رحلة قصيرة أو لا سفر.. بدائل نتنياهو للأمم المتحدة تحدد ملامح الحرب
تفرض التطورات الأمنية على الحدود الإسرائيلية واللبنانية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دراسة سيناريوهات الرحلة إلى الولايات المتحدة الأمريكية سيما في ظل عدم استبعاد حرب مع حزب الله.
بعد إرجاء زيارته إلى نيويورك ليوم واحد فإن نتنياهو يدرس تقصير الرحلة أو عدم الذهاب، لكن مبدأ دراسة الرحلة قد يشي بأن نتنياهو لا يفكر بإعلان الحرب، على الأقل حاليا، على حزب الله وإنما الاكتفاء بمواصلة الضربات الموجعة.
- التصعيد مع حزب الله.. هذه استعدادات إسرائيل للمرحلة الجديدة
- الحساب المفتوح بين حزب الله وإسرائيل.. ماذا بعد التصعيد المتبادل؟
غير أن توسيع حزب الله نطاق ضرباته الصاروخية إلى حيفا ومحيطها وربما وسط إسرائيل قد يقرب عملية عسكرية برية إسرائيلية في الجنوب اللبناني.
وكان من المقرر أن يسافر نتنياهو إلى نيويورك، مساء الإثنين، على أن يمكث هناك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة وإلقاء خطاب إسرائيل حتى انتهاء الأعمال السبت.
وقد تم بالفعل ترتيب لقاءات له مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي، لكن ليس مع الرئيس الأمريكي جو بايدن بسبب ما قيل عن تضارب جداول الأعمال.
ولكن لاحقا وبسبب تطورات الأوضاع على الحدود الإسرائيلية واللبنانية فقد تم إرجاء الرحلة ليوم واحد، حيث يغادر، مساء الثلاثاء، لكن تم الحديث اليوم عن إمكانية تقصير الرحلة بشكل أكبر أو عدم الذهاب.
مشاورات وبدائل
وقال موقع "واينت" الإخباري الإسرائيلي: "يجري مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مشاورات حول ما إذا كان سيتم إلغاء رحلته إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة أو تقصيرها ليوم آخر حتى يصل إلى نيويورك صباح الخميس، ويتحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة ويعود إلى إسرائيل مباشرة بعد يوم السبت".
وأضاف: "يدرس مكتب نتنياهو إمكانية إرسال وزير آخر للتحدث بدلا منه في الجمعية العامة في أوائل الأسبوع المقبل، ليكون وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر أو وزير الخارجية يسرائيل كاتس".
وتابع: "هناك خيار آخر، وهو عدم إرسال أي ممثل من إسرائيل، وبعد ذلك سيكون الشخص الذي سيتحدث باسم إسرائيل، الإثنين المقبل، هو السفير لدى الأمم المتحدة داني دانون".
وإذا ما تقرر تقصير الرحلة فإن نتنياهو سيصل إلى نيويورك ومعه 10 من أفراد عائلات الرهائن الإسرائيليين في غزة ليلقي خطابه في الساعة التاسعة صباحا بتوقيت نيويورك يوم الجمعة.
مخاوف الاعتقال
وقضية أخرى يخشاها نتنياهو هي التوقف في إحدى البلدان في طريقه إلى نيويورك ما يتطلب رحلة مباشرة من تل أبيب إلى نيويورك.
فإسرائيل تتوقع أن تصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال ضد نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت بتهمة ارتكاب «جرائم ضد الإنسانية» في غزة.
وأبلغ نتنياهو أعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية الإسرائيلية، الأحد، بأنه يقدر بأن المحكمة ستصدر مذكرة اعتقال ضده.
وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان طلب من المحكمة إصدار مذكرة اعتقال ضد نتنياهو وغالانت ثم كرر طلبه مرتين من المحكمة بالإسراع في إصدار المذكرتين.
وطعنت إسرائيل في رسالة المحكمة، الجمعة، بصلاحية المحكمة بالنظر في انتهاكات في الأراضي الفلسطينية وبشرعية إصدار مذكرة اعتقال ضد نتنياهو وغالانت.
ولكن المحكمة أكدت أكثر من مرة على ان اختصاصها النظر بالجرائم في الأراضي الفلسطينية وكذلك إصدار مذكرة اعتقال ضد نتنياهو وغالانت.
وعلى ذلك فقد هاجم نتنياهو خلال الاجتماع المغلق للجنة البرلمانية اليوم كريم خان معتبرا أنه "يتحرك لاعتبارات سياسية" وإن المحكمة نفسها "ليست قانونية وإنما سياسية".
رسالة لحزب الله
وكان نتنياهو قال في كلمة مسجلة، الأحد: "وجهنا سلسلة ضربات لحزب الله لم يتخيلها" متعهدا بأن "يستوعب الحزب الرسالة إذا لم يفهمها حتى الآن".
أما وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت فقال إن "حزب الله بدأ يشعر ببعض قدرات الجيش الإسرائيلي ويعيش في أجواء صعبة من الملاحقة".
وأضاف، خلال جولة في مقر التحكم والهجوم لسلاح الجو في المنطقة الشمالية: "مستمرون حتى إرجاع السكان إلى منازلهم بأمان في شمال البلاد".
وبدوره، قال وزير الخارجية يسرائيل كاتس: "على حزب الله الانسحاب إلى ما وراء الليطاني بمقتضى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701".
أضاف في رسالة وجهها إلى وزراء خارجية حول العالم: "ستعمل إسرائيل على تحقيق ذلك إذا لم تعكف الأسرة الدولية على تنفيذ القرار".
وتابع كاتس: "لن يهدأ بال لإسرائيل حتى إرجاع سكانها إلى الشمال بأمان وعددهم 70 ألفا".