مديرة صندوق النقد تصدم العالم بتوقعات عام 2023.. "الأصعب قادم"
توقعت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، أن يكون الاقتصاد العالمي في حالة ركود عام 2023.
وقالت جورجيفا اليوم الأحد إن عام 2023 سيكون صعبا على معظم الاقتصاد العالمي في الوقت الذي تعاني فيه معظم المحركات الرئيسية للنمو العالمي، وهي الولايات المتحدة وأوروبا والصين، من ضعف نشاطها الاقتصادي.
وأضافت جورجيفا لبرنامج (واجه الأمة) الإخباري على قناة سي.بي.إس إن العام الجديد سيكون "أصعب من العام الذي نتركه خلفنا".
وتابعت: "لماذا؟ لأن الاقتصادات الرئيسية الثلاثة، وهي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين، تتباطأ جميعها في وقت واحد".
وقالت إن ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في الصين هو خبر سيئ للاقتصاد العالمي.
وأشارت إلى أن نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين قد يكون في مستوى أو أقل من نظيره العالمي على المدى القريب.
وأكدت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي أن الاقتصاد الأمريكي هو الاقتصاد الأكثر مرونة في العالم وقد يتجنب الركود.
وبالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي، قالت جورجيفا إن نصف دول الكتلة ستكون في حالة ركود خلال العام الجديد.
وحول توقعاتها لباقي الاقتصادات بالعالم، قالت إن آفاق الاقتصادات الناشئة أسوأ بسبب مستويات الدين وقوة الدولار.
كانت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، توقعت 2 ديسمبر/كانون الأول الماضي، احتمال انخفاض النمو العالمي إلى أقل من 2% العام المقبل يتزايد.
وأكدت مديرة صندوق النقد أن المخاوف تتصاعد مع استمرار آثار الحرب في أوكرانيا والتباطؤ المتزامن في أوروبا والصين والولايات المتحدة.
وقالت جورجيفا خلال مؤتمر "رويترز نكست" إنها قلقة بشكل خاص إزاء التباطؤ في الصين لأن ثاني أكبر اقتصاد في العالم هو محرك قوي للنمو العالمي.
رفع قيود كوفيد بالصين
وكانت قد أشادت في 9 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بتخفيف سياسة "صفر كوفيد" في الصين، معتبرة ذلك خطوة "حاسمة" إلى الأمام، بعد مؤتمر برئاسة رئيس الوزراء الصيني، لي كه تشيانغ في هوانغشان شرق البلاد.
وكانت السلطات الصحية في الصين، أعلنت عن تخفيف عام للقيود الصحية بعد تظاهرات غاضبة، على أمل إنعاش الاقتصاد الذي خنقته سياسة "صفر كوفيد"، حيث قامت بوقف اختبارات "بي سي آر" المنهجية وواسعة النطاق، مع إمكانية العزل الذاتي للإصابات الخفيفة وغير المصحوبة بأعراض، والاستخدام المحدود للحجر.
وأضافت جورجيفا في حينه، أن دفع الصين باتجاه زيادة معدلات التطعيم أمر جيد "للشعب الصيني ومهم أيضا لآسيا وبقية العالم"، وأشارت إلى أن "أداء الصين مهم (ليس فقط) للصين ولكن أيضًا للاقتصاد العالمي"، الذي يعاني من تداعيات الحرب في أوكرانيا وأزمة غلاء المعيشة في عدد من البلدان، بعد تعافيه المتعثر من آثار جائحة كوفيد-19.
تحذير عالمي من متحورات كورونا
وحذر خبراء الصحة في العالم من أن ارتفاع الإصابات بكورونا في الصين تزامنًا مع رفع السلطات القيود الصحية الصارمة، قد يخلق أرضاً خصبة محتملة لظهور متحوّرات جديدة من الفيروس.
وتتوقف الصين في 8 يناير/ كانون الثاني الجاري عن فرض الحجر الصحي الإلزامي على الوافدين إليها، وهو آخر تدبير ضمن سياستها "صفر كوفيد" الصارمة، التي أبقتها معزولة عن العالم إلى حدّ بعيد منذ بدء تفشي الجائحة.
وفيما توقفت الحكومة الصينية عن نشر أعداد الإصابات اليومية، يقدر مسؤولون في مدن عديدة أن مئات الآلاف من الأشخاص أُصيبوا بالفيروس مؤخراً.
ويخشى خبراء ودول عديدة أن تتحوّل الصين لأرضٍ خصبة لظهور متحوّرات جديدة، حيث أن نسبة الملقّحين بين الصينيين منخفضة.
ويرى مدير معهد الصحة العالمية في جامعة جنيف، أنطوان فلاهو، أن كل إصابة جديدة تزيد فرص تحوّر الفيروس، موضحا أنه عندما يصبح 1,4 مليار شخص فجأة معرّضين لفيروس سارس-كوف-2 (المسؤول عن كوفيد-19)، تتشكّل بالطبع ظروفًا مؤاتية لبروز متحوّرات جديدة.
وقال برونو لينا، أستاذ علم الأوبئة في جامعة ليون في فرنسا من جانبه لصحيفة "لا كروا": نظرًا إلى تفشي الفيروس بشكل واسع، وبالتالي تزايد خطر ظهور متحوّرات، قد تُشكّل أرض خصبة للفيروس في الصين.
وقالت سمية سواميناثان، التي شغلت منصب كبيرة علماء منظمة الصحة العالمية حتى نوفمبر/ تشرين الثاني، لموقع صحيفة "إندين اكسبرس"، إن جزءًا كبيرًا من الشعب الصيني معرّض للخطر، لأنّ عددًا كبيرًا من المسنّين لم يتلقّحوا، وعلينا أن نراقب عن كثب ظهور متحوّرات مثيرة للقلق.
aXA6IDE4LjIyNS4xNzUuMjMwIA== جزيرة ام اند امز