آثار "كوفيد" الجانبية تهوي بـ"علي بابا".. نتائج مالية ضعيفة
خاسر جديد يلحق بركب شركات التكنولوجيا الأكثر تضررًا من قيود احتواء وباء "كوفيد-19" والحملات الأمنية التي طالت القطاع الصيني.
تراجع أرباح "علي بابا" 59%
اليوم الخميس، أعلنت مجموعة "علي بابا" الصينية العملاقة للتجارة عبر الإنترنت، أن أرباحها تراجعت بنسبة 59% في العام المالي الأخير.
وقد تعرض الاقتصاد الصيني في الأشهر الأخيرة لضربة قوية بسبب تداعيات قيود كوفيد-19 الصارمة بما فيها عمليات الإغلاق والقيود على التنقل التي أبقت المستهلكين في المنازل، ما دفع معدل البطالة في المناطق الحضرية إلى الارتفاع وأدى إلى اضطراب سلاسل التوريد.
كذلك، كان على "علي بابا" مواجهة حملة واسعة النطاق ضد الممارسات المزعومة المانعة للمنافسة من قبل شركات التكنولوجيا العملاقة في الصين.
وأشارت المجموعة التي تتخذ من هانغتشو مقرا إلى "تحديات كلية أثّرت على سلاسل التوريد وثقة المستهلكين" فيما أعلنت خسارة مقدارها 16.2 مليار يوان (2.56 مليار دولار) للفصل الممتد من يناير/كانون الثاني إلى مارس/آذار (في رابع تراجع فصلي على التوالي) بينما حذرت من أنها لن تقدّم إرشادات مستقبلية نظرا إلى المخاطر المرتبطة بكوفيد.
وشهدت "علي بابا" تراجعًا حادًا في قيمتها السوقية منذ أن شنت بكين حملتها الشاملة في العام 2020 على بعض كبرى الشركات المحلية في الصين.
وشملت الحملة إلغاء باللحظة الأخيرة لاكتتاب عام أولي بأسهم "آنت جروب"، الذراع المالية لمجموعة "علي بابا"، الذي كان سيصبح أكبر إصدار للأسهم في العالم حال إتمام طرحها للتداول.
كما تعرضت الشركة لغرامة قياسية بلغت 2.75 مليار دولار بسبب ممارسات مزعومة غير عادلة العام الماضي.
تحديات الفيروس
وقالت المجموعة الخميس إن إيراداتها نمت بنسبة 9% تقريبا في الربع الأول من العام (بين يناير ومارس) لتصل إلى 204.1 مليار يوان، وهو ما يزيد قليلا عن توقعات وكالة "بلومبرج".
كذلك، ارتفعت إيرادات الشركة المنبثقة بشكل أساسي من عمليات التجارة الإلكترونية، بنسبة 19% للسنة المالية المنتهية في 31 مارس/آذار. وبلغت أرباح العام بكامله 62 مليار يوان (9.8 مليار دولار) لآخر سنة مالية.
وأوضحت المجموعة "منذ منتصف مارس/آذار 2022، تأثرت أعمالنا المحلية بشكل كبير بعودة انتشار كوفيد-19 في الصين، خصوصًا في شنغهاي".
وتابعت "نظرًا إلى المخاطر والشكوك الناجمة عن كوفيد-19.. نعتقد أنه من الحكمة في هذا الوقت عدم إعطاء إرشادات مالية كما نفعل عادة مع بداية السنة المالية".
وتلت نتائج "علي بابا" سلسلة من النتائج المتعثرة لشركات تكنولوجيا صينية بارزة. فقد أعلنت شركة "بايدو" العملاقة الخميس خسارة صافية مقدارها 885 مليون يوان (140 مليون دولار) في الربع الأول من العام.
وقال المؤسس المشارك لـ"بايدو" روبن لي في بيان إن أعمال الشركة "تأثرت سلبا" بعودة ظهور كوفيد-19 في الصين منذ منتصف مارس.
وأشار إلى أن التحديات المرتبطة بالفيروس تواصل الضغط على عمليات "بايدو" في المدى المنظور.
والأربعاء الماضي، أعلنت شركة "تنسنت" انخفاضا قياسيا في نمو الإيرادات الفصلية عند 135,5 مليار يوان (20,1 مليار دولار) في الربع الأول.
والصين آخر اقتصاد رئيسي يلتزم سياسة صارمة لمكافحة جائحة كوفيد والتي تختبر حاليا بانتشار المتحوّرة أوميكرون الشديدة العدوى.