرة التركية إلى أقوى مستوى منذ منتصف يوليو/تموز. ورفع البنك المركزي معدل الفائدة لإعادة الشراء لأسبوع واحد 1650 نقطة أساس منذ يونيو/حزيران.
وقالت لجنة السياسة النقدية، التي تضم ثلاثة أعضاء يشاركون للمرة الأولى ويعتبرون من أصحاب الميل لسياسات التشديد النقدي، إنها سترفع أسعار الفائدة "قدر الحاجة في التوقيت المناسب وبطريقة تدريجية" لتهدئة التضخم الذي ارتفع إلى ما يقرب من 48 بالمئة الشهر الماضي.
ويقول محللون إن تلك الخطوة هي الأوضح حتى الآن على التحرك صوب انتهاج سياسات تقليدية بعد انتهاج سياسات غير تقليدية على مدى سنوات في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان ومن شأن ذلك أن يساعد في كبح توقعات التضخم.
وبدأ البنك المركزي التركي دورة تشديد نقدي في يونيو/حزيران بعدما عين الرئيس رجب طيب أردوغان المصرفية السابقة في وول ستريت حفيظة غاية أركان رئيسة للبنك.
وتعهد البنك المركزي اليوم الخميس مجددا بمزيد من تشديد السياسة حسب الضرورة وبطريقة تدريجية، رغم رفعه معدل الفائدة على عمليات إعادة الشراء (الريبو) لأجل أسبوع 750 نقطة أساس.
وقال بيوتر ماتيس، كبير محللي الصرف الأجنبي لدى تاتش كابيتال ماركتس في لندن "قرار اليوم يبعث بإشارة قوية جدا إلى أن البنك المركزي عازم على كبح جماح التضخم، واستجابة السوق الأولية إيجابية جدا".
aXA6IDMuMTQ0LjEwOS4xNTkg
جزيرة ام اند امز