معرض الكتاب بالرباط.. مساحة تدعم المؤلفات العلمية والأكاديمية
كان للكتب الأكاديمية والعلمية مكانة رفيعة بين نظيراتها لمختلف التخصصات الأخرى في معرض الكتاب بالعاصمة المغربية الرباط.
ومن مُدن عدة حج طُلاب العلم، والباحثون الأكاديميون، إلى مختلف أروقة المعرض الدولي للكتاب بالعاصمة الرباط، بحثاً عن مرجع أو كتاب يُثري بحثهم الجامعي أو أطروحة الدكتوراه الخاصة بهم. فيما التف آخرون حول أستاذ جامعي يوقع كتابه، أو مجلداً يجمع مُحاضراته.
ضالة الباحث
من أقصى الجنوب حمل متاعه قادماً إلى العاصمة الرباط، بحثاً عن عدة كُتب لم يجدها في مكاتب مدينته، وحتى خزانات أخرى.
بدا رشيد، الذي يُعد الدكتوراه في القانون الدولي الإنساني، غارقاً بين رفوف الكتب العالية في واحد من أروقة المعرض، في يُمناه يحمل أربعة كُتب، بينما يتأبط كيسا ملأته كُتب آخرى.
أما يُسراه فتحمل ورقة بها قائمة طويلة من عناوين الكُتب، بينما تتفحص عيناه بدقة كُل أغلفة الكُتب الموضوعة على الرف.
يبدو في تركيز كامل، كعابد في محراب صوفي، غير آبه بما يجري حوله من حركة، وما يرتفع في مُحيطه من ضوضاء وحركة.
"لقد بحثت عنه لأكثر من أربعة أشهر، لدرجة أنني راسلت كاتبه، وتعذر عليه إرساله نظراً للعدد القليل من النُسخ التي طُبعت منه"، يقول رشيد لـ"العين الإخبارية"، وهو يُمسك أحد الكتب، كمن عثر على إبرة في كومة قش.
"هُنا عشرات الآلاف من العناوين، جئت من مدينة الراشيدية، خصيصاً للحصول على بعض المراجع في القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، لإتمام أطروحة الدكتوراه الخاصة بي". يضيف رشيد.
ويستكمل: "لست الوحيد هُنا ممن شدوا الرحال إلى الرباط، فالمعرض مليء بالطلبة الباحثين، الذين يستغلون فرصة قدوم دور نشر عالمية لاقتناء كُتب لا تصل في العادة إلى المغرب، لأسباب لوجستية، أو غيرها".
ويشارك في هذه الدورة 273 عارضا مباشرا، و439 عارضا غير مباشر، كما تشهد مشاركة 55 دولة من جميع أنحاء العالم.
إصدارات
وكانت الجامعات المغربية في الموعد، بأروقة تُعرف بتاريخها الأكاديمي والعلمي العريق، وبرامج مختلفة تعكس التنوع العلمي للمملكة.
أروقة الجامعات، كما مدرجاتها، تفوح بعبق المعرفة والتبادل العلمي، وأيضاً جلسات بوح أكاديمي، تُستعرض فيه مسارات أكاديمية لعُلماء المملكة.
وفي محفل علمي بحت، وقع عدد من الأساتذة الجامعيين آخر إصداراتهم العلمية والأكاديمية، كالأستاذة رشيد لمدور وعمر الشرقاوي وسمير والقاضي، بالإضافة إلى سعيد الخمري وآخرين.
"محاضرات في مناهج العلوم القانونية والاجتماعية"، "الملكية الدستورية في المغرب مسير البناء الديمقراطي 1956_ 2020"، "حفريات نقدية عن المغرب السياسي"، و "البرلمان في ظل الملكية البرلمانية المغربية". جميعها عناوين لكتب اختلفت محتوياتها، لكنها اجتمعت حول المعرفة وتوثيق اللحظة السياسية وتحليلها بمرجعية قانونية أكاديمية.